84

198 7 0
                                    

مرت ساعة وساعة اخرى
غالب لعن فضوله تمنى لو انه بقى بأرضه واكتفى بحزن ليلة الأمس ،مشى للهم برجله يحس بغرابة والغرفة لم يفتح بابها أحد لم يشعر أهل البيت بوجوده اشغلهم هم البتول
.

تظاهرت بالنوم تريد التخلص من حصار قايد وراوية الأم وأخيراً قرر قايد يرجع بيته وأمه توجهت لغرفتها وغفت لتبقى هي خرجت و جلست على عتبة المطبخ وبحضنها كيس فارغ ، تذكرت ان غالب سرق حلوياتها رمت الكيس على الأرض : يعني ماخلصت من عادل ابو سلالة يجيني غالب المفجوع
غالب واقف بمكانه كاتم ضحكته من تسميتها لعادل الخائف على سلالته تندم انه سرق شيء ممكن يخفف عنها يشعر بغرابة مرة أخرى وعند البتول ينسلخ عن صلابته ويضحك بلا توقف سمع صوت ارتطام وتأكد ان هذا الصوت صوت رأسها فتح الباب وحمل رأسها عن الأرض وصار بحضنه فتحت نصف عين : جيب اي حاجة حلوة حطها بفمي
دس ملعقة عسل بفمها عثر بسهولة عليه أول شيء سقطت عينه عليه بالمطبخ فتح الثلاجة التقط علبة العلاج جلس بالقرب منها
: هذا علاجش ؟
بتعب وبدون لا تدرك وضعها وشكلها أمامه هزت رأسها بإعياء بسرعة نزلت كم بجامتها بسهولة وهو صد بعينه بسرعة لكن تمددت بنفس الإعياء ماكان بوسعه غير يحملها للغرفة القريبة مددها اغمض عينه بحدة وده ينقذ نفسه من هذه اللحظة المهلكة لنفسه ماتوقع تكون بهذا الثقل علقت رائحة الورد بثوبه وكتفه وقف بالمنتصف بحيرة وهو يشاهد جسدها على الأرض تعوذ من ابليس حمل مفتاحه وخرج قرر يمسح كل شيء من ذاكرته قرر ينفض نعومتها وخفتها وخصرها النحيل حتى الإحمرار اللي كان يشهد على لحظاته اليوم ظهر له بمنظر مغاير واستلطفته روحه حاول ينفض كل شيء من ذاكرته ويمضي لكن ماذا عن قلبه ؟

تمارا استنزفت كل الطرق وهي تحاول توصل لطرف خيط يوصلها لزايد وكل محاولاتها كانت فارغة تسلحت بالصمود الأيام الماضية ويبدو ان حتى صمودها استنزف بالكامل مرهقة وخائفة والندم كان له النصيب الأكبر بداخلها والمصيبة الكبرى ابتدت ملامح شكلها الجديد تظهر بدأ يتكور وحتى الملابس الفضفاضة صارت تفضح تكوره داخلها ودها تهرب تختفي عن الدنيا وبنفس الوقت تخاف تعيش اضعاف هذا الندم ..
حرير محتاجة اشوفك لو بمكان ثاني مو شرط قريتنا
ارسلت رسالتها الصوتية وخرجت من الغرفة ليصلها رد صديقتها : انا قريبة من قرية ساري عند الجبل تحديداً اقدر اشوفش هناك؟
كريه هذا الإسم وكريه هذا المكان بالنسبة لها لكنها مضطره : ايه ايه بسيارة جدي بسيطة لا تتحركين
رجعت للغرفة غيرت على السريع ونزلت تقابل حرير ...
عند جبل ساري تحديداً وبالمكان المتفق عليه المكان شرح وواسع الجبل يتوسط جهتين جهة حرير اللي كانت على أعصابها من صوت تمارا المضطرب وجهة ساري وخيمته وسيارته كانت تجهل مساحته هذي ولا مرة وصلتها وصادفتها حرير تبكي وتفضفض وترجع لطريقها بدون لا تنتبه للجهه الثانية ساري سمع صوت سيارتها وكالعادة يختار مكان يقدر يقتنص فيه صوتها من بعيد وقف بمكانه يحب يسمع صوتها وهي تتكلم مع أمها البعيدة وكأن صوتها جزء من صوت حزنه اللي قدر يخفيه حتى عن نفسه كانت تنطق بجمل قدر يتناساها وكانت تبكي بلا خجل عكسه هو كان يخجل يبكي حتى بينه وبين نفسه حرير الصورة المفقودة لحزنه اللي ماقدر يجتمع فيه كانت الصورة مضموره داخله كان يعيش تفاعلات أخرى أشد من الحزن لأنها تخنقه لكن اليوم حرير كسرت العادة !
لم تبكي وحسها غاب ويبدو انها غارقة بهم آخر !
حاول يقتنص نظرة خاطفة تبين له اسباب صمتها لكن لم يلمح إلا حريرها المسدول
فجأة كسرت لحظة الصمت وصار شخص ثالث يشاركهم المكان
سنوات طويلة من النزاع والشد سنوات طويلة من الحدة كان يرمي عليها اقسى الحروف ويختارها بعناية من أجلها هي كان يرفع صوته وأحياناً يده تمتد ويرفعها بوجهها وبكل مرة توقف بوجهه ترد له اضعاف الكلام والضرب ماكان يوصلها لكن ترده اضعاف سنوات طويلة مرت كان لها ند وكانت له ند والسبب مجهول !
تمارا تبكي !
تمارا نظرتها مكسورة !
تمارا العنيدة كسرت شوكتها !
تحفزت نظراته والفضول ارتفعت حدته صار يقاسم حرير صدمتها وصدمته غلبتها : حرير طحت بمصيبة مستحيل اطلع منها زايد ترك لي ثقل بصدري عجزت عجزت ماعدت اطيقه
حاولت تجمع كلماتها المتقاطعه ولم تفلح : حبة حبة مافهمت عجزتي عن ايش بالضبط وش الثقل

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن