82

193 7 0
                                    

كلها تلاشت لا تملك وقت لتحليل سر نظراته نطقت : عتيق الناس راحو فك يدي
حرر يدها ونطق بصوت متلاعب : غيري لون الحمرة والظاهر مافي غيرك اليوم لابس فستان !
هي فمهت انها هي الوحيدة اللي ملتفة بفستان ومتزينة زينة مبالغ فيها لكن مقصده مختلف ويعرف انها بسبب بروده القديم لن تفهم
قبل يخرج رجع واستدار نحوها جذبها بالكامل نحوه همس بإذنها : ارجعي لعطرك القديم
راقبت اثره بعد ماخرج بذهول وهو مقصده غير عن اللي وصلها لكن لن تفهم انشغلت بزينتها والآخر عند الباب يحاول يستجمع نفسه بعد تأثيرها ..
..

سعيد : وش جاك من يوم راح خويك وانت عقلك مو معك؟
غالب وهو بنفس مكان سهم بالأمس ويرسم بنفس العود المحروق على الأرض : ماهقيت اني ياخوك بيوم تضيع علومي وأمس ضاعت كلها !
سعيد وهو يزحف ويقترب ناحية غالب : عسى ماشر
غالب وعصبته منثوره بحجره وشعره مهمله على جبينه : ايه اثرنا بأقصى الزوايا مانشوف المر وهو ينهش القلوب ولا نشوف القلوب وهي تتآكل زوايتنا ضيقة ويوم تضيق علينا الوسيعة هربنا منها لها ..
التقط سعيد صوت حزنه وبالرغم من مرور سنين على اقصائه لم يفصح عن هموم قلبه واليوم تغير الحال فجأة سعيد بفطنة نطق : انت تتكلم عن خويك عن الغريب ماغيره والا انت لو يعض الهم روحك ويلتهمها مانطقت بحرف
غالب والشمس وحدتها متصوبة على عينه كان يرمش مرفوع الحاجب والضيق مستحوذ على صدره اللي يكن بداخله الكثير واليوم فتح قلبه ونطق ببعض الحروف : الغريب وده بالقرب ويوم قرر يفتح قلبه سبقته دموعه ضاقت بي الدنيا يوم لمحتها فزيت من طولي وصرت اراكض بنفس المكان ماعرفت احتويه حتى بكلمة
ابتسم بسخرية وهو يتذكر مواساته الساذجة كما يعتقد هو لكن بخانة سهم كانت غير وغير فز وهو ينفض ثوبه : المهم بروح افر لي بالديره واشوف لي بعض الوجيه
سعيد بسرعة نهض ومسك ذراعه : غالب انت تهرب جاك شي مني ؟
غالب : انا ولد نورة ! لا في ذمتي انك اخطيت مير اني مضيوم من عقب دموع الغريب امس ودي اشوف اخبار ساري واعود
سعيد : لا تبطي الضيق اللي بصدرك نصه بصدري والله يعديها على خير
ضرب كتفه بخشونة : تراني خابر جية سالم والغنيمة اللي جابها
فتح عينه بدهشة واكمل غالب : يوم اعود على خير بنضبط لنا شاهي ونتحاكى
اشر بيده وهو يودعه وراح بسيارته لوجهته المقصودة بيت عمته عنده فضول وده يعرف ردة فعل البتول وده يسمع كل شيء ويشاهد كل شيء عن قرب
.

تدثرت بالصمت والسواد اسدل ستاره على الصمت وعليها ، ظهرها على الباب تسمع أصواتهم البعيده وسهام الكلام ونبراتهم اللاذعة ومضمونها حسناء وليلة هروبها جابر واقف بالمنتصف بينهم وبين الباب
صفية الأم بصوت مكتسي بالغضب تعمدت ترفعه وتعمدت تختار الثقيل وتوجع فيه قلب حسناء القابعة خلف الباب : يوم قلنا بنضمها لنا وبنعزها ماحشمتنا خايفة تطلع ويشوفون الناس الضربات اللي على وجهها وهي ما استحت تتزوج بالسر وتحمل وتجيب عيال بالسر
ياعمة تعوذي من الشيطان وانا قلت لها لا تطلعين تبغين مرة ولد بيت ضيف الله تطلع للناس بدون زينة وذهب ؟
ماكان عنده نية يتدخل بهذي التفاهات مثل مايشوف هو لكن صفية اثقلت العيار وقرر هو يرخي من ناحيته ويتنازل : الوقت ماكان مناسب للحفلة وبعدين خلاص صارت من نصيب بنت عمي العروس مافيها خساير
تمارا وهي تدخل بالوسط نطقت : قلت لك من بدري واعطيتك خبر ليه تحط الغلط علينا
تأملهم بتجاهل نزل يدينه ناحية جود اللي رافعه اقدامها وتنتظره يحملها عدل شعرها اللي يغطي عيونها همس لها وهو يضحك : رقصتي ؟
جود : ايه وجدة نقشت يديني
للتو ينتبه لنقشة الحنا ضحك قلبه وقال : حلوة جودي تجنن
تملصت وهي تقول : نزلني نزلني شوف فستاني
صارت تلف وتمارا تضحك بحب وتتأملها قدرت تغير الموقف وضعت بصمة مبهجة للقلب وهي تتمايل قدام جابر رفعت يدينها من جديد وحملها وهو يضحك لها بحب : والله انش رقعتي الموقف ياجعلني فدا لذا اليد اللي ماشفت الحنا حلو الا منها
ماجد تعال ابوي تعشيت ؟
ماجد وبالآونة الأخيرة ضعف امه واهاناتهم لها استهلكت روحه و راحته لاحظ جابر هذا الإنطفاء احتضنه بذراعه وجود بمشاغبه صارت تشد شعره وتضحك وهو يضحك لها دخل فيهم البيت بعد ما انسحبت حسناء من الباب بعد ماشعرت ان الموقف انتهى لكن توقف بها الزمن وهي تلمح ذبول وحسرة واحتياج وهي تلمح آثار قسوتها على جبين طفلها وعلى انكساره تركت اللي بيدها ونثرته على الأرض وركضت بقدم حافية نحوه بفم متقوس بشعر مبعثر بآثار وحشية جابر

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن