Room 9: Hwan Lee
هذه الغرفة التي أسكنها تشبه قبرًا ليس لي، قبر قديسٍ أو محارب، شخصًا يستحق أن يرقد بسلام، ليس أنا
فأنا أشعر بالذنب لأنني أختبر الموت وخدره اللذيذ في هذه الغرفة البعيدة عن كل أحد، ويشتد شعوري بالذنب كلما جاء الممرض وحملني من الكرسي الصلب لأتمدد على السرير
هو لا يتحدث معي، ولا ينظر في وجهي، يحملني كجثةٍ عفا عليها الزمن، يغلق الأضواء، ويتركني، لأنام بسلامٍ في هذا القبر الجميل
فأبتسم في الظلام، وأشعر بحركة التجاعيد على وجهي، وأكاد أضحك وقد خضت حوارًا مذهلاً في رأسي، مع رفيقي القديم تشول، أخبرته أنني كنت محقًا، وأن عالمه 'العادل' خذله، سيموت الشرير هنا بسلام، وهو؟ تلقى هو العقاب عني، آهٍ من غباءك تشول.
*
كنت يافعًا، وكنت ضعيفًا، وكانت الأيام باردةً وباهتة وحارة، يتساقط رمادها فوق رأسي الصغير، يجعل رئتاي ثقيلتان وصوتي كطيفٍ خائف
كان منزلنا امتدادًا من الجحيم، يحترق دون نهاية، ويحتدم كلما غضب أبي أكثر، وفي كل ذكرياتي، كان غاضبًا، وفيها كلها، كنا نحترق معًا، أكثر أو أقل في كل مرة
كنت صغيرًا وبريئًا جدًا على أن أرى العالم على حقيقته المضطربة، كنت أظن أن منزلنا يحترق بتناغمٍ مع كل المنازل الأخرى، وأنني سأجد جحيمًا أينما ذهبت ومهما كبرت
ولهذا استسلمت لإحتراقنا، لأنني كنت أظن أنه لا مفر وأن الأرض كلها تحترق، لكنني كنت مخطئ
رأيت حقيقة العالم أول مرة في منزل تشول، كان هو وعائلته السعيدة الشعلة الأولى ثم احترق كل شيء
رأيت منهم أن هذا عالمٌ يقدس التوازن، يجب أن يكون هناك منزلاً يحترق أمام آخر من النعيم، وخير حيث يكون الشر، وحياةً حيث يأتي الموت، وفرحًا حيث يخيّم البؤس، وتشول حيث أكون أنا
أحب تشول كثيرًا، لكن يال سخرية التوازن، تشول يكرهني بالقدر نفسه
ليس لأنني أحرقت عائلته، فهو لم يعرف عن ذلك إلا بعدما كرهني وأخذ العقاب عني.
*
لن أخبركم عن صديقي العزيز تشول بالتحديد، فهو ليس بطل الجحيم الذي صنعته، هناك آخرون أجدر بالذكر منه، أشخاص خاضوا المعناة كلها
سآخذكم إليهم، إلى كل شيءٍ حدث ولم يحدث، واسمحوا لي أن أعتذر سلفًا، لكل الأشياء التي فعلتها وبالأخص للأشياء التي لم أفعلها.