V

416 18 5
                                    

2017
november 19th.

لِشهرينِ ، لِأيامٍ إِضطَّر لِسماعِ حَديثِ سِيل كُل يَوم ، كُل لحظةٍ ، إِعترَض ، جادَلَ ، صَرخ ، بَكى ، لكِن لا فائدةَ ، سِيل لا يَتوقَّف ، حَتى بدأ يُصدِّقه ! يُحاوِل مَنعَ نفسِه مِن التأثُّرِ بِكلامِ سِيل ، لكِن ذلكَ كانَ غيرَ مُفيدٍ ، كَلامُه مُقنِعٌ ، و مَنطقي.

فقدَ أَملَه فِي الخُروجِ ، و عَيش حَياةٍ تَخصُّه ، حيثُ سِيل ليسَ فِي الصورةِ ، قلَّ كَلامُه ، قَلَّ جَدلُه ، و فَقد أَملَه فِي أَن يَستجِيبَ الربُّ لِدُعائه، لِذا توقَّف عَن الصَلاةِ ، و سِيل لاحَظَ ذلكَ ، كانَ مُتفاجِئاً مِن سُرعةِ رَضخِه الشُبه كامِل ، لكِنه لا يَتذمَّر.

كَما قالَت ثِيا ، هو هشٌّ بِالفعلِ ، و إِحتاجَ دَفعةً بَسيطةً حَتى يَهوي ، و ذلكَ ما فَعلّه سِيل بالضَبطِ.

لِإثارةِ دَهشةِ الآخرِ أَكثرَ ، سِيل لَم يَلمِسه بِطريقةٍ غيرُ لائِقةٍ ، أَو يَضرِبه ولا حَتى مرَّةً ، أَحياناً يَستيقظُ لِيجدَه يُعانِقَه ، لكِن لا شيءَ أَكثرَ مِن ذلكَ ، مِمَّ جعلَه مُحتاراً ، لِما لا يُؤذِيه؟ لِما يُعامِله بِلطفٍ تارةً ، و يَسحقُه تارةً أُخرَى؟

تركَه مُشوَّشاً ، خائِفاً ، مِن حَقيقةِ نفسِه ، و مِن تَقلُّبِ مَزاجِ دارسِيل.

"سَأرحلُ اليومَ." قالَ سِيل ، بينَما يُشاهِدُ لُوكاس الذي لَم يَنطَق بِكلمةٍ منذُ بِدايةِ 'حَديثهم' ، و هذا ما كانَ الحالُ عليهِ لأيامٍ. "تَرحل؟" سَأل بِقلقٍ طَفيف ، و ذلكَ أَسعدَ سِيل ، سَماعُ صوتِ لُوكاس كانَ نُسخةً أُخرَى مِن النعيمِ.

لِما كانَ قَلِقاً مِن رَحيلِ سِيل ؟ تَسائلَ ، و مَعرفةُ الجَوابِ تُخيفُه أَكثرَ حَتى. أكانَ خائِفاً مِن تَخلِّي آخرَ شخصٍ تَبقَّى لَه ؟ رُبما. "أَجَل ، أَرحلُ ، وَحدي ، طَبعاً ، ثِيا ليسَـ.."

"سَتهجرُنِي ؟" قاطَعَه سائِلاً ، قَلبُه يَتسارعُ نَبضاً ، خائِفٌ مِن فِكرةِ تَخلِّي سِيل عَنه. "رُبما." أَجابَ مُبتسِماً، أَرادَ العَبثَ معَه.

ما لَم يَتوقَّعه هو تَغطيةُ لُوكاس لِوجهِه بِيديه ، لكِنه لَم يَكُن يَبكي ، "هَل فَعلتُ شَيئاً خاطِئاً ؟" همسَ ، بِنبرةٍ مُهتَّزةٍ ، و خائِفةٍ. "بِما أَخطئتُ؟ لِما تَتركُني ؟ يُمكِنني إِصلاحُ ذلكَ ! ألا تُحبُّني بعدَ الآنِ؟"

عَلى الرُغمِ مِن رَغبتِه الشَديدةِ فِي طَمئنةِ لُوكاس ، أَرادَ أَن يَرى أَينَ سَيصلُ هذا ، لِذا قالَ ، "أَجَل ، لا أُحبُّكَ ، أنتَ بَدأت تُصبِح مُزعجاً ، عِبئاً." إِرتَجفَ جَسدُ لُوكاس ، هَل سَيتخلَّى عنه حَقاً ؟ سَيكونُ وَحيداً فِي هذا المَكانِ المُوحِش ؟

"وَداعاً، لُوك." رَحلَ فِعلاً ، تارِكاً نظرةً أَخيرةً ، رَأى فَزعَ لُوك فِيها. ما شَعرَ بِه تِجاه سِيل لَم يكُن حُبًّا ، كانَ خَوفاً ، لَم يُطِق فكرةَ إِبتعادِ سِيل عنه، و نُبذِه ، مَهما آذاه.

God's willحيث تعيش القصص. اكتشف الآن