85

190 7 0
                                    

طوقت بطنها بيديها ونزلت رأسها وهي ضاقت عليها الأرض وحيلتها ضاعت وكل محاولاتها الماضية كانت هباء : الثقل والهم هنا زايد عاقبني وقدر ياخذ حقه مضاعف ، تعبت وانا اداريه بثيابي الواسعة وش اسوي حرير قولي لي
حرير تصنمت حاولت قدر الإمكان تسيطر على صدمتها ابتلعت دموعها وصوت غضبها وتمارا الآن تكفيها عقوبة زايد نطقت : كلمتي المحل ؟ مديره يعرف التفاصيل أكيد
تمارا بوهن جلست وهي تحضن بطنها بضيق الدنيا : مافي حل خطر ببالي إلا وسويته ضاع كل شيء من يديني انتهيت انتهيت
اقتربت حرير نطقت بثباات : مافي شيء ضاع اللي صار نزوه لكن بالنهاية هي حلال الاسبوع هذا نرجع للرياض نحفر الأرض ونطلعه
هزت تمارا رأسها بضعف والآخر متصنم ويتنفس بحدة ، فهم شيء وتمنى يكون العكس ماقدر يقتنص بعض الحروف لكن لمح اشاراتها وكل شيء تداخل بعقله مسح وجهه بقهر و عزم على شيء واحد وهو اللي ممكن ينقذ ماتبقى من الروابط والقرابة ..

ساري : الو فايز تسمعني زايد يشتغل بمحل تموينات العنوان والتفاصيل شوي وتوصلك ابغاك تطلعه لو من تحت الأرض تسمع !
هو صادفه مرة واحدة فقط أمام سكنهم بالرياض اعطاه تعليمات ويبدو انه بالغ بالإهتمام ودخل حياتهم بطريقة أخرى !
.
.
البتول وهي واقفة بالمنتصف بين حقائبها وام قايد قررت ترجع لمكة اختارت الهرب عن عطفهم المبالغ فيه وكأنها بنظرهم خسرت شيء ثمين وبسبب برودها وتبلدها قلقهم ناحيتها لم يتوقف خصوصاً سهم المحتفز لمعرفة مشاعرها الحقيقية يدرك انها تخفي وتتظاهر ببراعة يدرك جيداً البتول وقدراتها في التخفي من أجل عائلتها
حقائبها على الأرض ونقابها ملتف بمعصم يدها وعينها على ساعتها تنتظر سهم ينهي استحمامه رحلتهم بعد ساعات قررت العودة لغرفتها الأصلية ومكانها الوحيد اللي ممكن تبكي فيه براحة رن جوالها وتقوس فمها مصممة الفستان اتصلت عليها عشرات المرات والغصة تمنعها من الرد رفضت المكالمة ورسمت ابتسامة مزيفة توهم فيها قلب ام قايد : خسارة كنت اتمنى اقضي رمضان هنا
ام قايد ابتسمت لها : خيرة يا أمي ولا تحزنين كلمت سهم ضروري تعايدوني والا ما يهناني عيد ولا راح انبسط انتم بعد حبايبي وأهلي
ميلت رأسها وهي تقول بتأثر : خالة راوية خلاص بيني وبين الانفجار شعرة كفاية دموعي اليومين اللي راحو
ضحكت راوية ومسحت كتفها
اما غالب كان يتعمد يزور عمته من الباب الخلفي بعيد عن بيتهم بمسافة بسيطة كان يقدر يهرب ويتخفى ولكن بالفترة الأخيرة صار يتعمد يزورهم من بابهم القريب من بيت أهله
راقب الجسم الصغير المذعور وعلامات البكاء موسومة على خده طفلة صغيرة بأنف أحمر بكت كثير ويبدو انها ضيعت طريقها نزل لمستواها وقال : تعالي ياصغيرة وش جابش هنا وين بيتكم؟
بفم متقوس أشارت لبيتهم رمقها برحمة تأكد انها عائدة لتذكار ذكرته بطفولتها شعرها مقسوم لنصفين بفستان اصفر ابتسم برحمة وهو يمسك يدها كانت متمسكة بحذاء صغير يبدو انه سقط من رجلها مسك الحذاء بيده والنظرة تحولت لإبتسامة خرجت تحت تأثير الحذاء الصغير اللي صار يتوسط يدينه جلسها بحضنه ودس قدمها داخل الحذاء كان منهمك وكأنه يفكك معادلة صعبة
خرجت البتول شدها المنظر ولفتها : هذي نورة بنت تذكار ليه جات هنا لحالها ؟
فجأة رف قلبه وتدفقت مشاعر الرحمة والحنين فجأة داهمته رائحة وارتها السنين فجأة اعتلت وجهه نظرات مختلفة رقت نظرته ولمعت عينه ويده احتوت الصغيره لفها ناحيته وصارت تتوسط صدره تدفقت الكلمات من فمه بطريقة خاصة بعد ماعرف هوية الصغيرة وتسلقت لأيسر صدره : يالله حيها حي ذا الريحة حي وجهها نورة اسمش نورة ؟ يازين الطاري
لثم شعرها ورائحة الغالين تربعت وسط صدره : ياعيوني انتي بس بس تبكين من خالش ؟
حملها ورفعها عن الأرض وضمها وهو يشتم عبقها
البتول نفضت تأثرها وتقدمت : البنت اختنقت ماتعرفك لاتفجعها
ارخى ضمته وبالفعل استوعب انها تبكي ومذعورة منه البتول مدت يديها وقالت : هاتها هاتها
حملتها من يده وهو لم يشبع بعد كان يرمقها بنظرة دافئة اشعلت مشاعر جديدة بقلب البتول المصدومة من ليونته لأول مرة يفجرها أمامها ويظهر بهذه السلاسة
حضر سهم ورحب فيه وهو مستغرب من عينه العالقة بأثر البتول اليوم غالب تيقن انه خسر الكثير وهو بعيد عن بيته واهله يكفيه انه خسر ذكرياته خمن انه تشافى وهو بعيد عن نوره ورائحتها وذكرياتها لتأتي هذه الصغيرة وتشعل الفتيل من جديد ..
.

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن