157

183 7 0
                                    

أديب: وأنتي تظنين الخروج سهل ! كنتي تحت المجهر من فترة وأخيراً التقينا !
إستخدمت طريقة الدفاع القديمة ، إلتقطت حجر كبير والفيلا مكانها يتوسط قرية بعيدة جداً عن قرية ساري لكن مرتبطة بأم رابح وبشريفة فجأة فقد الوعي لأن الضربة كانت قوية قدرت تهرب وبالوقت المناسب لأن المكان صار محاوط ، نصف المهمة فشلت قدرت تنقذ نفسها ، لكن أعمال ام رابح صارت بقبضة العدالة والخطر أصبح مضاعف والضحية سلافة والبنات بالطبع !
.
.
غالب يسترق السمع لكل حوار يدور بين البتول وسهم يراقب هذا التشبث من قرب أصابع يدينه وأصابع يديها وهذا التلاحم الأخوي كان يجذبه في كل مرة لكن الآن أكثر بدت له هذه المشاعر بصورة أكثر عذوبة ..
إنتهت عمرتهم لكن سهم طلب يجلسون بعد العمرة مثل ماقال : خلونا ناخذ نفس ونجلس ماحسبت تحررت ووقفت رجولي هنا
غالب لقى نفسه يماشي رغبته ، جلس خلفهم تماماً لم يفوت شيء مستمتع ، بالتأكيد لن يفوت شيء
همس سهم لأخته : وش كانت دعواتك أقدر أعرف لو شي منها والا سر ؟
ميلت له وهي تهمس بصوت وصل غالب : دعيت يتعافى قلبك وتروح الغمامة اللي ساكنة فيه
سهم : وغيره ؟
البتول : دعيت أشوفك وأنت طاير والارض مو شايلتك من كثر السعادة
وغيره
دعيت تبقى أيادينا على نفس عهدنا القديم تذكره ؟ تذكر لما كنا صغار وقتها قلت لك شيء باقي حافظه ولا نسيته ؟
إرتجف فكه إرتجافه طفيفه وقال : من كل عقلك تقولين أنساه ؟ ميثاق أخوتنا ثبتناه بأصابع يدينا
نطق وهو يقلد صوتها الطفولي سابقاً
الأصابع الصغيرة هذي ياسهم ؟
" هي اللي بترفعنا لو وقعنا "
لمعت عينه : كبرت أصابعنا
ضحكت وعينها لمعت نفس عينه : بس باقي متمسكين
صمتت للحظات ثم قالت : أصابعنا الصغيرة كانت مساحة لأمانينا وxxxxxxx ودموعنا بعض الأوقات وللأقلام اللي رسمنا فيها ملامح لأشياء صارت وأشياء ثانية لسا ماصارت يمكن تصير
سهم : تقبل الله ياحلاوتنا وآمين لكل دعواتك
البتول : منا ومنك بس غش ماقلت لي وش كانت دعواتك
نهض وهو يضحك : روحي لحبيبك لاينفجر علينا خبريه بدعواتك
غالب وهو منشغل بحقيبة البتول تأفف وهو يمثل التذمر : الحمدلله حسيت أن لي وجود كنت أحسب اني اسعى لحالي
ضمت ذراعه وهي تضحك : لاتخاف أخذت نصيبك من كل حاجة
بسبب فارق الطول الشاسع كانت رافعة رأسها بشدة وعيونها اللامعة مصوبتها ناحيته بأنوثة كاسحة ،

سهم قرر يترك لهم مساحة ويرجع مع قايد أرسل له رسالة وهو يشاهد إنشغال الأثنين نظراتهم قصة ثانية
متمسكة بذراعه ومسنده رأسها عليه وهو راق له وضعها الوقت بعد الفجر قالت : تدري غالب ايش نفسي فيه ؟
غالب : قولي قولي
البتول : نآكل آيسكريم ونراقب شروق الشمس بمكان رايق
راقت له الفكرة وقال : ليه لا مع اني ما انجح بالأمور ذي
ضحكت تعرف من فترة انه يسوي أشياء تناقض حدة شخصيته ، يجاري رغباتها الغريبة ويجاري ليونتها ، وفي كل مرة يثبت لها أنه تفوق كثير ، لأنه يصنع المستحيل من أجل قلبها هي ببساطة "يدللها " وهذا الشعور كان لذيذ بالنسبة لروحها الفذة ، ولقلبها الطري ، لذيذ أيضاً له لأنه يتحفز يعيش طراوة الأشياء بقربها ويتلمسها بشعوره الجديد بدون أدنى تكلف ، ببساطته هو وبعفويتها هي ..
وقف بسيارته على جنب الشارع كان شبه خالي جلست على مقدمة السيارة ونزعت طرحتها حررت شعرها تأكل ومستمتعة بكل قضمة وغالب مستمتع وهو يشاهدها أنوثتها المحببة لقلبه الصافية الخالية من التزييف والمبالغة لم تضع زينة لكن عينيها الضاحكة وفت بالغرض
البتول : ليه ما أكلت خلصت كل اللي بالكيس
غالب : بالفعل أكلت كل الآيسكريم نطق بتلاعب صارت تحبه : هذي أشياء مايعة ماتليق على مقامنا حك شاربه لينطق بعفوية اضحكتها من قلب : الصدق إذا كليت شيء بارد أمرض أسبوع
كانت تضحك ، إجتمعت ضحكتها مع بزوغ الصبح السماء شرّعت نوافذ البهاء وهي أشرقت الشمس من مبسمها ، شعاع وضي ونسمة تبهج الروح ،لازال يشعر انه في زحام من الجمال بحضورها ، مسح بقايا الكريمة العالقة بطرف شفتها بأصابعه الصلبه لينطق : كنت أسمع بالتضاد لكن ماتخيلت كيف يجتمع الضد ويوم اجتمع لاح الجمال قدامي وقاطع كل الكلام المجتمع بصدري لأن الصمت بهالموقف جمال !
مسحت فمها بخجل وقالت : في شيء أجمل من التضاد ومن الصمت في حضور الجمال كلامك ياغالب كنت تنقي أثقل الحروف وترميها ، بس كل شيء تغير لا ماتغير في صورة حقيقة صارت واضحة هنا أنا أقول الصمت حلو في حضور الجمال
وده يسترق له شيء يبقى بصدره ويثبت لفترة طويلة ، لأن هذا المكان شاهد على إعتراف صريح جديد خالي من حروف أحبك لكن أعمق وأبلغ

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن