115

199 5 0
                                    

وانقضى السمر
البتول منحنية تخلع كعبها وغالب يراقب أدق تفاعلاتها !

غالب : كيف مر اليوم من دوني ؟
البتول مايطاوعها قلبها تقول أن البهجة مافارقت روحها اليوم بأكمله ، وانها قدرت تسترق لحظة تعيش على فرحها لأيام قادمة قالت بهدوء ويدها تراقص الخاتم بنعومة : عادي مر وانتهى انبسطت مع البنات ورقصت حفصة تقول خضي جنوبش خضيت جنوبي
ضحك وجهها لذيذ وهي تسرد له بعض التفاصيل تعابيرها مغمورة بأشياء غض طرفه عنها لكن لذيذة لذيذة بالفعل : وغيره ؟
تقدمت للمرآه وخلعت أقراطها لم تفوت نظراته المختلفة لكن تشاغلت بخلع زينتها : مافي شيء ثاني غير اني انبسطت
غالب : ماودش تعاتبيني ؟
استدارت ناحيته وهي تجمع شعرها تبعثر وهي تخبي عنه الحلاوة بربطة قماش ملونة هتف :لا تجمعينه جاوبيني !
نفضته بسرعة وهي ترمش وكأنه يوبخها بعد ماعبثت أصابعها به بطواعيه حرررته وقالت : تذكر ياغالب لما قلت لك اعتبرني مو موجودة وقتها كنت طالبة منك شيء بسيط واستثقلته نفسك وتجاهلته ؟
صمتت لأنها تكره تحزن أي أحد و تثقل بكلامها
رقت نظرته : كملي لا تسكتين
حركت فمها بنعومة : اليوم كان ناقص ولأني مو شاطرة بتجميع الكلام ماقدر اعاتبك
جمعت حروف العتاب بفمها وتعابيره ،جمعته بترددها خوف تقول شيء يخدش قلبه وتجرحه بترت حروفها لأنها لا تجيد الإسهاب في العتاب ولا تجيد الإستعطاف ، لكن أسهبت بعيونها وبأطرافها المتشابكة بعد ماجمعها الخجل لأنه أسرف وهو يمسحها بعيونه ، عبر كل الجهات اللي أمعن النظر فيها من خلال صدع ممر صغير قدر يشبع فيه لهفة وقدر يروي إنتظاره وقدر يجتمع بنبضاته لأجلها هي ، والآن يعود نفس المشهد والصورة أقرب مكتملة الزوايا مكتملة الألوان تقدم خطوة وخطوة أخرى وصل أثيرها وصوت أنفاسها ليبتسم : ماقدرتي تعاتبيني بس أنا يومي ناقص مثل يومش ، قضيت نص الطريق وتفكيري تركته هنا ورى الباب ذا ، كل لحظة جمعتنا ورى الباب ذا إنعاد شريطها كل التفاصيل لاحقتني وأنا اهرب منها !
رفعت عيونها ناحية عيونه : مافهمت حاجة أنت تهرب مني ؟ بس أنا ولا مرة قدرت أصارحك بالأشياء اللي داخل صدري خفت خفت مو عارفة خفت من قلبي أو خفت عليك ، بس عرفت شيء واحد اني مو قادرة اخسرك
رد : و لا أنا ماعندي نية للإنسحاب ، والهروب اللي كان يلازمني كل يوم قدرت أهرب منه اليوم
قاطعته : باقية بقلبك ؟
ابتسم بحنو لأن الدمع فاض : لا تبكين طالبش
ابتلعت العبرة وهي تهز رأسها : جاوبني بوضوح مو بعطف
إمتدت أصابعه السمراء الصلبة مسح بقايا الدمع اللي ماقدرت تسيطر عليه وهي بدورها انتفضت انصدمت منه عنده قلب يحوي كل هذا الزخم ويخفيه ، لا يخفيه فقط عنها لأنها شاهدت مواقف الحب منه المشبعة برقة غريبة تناقض جموده ورصانته لكن كانت لغيرها : ماجاوبت
رد : الجواب القاطع "سؤال " جوابه عندش تشوفيني ردي؟
توسعت عيونها لأنها تجهل معنى ردي لترد بعفوية أضحكته من جديد : اشرح السؤال أول ، سؤالك اصعب من السؤال نفسه
قاطعها :تشوفيني خايب
لترد : لا اشوفك رجال شهم وحريص على حتى نظراته ، عندي جواب طويل بس اقدر اختصره شعور قبل يختلف عن شعور الوقت الحالي
ضحك : هنا انتي اشرحي ، حنا نلقاها من اللهجة والا من التضاد بإختيار المفردات ضعنا !
ابتسمت لتنطق : قبل الزواج كان شعوري ناحيتك غير عن بعد الزواج لأني عرفتك حتى لو كنت متمسك بصوتك الثقيل وفارد عضلاتك قدامي شفتك شيء ثاني مع الناس اللي حولك
شعر بقشعريره غريبة ويدينه صارت رهن يديها مررت لمستها الناعمة: غالب مو مجبور تتقبلني ومو مجبور تعطي من قلبك شيء وانت مو مقتنع بس عشان يسكت ضميرك مو مجبورين نعيش مشاعر مو حاسين فيها بالأصل ، بس بوضعنا الوقت الحالي ولأننا قراب من بعض بمسمى الزواج مجبورين نعيش الألفة ونعيش منها حياة ، مانعرف يمكن نوصل لشعور ثاني غير الألفة أقرب واحب
منطوقها العقلاني مع تعابيرها اللذيذة مزيج عفوي وصل قلبه بكل سلاسة : اتفقنا
هنا ضحكت له قدرت تسيطر على ترددها وأقدمت نحو سره لامست قلبه بحبه القديم ورفضه بكل ثقة، أعطاها جواب غير مباشر وأشفاها بدون مجهود آخر لأنها تحبه ومقتنعة فيه قدرت تتخطى الأشياء الأخرى شعرت بأصابعه وهو يخلل خصلاتها لكن استوعبت شيء آخر انها هي وشعرها وفستانها النحاسي كلهم الآن جمعهم في رحابة صدره ،

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن