130

181 3 0
                                    

حضر ساري لتركض له غزل بكل دموعها وقفت أمامه بعيونها المبللة : أختي داخل مثل جثة لحقنا على آخر نفس ، كانت بتروح ، كانت بتروح وماشافت الحب اللي كانت تدوره بأصغر نظرة كانت حتى ملامح الرضا ترضي خاطرها بس ماحد منكم عطاها هالنظرة غمضت عيونها على جفاف
ساري وهو ينتفض من الحقيقة كان كل العطف من نصيب غزل ، عمها ساري وجابر نفس الشيء الوحيد اللي دايم بصفها ضيف الله لكن هو بعد صار مثلهم وقسى ، إمتدت يدينه لجسدها الصغير دسها عن نظراتهم دسها داخل صدره والحديث بمثل هالموقف ضاع منه !

اقتحم غالب الممر بوجه مخطوف من الخوف وبسرعة سقطت عينه على رفيقه الباكي من أسباب فعلته ، ضيّع الأمانة وفرط فيها
تراجع للخلف وهو يرمش من الصدمة اللي حطت على صدره ، كان قاسي لكن قسوة الموقف أشد وبمراحل : كنتو تكذبون علي صحيح ؟ كان صوتك ياعتيق يهون علي الخط الطويل تمارا ودعتنا تكفى طالبك لا تقولها
عتيق وهو بنص الممر تقدم له بصوت ثقيل : كانت مودعة لولا رحمة ربك ادع لها ياخوك تراها في وضعها الحرج ماطلعت منه باقي
مسح وجهه وهو يتنفس بقوة بكفوفه اللي ترجف من حجم الخسارة كانت له يد مثل سعيد بالضبط قسى ولأيام
جلس بجنب رفيقه همس له : ليه خيبت الهقوة وش اللي ابعدك عنها ؟
سعيد مكتفي بالصمت الباكي ويدينه يغطي فيها عيونه عن نظرات صديقه اللي فرط بأمانته
نهض غالب وسبقه ساري دخل للغرفة وتراجع لخطوات والموقف مهيب بالنسبة لندمه تمارا تحت الأجهزة وصوت قلب جنينها وهو يتخبط داخلها ملأ الغرفة رهبة وخوف وندم وترقب كان الشعور متقسم على قلبين ساري يعيش نفس الخوف ، كل واحد أخذ له جهه تمارا تسمع مغمضه عينيها رفعت الأكسجين عن وجهها وفتحت عيونها الغافية ، تحسست بطنها وسالت دمعة من عينها إخترقت قلب غالب صامتة لم تنطق

زايد بأبو ظبي
الأثنين نطقوها بوقت واحد !
نهض ساري والسبب الصخب الصادر من نبضات جنين تمارا ، أشار لغالب وخرج معه نطق ساري بحدة : أنت كيف عرفت وليه ساكت لين طاح الفاس وتوجعت تمارا ؟
رد غالب : مالي غير ساعات يوم عرفت ، وأنت أنت ليه ساكت ؟
رد ساري : كنت هناك كنت أدور لأي طريقة أوصل له وما وصلت ، عرفت أنه طاح على كنز ورث له ثروة و انغمس في النعيم ونسى فعلته !
غالب بحدة : أهون شيء يسويه وأسهل ماعليه النسيان ماعنده شي يخسره وتمارا قدمت له جسدها على طبق من ذهب !
ساري دنق بقهر : أنت وش بتسوي ؟
غالب ببرود يخالطه ندم طفيف : أنا سويت اللي علي واكتشفت اني استذنبت بحق الروح اللي داخل مالها خطايا غير تمارا ، أنا مو ناقص آثام
ساري ربت على كتفه : سويت اللي عليك وتراني خابر أنه جابر المتسبب باقي الأمور عندي
غالب براحة : ايه تكفى قولها من أول معرس وقضى شهور العسل وهو يكفر خطايا غيره ، وهو شايل على ظهره بلاوي ماسواها
ضحك ساري : قبل تروح لعروسك لا تستثقل خاطرها طيّبه لو بنظرة ، أدري أن الغلط منها وفيها بس تبقى ظفر وتبقى عين ، ولو مالت ملنا كلنا
غالب بهدوء : قبل تطلب وقبل تقول كنت ناوي هالخطوة ، اللي مهونها ياخوك الحلال زواجها رسمي وبأوراق بس وش يقنع ضيف الله ويقنع أبوك ؟
.
.
الدكتور واقف عندجابر له دقائق يحاول يقنعه أن حسناء قاومت وقدرت تحمي نفسها من هذا المغتصب ، لكن جابر كان مذهول ومشوش وعاجز عن الإدراك والإستيعاب ..
: دكتور جابر الجروح اللي بأصابعها من المقاومة العنيفة قدرت تنقذ نفسها كل الفحوصات سليمة
قاطعه جابر : الجروح اللي متوزعة بجسمها ووجها والحروق !
الدكتور وهو يحاول يبسط له قدر الإمكان : طفيفة مو عميقة ومع الوقت ممكن تختفي لازم تجلس عندنا كم يوم لأن تغذيتها سيئة وجسمها ضعيف لازم نقويها قبل تخرج للعلاج النفسي دكتور جابر ضروري تدّخل نفسي لوضعها
انسحب وجابر عينه عالقه بالباب خايف يتقدم خطوة لأنه انتهى وكل أعذاره منعها الخجل ووقف بطريقها ، خجلان من نفسه ومن رعونته وكيف تمرد على وجعها وصار بصفه ويمكن غلبه ، كيف مافهم نظرات عيونها وتلميحاتها ؟
كيف كان يشاهدها من زاوية واحدة زواية التقرف اللي ماقدر يسيطر عليها ولا يمنعها !
مسح وجهه والعلاج النفسي هو أول شخص يحتاجه ، اتصل بدون تردد على صديق يعرفه حجز أول جلساته ، يريد مواجهة حسناء وهو مستعد على الأقل كبداية يريد حل ليده المتمردة ولأعصابه المتحفزه بحضور حسناء أمامه ، يريد حل مؤقت ، علاج حسناء وخطواتها القادمة تتطلب نفس طويل ،

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن