136

193 5 0
                                    

اف اف
سهم قريب من براد الورد سمع تذمرها قال : اتركي اللي بيدك وروحي أنا أكمل الشغل الباقي
رفعت جوالها وهي تفرك جبينها : زبون عبيط بعد ماطلب كل الورد اللي بالمحل كنسل
إقترب وقال : خلاص أنا ادفع
ضحكت بتهم : اشبك نلعب والا وش القصة ؟ نشتري وردنا من فلوسنا ؟ ولفي فينا يادنيا شرايك نصك المحل لأن خلاص انتهت طاقتنا اليوم وضاع كل شيء عالفاضي !
مزاجها متعكر يعرف السبب ويعرف محاولاتها في الأيام الماضية وكيف كانت محبطة لأن غالب ببساطة نسي وعوده ، كمل شهر غاب عنها بكل جوارحه حتى الفرح اللي وعدها فيه رهنه من لحظة وداعهم !
نطق سهم : البتول خلاص مو قلتي طلبتي كيك وحلويات لحفلة البنات روحي قبل يقفل المحل
وبالفعل تركت الورد اللي قضت نصف يوم وهي تنسق ، فيه يبدو انها انشغلت كثير وهي تفكر ليه ألغى الطلب ؟ يبدو أنه خصام فاخر ، لانه دفع مبلغ كبير ، يبدو أن المحبوبة أفسدت عليه مخططاته وألغى كل شيء بآخر لحظة ، تحسفت أكثر منه لأن محبوبته فاتها الكثير من الجمال ، خمنت أنه مسافر وبعد غيبة طويلة جمع كل الأزهار وكل الألوان لأن كل المشاعر جمعها وقرر يغلفها ويهديها بلحظة اللقاء ، قد يكون خانه التعبير والمفردات اللي بيرتبها ويعتذر فيها غادرته وقرر يترك كل شيء ويلغي طلبه ، كل هذا السيناريو صنعته وهي متوجهه للمحل نزلت بسرعة لكن الصدمة الغريبة الموظفة تتكلم ببرود وكأنه شيء عادي بينما البتول بينها وبين الإنفجار لحظة طفيفة لأن قلبها لين ماهان عليها ترفع صوتها : كيف شخص ثاني يستلم طلبي أنا دافعة فلوسه لو سمحتي شوفي وتأكدي مو ناقصة عبط الله يرضى عليك
الموظفة بهدوء واقفة عند الباب لأن دوامهم انتهى والمحل بيتقفل والبتول فارت أعصابها تنفست بقوة ولو رفعت صوتها وجادلت بتحترق هي قررت تنسحب للسيارة وهي مستغربة من سهم وتصرفاته وبروده وكيف قدر يقنعها بسهولة تاخذ سيارته وتترك سيارتها ، أشياء غريبة مرت فيها اليوم وصلت للمحل وهي منتهية تماماً قالت لسهم :تصرف قفل المحل انا راجعة البيت انتهيت خلاص
فتحت سيارتها زحمة ورد وكل الورد اللي بذلت مجهود اليوم وهي تنسقه صار معها بالسيارة حتى سهم صار مثلهم ينافسهم بالعبط تأففت ورمت شنطتها وقبل تتصل جاها اتصال من سهم وقبل يتكلم قالت : سهم أنت قاعد تنافس يومي الغريب بحركاتك
سهم وهو يضحك : وزعيه على البنات في الحفلة مو تحبون الورد خلاص لقيتي هدية مدفوع حقها
البتول ردت : مدفوع مرتين الورد ذا غريب مختار بعناية واندفع حقه وصار حقه دبل بس حسافة ماوصل للشخص اللي انقطف عشانه
أكملت بثرثرة : تصدق سهم نفسي ادور حبايب متخاصمين واحطه عند أبوابهم صدقني الورد ذا فيه سر ..
ضحك وهو يقفل المحل وبصوت متلاعب قال : استلمتي الكيك؟
البتول : اخ لا تسأل لا تسأل في واحد قليل أدب اخذه والمحل قليل أدب بس قلبي طيب مو قادرة اشتكي الناس اللي فيه بتتورط
سهم وصل سيارته : من يوم يومك حنونة
قفلت وهي توزع نظراتها على الورد بغرابة وقبل تنزل للبيت شهقت شهقة قوية من اليدين الملتفة على عيونها صاحت وهو تورط مسك فمها وبسرعة قال : بس بس أنا غالب بس ماقدر اقول مو حرامي !
رفعت الشنطة وصارت تضربه على كتفه وهي تبكي وهو غارق بضحكة غريبة والموقف الغريب واليوم الغريب كان هو المتسبب بكل شي حصل فيه
فتحت فمها من أثر الصدمة لان الكيك والحلويات هو اللي سرقهم من المحل : يعني العبط اللي عشته اليوم كان متفق عليه ؟
هز رأسه وغير مكانه بسرعة صار بجنبها : مثل مامر ثلاثين يوم وما كانت عادية على قلوبنا حنا الأثنين لازم يصير اللقاء نفس الثلاثين يوم اللي مرت !
لازالت مصدومة وهو مقدّر خاف يصير الموقف باالعكس ويغيب رونق اللحظة ، لكن اللي صار أن نظرات عيونها ولهفتها غلبت كل توقعاته صار مثلها عاجز يعبر كان يثرثر وعيونه على نظراتها ومن إنتهى الكلام استلمت نظراتهم دفة الحديث وقادته لمكان عميق عميق وصل قلب الأثنين لكن البتول بترت حديث النظرات بعد ماطوقت خصره بيديها : يعني جريمة الكيك والحلويات مستحيل تنسيني جريمة ثلاثين يوم ليه ياغالب ليه ليه من بعد لحظتنا الأخيرة صرت بخيل نسيت أقول وقتها ان الضحكة الغالية مالها طعم والشاري بعيد

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن