Chapter 2

1.8K 66 15
                                    

بـيـرلا***

رميت ملابسي بعصبية داخل حقيبة السفر. صدر الأمر: "عُودي إلى إيطاليا." انتهى الأمر. لم أكن غاضبة فقط لأنني سأغادر، بل لأن والديّ، وبكل وقاحة، يطلبان مني إغواء أشهر رجل أعمال في البلاد!

ما الذي يدور في رأسيهما؟ لدينا كل شيء—ثروة، شركات، سمعة طيبة. لماذا لا يشبعان؟ لماذا الجشع؟ ما الجدوى من هذا كله؟ أحيانًا، أقسم أنني أشك في أنني ابنتهما حقًا.

زفرت بضيق وحملت الحقيبة، وغادرت الغرفة التي كنت أعيش فيها حياة هادئة. حياة كنت أظن أنها تخصني. لكن لا، واللعنة عليهم.

نظرت من النافذة. الحارس كان واقفًا أمام الباب الرئيسي، والسائق ينتظر. أعلم أن هذا ليس مجرد سائق. تنهدت، وسحبت شعري للخلف. لا فائدة من التمرد، لقد صدر الحكم: سأصبح دمية طيّعة بين أيدي والديّ.

تحركت ساقاي الطويلتان بخفة، وتمايل خصري دون إرادة مني. تبًا لهذا الجسد الذي يجذب نظرات الرجال. في كل مرة يحدقون، أشعر بالاشمئزاز. لقد أُجبرت على حمية قاسية فقط لأبدو كما أرادوا، فقط لأُباع في حفلة تنكرية باسم "الزواج."

سحبت الحقيبة بعنف، وتقدمت نحو الباب.

فتحته بقوة، فظهر الحارس أمامي. قال بلطف مصطنع وهو يمد يده:

"آنستي، دعيني أحمل الحقيبة عنكِ."

رميت الحقيبة نحوه، ورددت بتهكم:

"واو، صرت نبيلاً فجأة، سيد دانيال!"

لم يرد. حمل الحقيبة بصمت ووضعها في صندوق السيارة. الوغد! كان دائمًا يعاملني بقسوة. يبدو أن تمردي بدأ يؤتي ثماره، ولو قليلًا. في البداية ظننته مجرد رجل استأجره والدي، لكن صدفة كشفت حقيقته. سمعته يتحدث. ليس مجرد سائق، بل أحد رجال المافيا.

منذ تلك الليلة، لم أنم جيدًا. كل لحظة، أفكر في الهروب.

أعادني إلى واقعي وهو يحدق بي ببرود. كأنني أتحداه بنظراتي. لو علم أنني أعرف حقيقته... لأصبحت معاملته أسوأ.

ركبت السيارة. أُغلق الباب خلفي بقوة. سندت رأسي على الزجاج، أحدق في الطرقات. هنا، في هذا المكان، عشت لحظة من السلام. والآن، عليّ أن أمثل مجددًا دور الابنة المطيعة. تنهدت، وأغمضت عيني. لم أقاوم النعاس، ونمت.

استيقظت على هزة عنيفة في كتفي. فتحت عيني ببطء، لأرى وجه أمي أمامي. شهقت.

"أمي؟ كيف وصلتِ إلى هنا؟!"

عقدت حاجبيها ورددت بحدة:

"هل أنتِ غبية؟ دانيال أحضركِ وأنتِ نائمة، وقال إنكِ تناولتِ منومًا ورفضتِ العودة! لماذا تفعلين هذا؟ يا لكِ من عاقّة!"

منوم؟! كذب وافتراء! لم أتناول شيئًا. لقد نمت فقط. ذلك الوغد دانيال، فعل شيئًا وأنا نائمة! لو أخبرتها، لبدأت بمحاضرة لا تنتهي. تبًا لك، دانيال.

سِّيمفونِية الجَحِيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن