66

190 7 0
                                    

رفع الآخر حاجبه وهذا الشخص متعلق بفتاته كثير وينقي أجمل مفردات لوصفها هو تأكد انه قليل الكلام لكن إذا حضر طاري اخته ينطلق ويعبر بطريقة متفردة صمت غالب وهمس له سهم : ايش تشرب لازم نقهويك
غالب وهو مستريح ومسترخي ومكتفي بالتأمل نطق : قهوتي مايضبطها غير سعيد
كان يجس النبض وتعمد ينطق الإسم لكن سهم منغمس بورداته والإسم مر مرور الكرام على مسمعه ...
.
.
قرية ساري ..
تمارا وهي من مدة تحاول تقنع نفسها انها توهمت قصة الحمل وان بطنها خالي حاولت تتصرف بطبيعية تامة ولكن زايد المختفي يقاسمها كل أوقاتها أعراض الحمل القوية هي من افسدت اقتناعها
احتلت مكان غزل المفضل بالدكة متحلفة بطانيتها والصداع محتل رأسها من مدة والكل لاحظ تبدل مزاجها وتغير شكلها !
وهتاف في الجهه الثانية ببطانية ثانية وبالوسط صينية قهوة وام عتيق عند جاراتها تذكار ووقت العصر وقتها المفضل للنوم
تمارا : تدرين هتاف وش نفسي فيه ؟
هتاف : اممم
تمارا : هتاف صحصحي
ضربتها برجلها وهي اقرب شيء
صرخت هتاف : كسر كسر وش جاش عليه ؟
ضحكت تمارا بإستمتاع : ليه مسوية زعلانة ومكشرة عاد تدرين وضعك الجديد جايب رآس عمي ومطيحه على وجهه
هتاف وهي تلعب بأطراف المخدة بإصابعها : لاتفتين من راسش ما امثل الزعل انا بس الصدق احس صدري مزحوم وودي اروح لجبل عمش ساري واصيح اصيح لين يضيع صوتي والا اطيح من الجبل تحسين الثانية احسن صح ؟
ضحكت تمارا على وضعهم المشترك المضحك المبكي بنفس الوقت : أنا اقول اتركي عنك كل هذي الأفكار و كملي بوضعك الثقيل ذا وعيشي حياتك غمزت بعينها وكملت : جبت لك معي فساتين وعطور وأشياء تجنن العبي بقلبه لعب
هتاف راقت لها الفكرة وشاركتها الضحك : أول رتبي شعري ماحد يعرف له غيرش وسوي لي اظافري بعد
تمارا : بس ؟ ان ماطلعتك اليوم عروس خذيني بشعري وارميني انا من جبل اللي مايتسمى
هتاف : وجع تمارا عمش وش العداوة اللي ماتبغى تخلص احس مبالغين فيها كلكم واحد منكم يتعوذ من ابليس
تمارا: اعوذ بالله منه لاتنكدينا بطاريه الشين قومي اغسلي شعرك وتعالي غرفتنا والله ياجاي لك دلع
فزت بحماس وقدرت تمارا تخرج هتاف من جوها المحبط والكئيب لكن هي من يمتص مخاوفها وآلامها دايم تظهر بوجه واحد وجه صامد تشعر الغير انها مكتفية بنفسها وبمشاعرها لكن بداخلها جوع مشاعري لن يفهمه أحد !
:
:
بين قريتين : ساري ، جبل الهزم

وقفت سيارة جابر وفرش على الأرض ونزل عزبته وحسناء منذ خروجهم لم تنطق بحرف بحضنها جود نائمة وبفمها ( رضاعة ) وماجد بالجهه المقابلة
تذكر هذا المكان تذكر كل شبر فيه وقفت هنا طويلاً وقفت هنا وهي تنتظر هباء وقفت تحت الشمس ووقفت تحت المطر نادر انتزع ماجد من حضنها بسبب غضب غير مبرر انتزعه منها فترة طويلة فترة قضتها بهذا المكان تخرج من القرية الصباح وتعود لبيتها يائسة في المساء يبعد نصف ساعة مشياً لكن بالسيارة قريب وقف جابر هنا بعد ما اضطره الصداع قرر يغفى وهو ينتظر دلته بينما حسناء تصارع الذكريات وحيدة دائماً ..
ماجد فهم سر عبوسها وعيونها الذابلة قرأ حروفها لكن لم يتمالك نفسه نطق : عرفتي المكان !
حسناء : ومن ينساه ..
ماجد : ليتش ماعاندتيه يومها
حسناء : نفع العناد كسر حاجز وبنى حاجز ثاني
ماجد : وش تقصدين ؟
حسناء : رحت اشتكيته إمام المسجد كان بصفي رحنا واشتكيناه ووقع تعهد ماياخذك إلا برضا مني ..

أول حديث عفوي يدور بينهم أو بالأصح حديث مؤلم
حسناء وهي تغطي وجه صغيرتها بشيلتها عن البرد : الحاجز اللي انكسر هو يوم حلف ياخذك عنده للأبد وقت تكبر وتميز والحاجز اللي انبنى انه صار يخاف مني ويهاب الوقت اللي افضح فيه اشياء ماقدر اقولها
جابر : يعني ابوي يخاف منش ؟ عشان كذا يكره يشوفش ويتكلم معش
حسناء : خلاص ماما خذ اختك عشان اقرب فناجين القهوة
جابر وكل الحوار دار على مسمعه ووصله بحذافيره : اتركيها لا تلمسين شيء !
رمت الصحن بضيق واخذت جود لحضنها ناظرها بكره وتقرف وهذه النظرة كانت مؤذية لماجد نزل عينه على جواله وأمه حست بشعوره لكن ابتلعت حروفها مثل العادة ..
.

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن