118

186 5 0
                                    

لكن الصدمة حضور حسناء ووقفتها ونظرتها النارية جهة تمارا : ودش تفرقين ام عن صغارها ؟ حليتي القرب بعيونهم اثر إهتمام امس وقبله والفلوس اللي تنثرينها ماهي لله ولا هي من الأخوة تبغين فيها الفراق
فز جابر وهو يدفع كتفها ونفضت يده تدخلت تمارا وهي مبتسمة ببرود : ووينك عنهم يومك ماتبغين فراقهم ؟ وش سر البيت اللي منكتمة فيه ومقفله بيبانه ؟ لايكون مسلسل حزين والا مسرحية تموت ضحك قولي لنا عنها كلنا نبغى نضحك
ودها تحكي عن حياتها الحزينة اللي شبهتها بمسلسل ، ودها تضحك من حياتها بنفس الوقت مثل ماشبهتها بمسرحية ودها تحكي لكن لسانها يخونها بالوقت المناسب دائماً دفعها جابر وهو عاقد الحاجب
قررت تهاجم قررت تخرج القليل من شراستها بوجه أحمر وقفت ببرود وبوجه العائلة اللي شدها صوت النقاش الأغلب تجمع نطقت بصوت متشفي :قولي لهم عن السر والخيبة دام فيش حيل وقوة مررت نظراتها جهتهم وهي تضحك : مشغلتكم الآثار اللي بوجهي عن الأثر اللي بيبقى والفضيحة اللي ماتروح أبد
اندفعت تمارا وهي تريد اخراسها : انتي هيه روحي اندفني بسجنك والا انشغلي بجروحك نظفيها
مدت حسناء يدها ناحية قميص تمارا الفضفاض شدت قماشه ليظهر السر المتكور دفعها جابر وهو يرجف صرخت هنا : قولي لهم بأي شهر قولي لهم وينه الخايب اللي ترك هالأثر وهرب عندش قوة ؟
ارتدت للخلف وهي تعدل قميصها وشعرها وتتظاهر بقوة مزيفة فضحتها رجفتها رفعت وجهها ناحيتهم : بالحلال والله بالحلال
ضيف الله والخيبة منعته من الحركة كان واقف بمكانه عاجز عن النطق وعاجز عن العتاب وعاجز عن كل شيء صرخ عتيق : أي حلال زواج ماسمعنا فيه ولا شهدنا عليه !
ضيف الله بصوت ثقيل اثقله وهن الخيبة : من اللي له يد من اللي تطاول على شوري انطقي !
أنا ياجدي !
استدار الكل لمصدر الصوت والصدمة كان مصدرها غالب !

غالب ماهانت عليه نظرة الضعف والربكة بعيون جابر ، هو كان الكل يعوّل عليه ومتعشم فيه ، أما غالب هو الوحيد اللي يقدر يتحمل إقصائهم هو ماله مكان بينهم رفع صوته من جديد : قالتها وانتهينا بالحلال
ضيف الله بغضب الدنيا مشى بخطوات ثقيلة لغرفته القريبة منهم ، خرج وهنا الكل شهق ، تذكار غمضت عينها بكفوفها وهي تبكي بصوت عالي وصفية تضرب رجولها بعجز وتبكي غزل بحضن عتيق متشبثه بذراعه دست عيونها عن المنظر المريع وهي تصرخ ، رفع مسدسه بوجهه وسط الصرخات وتمارا الصدمة متلبستها على هيئة جمود، واقفة بوجه المعركة لكن بدون صوت رفع يده وده ينهي كل شي برصاصة أول شخص كان غالب ورصاصته الأخرى لتمارا اللي قضت على آماله وبترت حبل الثقة المتين ، كانت شيء كبير بعيونه صدمته فيها نحرته هتكت رجولته وهتكت أبوته قضت على كل شيء بزواجها السري ، جابر مسك يده بقوة رفع صوته وموقف أخوه لن يمر على قلبه مستحيل يعدّيه صرخ : جدي جدي تعوذ من ابليس الأمور ماينهيها رصاص ودم
ضيف الله بغضب كبير والمسدس صار بيد جابر :ابليس واقف بيننا خرب بيتنا من قديم وحتى وهو بعيد ما أسلمنا من شره، دمه مايكفي دمه مايكفي ،
كان ينتفض من وقع هذه الفضيحة وتمارا باعت سمعتهم بثمن بخس ، تمارا كانت تراقبهم وكأن الموقف لا يعنيها استنزفت تماماً اندفع لها وشد كمها رماها عند كتف غالب وتلقّاها صدره مسكها وهو غاضب ومتقرف منها : خذ الفضيحة من هنا ماعندنا بنات يدنسون أعراضنا بالسر خذها بوسخها ولا تشوفك عيني خذها ودور السفيه اللي رضى فيها طشها عند رجوله وانت تقلع لا تشوفك عيني مالك مكان بيننا
غالب وهو ثابت بينما داخله ينتفض ، غالب الفدائي تلبس بالفضيحة ونالها هو بمفرده ، كانت نيته ينقذ جابر ونجح ، كانت نيته بثالث أيام العيد يجتمع بأهله رجع وصار كل شيء ضده وعلى كتفه حمل جديد !
غزل وهي تبكي تركت حضن عتيق الثائر الناقم على غالب من مدة وجدها فرصته بعد ما أبعدت غزل ركض له بسرعة جنونية وهجم على جسده ضربه بلا وعي وسط الصرخات دخل جابر بالنص دفع عتيق وغالب بالرغم من بنيته القوية الموقف أضعف مقاومته سال الدم من طرف شفته وأنفه وشعره غطى وجهه بالكامل
غزل الباكية ركضت له مسكت بمقدمة ثوبه المقطوع وصرخت : مستحيل أبقى هنا مستحيل أترك أختي تروح كذا
غالب الثابت الصامت عينه على دموعها : عمي قول شيء تكفى اهرج ( تكلم )
كان يتأملها ووده يحتويها بكتفه ويحتوي دموعها وخوفها ، لكن هو ناقص ووده من يحتويه
همس لتمارا من بين جراحه : أسبقيني عند الباب
هزت رأسها والكل صمت في حضور ضيف الله مابعد حروفه حروف ، حتى عتيق صاحب الرأي السديد بحضور جده يختفي صوته لكن بحضور غالب فقد عقله هنا حضرت هتاف سحبته ناحية الغرفة وهي ترجف وهو كل خلايا جسمه تنتفض بحدة صدمت الكل
خرج غالب وقبله تمارا وصلهم صوت غزل الباكي من بعيد : لا تتركوني !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن