75

204 7 0
                                    

رمت نفسها بحضنه متجاهلة كل الأفكار اللي سرقتها منه رمت ثقل الأيام الماضية ورى ظهرها ودها تتنعم بدفا صدره قبل تختار مصيرها وتقرره ودها تتشبع من كل لحظة صافية يصنعها هو بصوته وبنظراته وبحنانه حتى صمته كان يبعث بداخلها طمأنينة وسلام ورضا
هي طلبت جزء من المساحة بينما المساحة كلها لها وملكها هي قررت تختار زاوية بصدره وتتركى عليها وهو وده تبقى فيها ساعات وساعات وأيام وأيام المخاوف اللي كان يعيشها يبدو انها عاشت اضعافها والليلة قررت تحكي جزء منها
بالأصح اقتنصها هو وهو قرر يضم خوفه وخوفها وباقي الكلام والحروف الناقصة تكملها الأيام ..
.
.
في الجهه الثانية ..
من يوم مادخلنا من الباب وانتي ساكتة كل هذي فجعة ؟ البتول الضاحكة صدمت ام قايد بحضورها هي وسهم ردت : اي والله اني خفت وبعدين ولا تتصلين ولا تقولين جايين لو صار فيكم شيء وانتو في الطريق
ضحك سهم وام قايد مستغربة من انبساطه ضحكت البتول من تعابير وجهها وقالت : مو بس انتي كلنا مستغربين الوجه الجديد اللي طالع فيه غير كذا هو أصر ولزم نسافر
مسكت خدوده وقالت : خالة راوية شوفي شوفي حتى يضحك بسبب وبدون سبب فجعني
ام قايد مبسوطة من وضعه الجديد ضحك
قلبها : حبيب عيني الله يجعلني اشوفه مثل كذه دايم ولاتغيب ضحكته اشهد انها علاج
الله الله الله واحنا نعتبر ايش؟ البتول رجل طاولة يالله على الأقل طاولة مبسوطة
صارو يضحكون من تذمرها جلست على الأرض وصارت توزع الحلا بصحون صغيرة ؛ قبل تسألين ايوه جالسين على قلبك رمضان والعيد مانرجع مكة إلا وانتي معانا ولا تسألين عن المحل حلينا كل حاجة هناك وجينا
راوية الأم زادت سعادة : ومن قال بتقعدون على قلبي ؟ إلا في عيوني دام سهم قريب مني خلاص ارتحت لي مدة وانا يديني على قلبي
احتضنها بيده وهو يشعر بهدوء داخلي وراحة طفيفة : لاتشيلين همي دايم اقولها وماتسمعيني وعارف انه قلب الأم مايطاوعك دايم ..
.
.
متوترة وهي تصعد الدرجات بثقل كل شيء فكرت فيه عتيق وهو يطلب منها تجلس في السطح وتنتظره عنده حديث مهم يتعلق بحياتهم وهي صارت تحل وتعقد حاولت تخمن لو نصف توقع ولكن الخوف منعها أدركت انه اليوم قرر يتحرر من صمته لكن ماذا عنها ؟
جلست دقائق وصار الجو بارد عليها لباسها خفيف والمكان شبه مظلم وأخيراً حن وحضر
جلس على صندوق خشبي قريب من كرسيها القديم همس وهو يحاول يلطف المفردات الموجعة اللي جمعها لكن كيف تتجمل وهي بنظره ممكن تقضي عليها يدرك انه كل شيء بالنسبة لها ويدرك مكانته ولو بالغت بصدها وهجرها لكن قلبها يناقض تصرفاتها الأخيرة واللي كانت ردة فعل لموقف الرياض نطق : بردانة ؟
لا متخوفة عيونك فيها كلام كثير وخايف تنطقه؟
وكأنها تعيش داخل الدوامة اللي يعيشها همس : لا بس زبدة الكلام وخلاصة قصتنا يمكن تكون ثقيلة لكن بالأخير هي نتيجة ونتحملها
ركزت بنظراتها جهة وجهه اقتربت وضعت كفوفها على ركبته : عتيق الخلاصة توجع شخص واحد والا شخصين؟
دنق يعز عليه الكلام اللي بينطقه لكن مختنق ووده بالخلاص : انتي لو رضيتي أنا ينقصني الرضا وانتي لو اقتنعتي ان هذي حياة انا باقي ما اقتنعت قررت اختار حياة جديدة !
رخت قبضة كفوفها ورفعت يدينها ومررتها على خصلاتها المتطايره دستها خلف اذنها : الخلاصة ان ودك بالنجاة لكن الطريق اللي يوصل لها لازم تخسر فيه اشياء ولازم تعطي شيء مقابلها !
شد سترته ونزعها رفعها وكان وده يحتويها ويدفيها لا أكثر لكن دفعت يدينه بحدة : ما سألت عن المقابل ياعتيق ؟ وأنا بعد ما سألت وش الحياة الجديدة اللي انت تقصدها ؟
عتيق بجمود : زواج جديد برضا وبقناعة
بنفس الجمود ردت : المقابل هو الأمومة
ظهرت لمعة الدمع وبالرغم من الظلام شاهده : تسع سنين اخترت اعيش معك وتخليت عن شيء كنت متعلقة فيه وبرضا تام ماكنت مقتنعة بس قلبي فرض هذي القناعة واخترتك
عتيق كان وده يبرر الحديث اللي حفظه عن ظهر قلب كله تبخر وضاع : ماتشوفني لايقة عليك ولا من قياس الحروف اللي تشد الناس وتنبهر فيها ماتشوفني حبيبة الكاتب اللي يتغنى فيها ويكتب عنها ويزعل منها ويعاتبها ويرجع يحبها طول عمرك تشوفني بنت القرية البسيطة اللي متعلقة بالمطبخ وبمنديلها الأحمر وبثيابها القطن تشوفني بسيطة لدرجة ان قصة تسع سنين بتمشي عليها وان السفر والأوراق وكل شيء تهرب له صارت متصالحة معه لأنك تحبه مبسوط ياعتيق اني كنت عجينة لينه وصرت بالشكل المطلوب لك ؟

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن