الفصل العشرين والاخير

216 38 50
                                    

ادلهم الظلام في تلك الليلة الهادئة ؛ تخطت الساعة منتصف الليل بقليل وفي ذلك المكتب حيث كان دونغهي يتابع عمله بسكون فلا تسمع سوى صوت تقليب الاوراق او الضغط على ازرار جهاز الحاسوب المحمول
فتحت تلك الفتاة عينيها الناعستين بفتور تحاول استدراك ما يحدث حولها ؛ لازال يجلس في مكانه يعمل بصمت ؛ المكان هادئ ، وشعور بالدفئ يغلفه رائحة عطر مألوفة جعلتها تأخذ نفساً عميقاً متلذذة بتلك الرائحة التي تدركها جيداً ..
انه عطره ..!

فتحت عينيها على وسعهما واعتدلت بجسدها هلعة عندما ادركت انها نامت في منتصف المكتب واثناء العمل بدون ان تشعر
ابعدت سترته عنها وحدقت فيه بعينين مذهولتين في حين منحها هو نظرة متعجبة لاستيقاظها بتلك الطريقة

تكلمت بغير تصديق : يا الهي ؛ لقد غفوت !!

ألقت نظرة سريعة الى ساعتها قبل ان تشهق بقوة : ولاكثر من ساعة !!!

ضحكة خافتة عبرت ثغره وهو يجيبها : هَوّني عليك فلم يفتك الكثير ..

انتحبت بضيق : لماذا لم توقظني وتركتني انام كل هذا الوقت ؟!

اضافت وهي تتلفت حولها متعقبة اثر ييسونغ : ثم اين هو ييسونغ ؛ ألم ينهي مكالمته حتى الان ؟

نظر اليها بحدة ونطق بغلظة : ييسونغ .. متى أصبحتما مقربين لتسقطي جميع الألقاب بينكما ؟!

نظرت اليه بتساؤل دون ان تفهم انها تتمادى في حدود غيرته كرجل وهي تجيبه : انه رجل لطيف وسهل المعشر لذلك كان من السهل ان نصبح اصدقاء !

لوى شفتيه بغير اقتناع في حين التقطت هاتفها لتتصل به وسرعان ما اتاها رده فتكلمت برفق : اعتذر ؛ هل هاتفتك في وقت غير مناسب ؟

اتاها رده من الجهة المقابلة : لا عليكِ ؛ لقد انتهيت من لقاء مهم للتو وحصلت على معلومات ستنفعنا كثيراً ؛ الازلتما تعملان في المكتب ، هل اعود الان ام نترك الامر حتى الغد حتى اتمكن من حسم الأمور كما يجب ؟

فكرت قليلاً وهي تجيبه : لا عليك ما دمت انهيت اعمالك في المكتب الليلة عد الى منزلك واحصل على قسط من الراحة ؛ سأقابلك في وقت باكر من صباح الغد .

انهت المكالمة وقد تصاعدت امالها واحتل دواخلها شعور بالطمأنينة ؛ وضعت هاتفها جانباً واعتدلت بجسدها لتتكلم بلطف : يبدو ان ييسونغ حصل على اخبار جيدة ؛ سأذهب لاغسل وجهي واعود لنتابع عملنا فنحن في تقدم واضح .

لم يجبها ؛ اختار الصمت والبرود ، لم يرفع بصره اليها ولم يولها اي اهتمام فغادرت بهدوء وشعور بالغربة يتسلل الى دواخلها من ردة فعله الباردة تلك .
اتجهت نحو المرحاض لتغسل وجهها اولاً ؛ وقفت امام المرآة تحدق بنفسها بينما عقلها شارد الفكر به
هو لا يبدو على طبيعته ابداً ؛ بدا في كلماته نبرة من غضب دفين ، وفي ملامحه قسوة مكتسبة وجمود غير مألوف فما الذي يزعجه بذلك القدر !

" وَهَج " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن