159

183 5 0
                                    

كتمت ضحكتها لأن تعابيره متلهفة بالفعل : وليه يعني ؟ ليت والله حكايتنا واقفة على حبة معمول !
كتم ضحكته وقال : في الفترة الحالية ايه حياتي انا واقفة على حبة حلاوة لاتشحين فيها !
رمقته بنظرات حنونة كاد أن ينساها ، هتف لنفسه أرجع لصوابك مثلت الثقل تسع سنين ماقدرت على هاللحظة ؟
قدر يسيطر على شعوره من جديد ورجع لمكتبته وهي بكل حب رفعت أكمامها القطن وبكل حب قررت تدلل مزاجه اليوم بشعور آخر مغاير عن سنواتهم التسع .

زايد

صار يسابق ساعات الصباح ويركض ورى فضوله يطاوع شور أفكاره بدون أدنى تردد ، كان مستمتع بمعاركه الجديدة معها ولازال ، نزل من سيارته بالرغم من ثروته وتغير حياته بالكامل إلا أنه ماقدر يعالج مخاوفه ، فوبيا القيادة لازالت ملازمته مشى للمبنى وهو يبحث عن سيارتها بكل فضول يبدو أنها مثله عايشة نفس شعوره

دخل وتوسط المكان ليشاهدها متجددة منتعشة أكثر عن الأيام الماضية ، مكانه مناسب للتأمل منغمسة بمكالمة مهمة وتحرك يدها تاره وتشد بها ظهرها تارة أخرى ، مسح تفاصيلها اللي كانت مغيّبة عنه ، ليونة جسدها وأنوثتها الشديدة ، غريب شكلها من الوهلة الأولى تشعر أنك تشاهد فتاة عادية بعيدة عن الجمال ، لكن لم يسعفه الوقت سابقاً أو تقرفه وكراهيته لم تمهله ، جمالها يحتاج وقت للإستيعاب لأن لو أمعنت النظر تتوهج التحفة وتنعكس الصورة العادية لتكشف تفاصيل مبهرة غريب جمالها البعيد يخلق إنبهار غير عادي عكس لو كانت الصورة واضحة من البداية !
شعور لذيذ جداً داهمه بعد ماسقطت عينه على بطنها المتكور ، اليوم كل تفاصيلها تجبرك تعيش لذة فريدة ، البداية من وجهها والنهاية أطراف أصابعها كانت تفتنه سابقاً يبدو أنها كانت هي من تشغله عن التفاصيل الأخرى
مشت ناحيته لتنطق : أنت مامليت ؟ تارك كل شيء وواقف قدامي كل صبح أتصبح بوجهك
إبتسم بعناد : أجمل صبح يوم تتصبحين بوجه يسوى وعليه الكلام لا تنكرين !
لوت فمها وهو بالكاد مسك ضحكته : خلاص روح لا تغثني
تسنّد على الكرسي وقال بتلاعب : قمتي متوحمة علي ؟ ، أفااا ، وأنا متعشم وجاي نمدد الوقت أكثر
جعّدت وجهها من تلاعبه ، تكره صورته هذه مستخف فيها وفي وضعها الحالي
مجهدة وتحاول تجمع حطام نفسها حتى أنها صارت تبالغ وتتزين وتخفي شحوبها اللي ممكن يبين إستسلامها ، لا يمكن تقر بالخسارة وتقتنع فيها وزايد عارف ومقر بكل شيء ومصر يلاعبها لعبة مهينة بالنسبة لها ممتعة ومسلية له نطقت : المصمم على وصول وعندي إجتماع بعد الظهر ولازم أمر روضة جود قبل الظهر وأنت واقف قدامي تبغى وقت ومقرر تمدده ، أنت خنقتني يازايد قاعد على قلبي كل الأوقات ماني متفرغة للعب العيال ذا روح عن وجهي
عقد يدينه ببرود وحدة لسانها لم تأثر ماعاد لها تأثير تأففت من رنة جوالها : جود ! شفيها جود ؟
إشتعل قلقه وهو يشوفها تلملم أغراضها بسرعة خرجت وهو فضوله يدفعه خرج معها وركب السيارة وهي لاتملك وقت للجدال معه
مرت دقائق وهو ينتظر بالسيارة خرجت وهي تحمل حقيبة الصغيرة وخلفها جود ، فتحت لها الباب الخلفي وضربته بحدة
صرخت بحدة عالية : هذي ثالث روضة بشهر بس شهر واحد ياجود
لف من المقعد الأمامي وهو يراقب خوف جود وعيونها مبللة على وشك البكاء ، فمها متقوس وكلمات تمارا تزيد رغبتها في البكاء أكثر

تمارا : كم مرة قلت ونبهت ؟ بعرف تضربين عيال الناس ليه ؟
كانت تمارا تتنفس بحدة
جود في الخلف تدافع البكاء وزايد حاضر الموقف يراقب بصمت لكن لان قلبه لجود مع أنه يدرك فداحة غلطها ، تبقى صغيرة أمام هذا الصوت الغاضب : زعلت منك جود عجزت أتعامل مع العبط اللي تسوينه مع عيال الناس اففف
زايد عينه على تنفسها المضطرب ويدها اللي تحرك فيها الدريكسون واليد الأخرى متركيه بها على الباب
لف ولاحظ حركات جود المترددة تحركت ناحية مقعد تمارا بعد ماوقفت عند الإشارة لتضم رأسها بصمت والأخرى لم تبدي تفاعل تظهر أنها باردة ولم تهتم لكن هي تقاوم تقاوم فقط

تمارا ابغى بقالة

تمارا

تنطق إسمها بطفولة لايمكن لأحد مقاومتها بإستثاء تمارا لانها غاضبة بالفعل

تمارا
: بس بس جود ، بقالة لا أنتي معاقبة أنا زعلانة منك كثير
ضمت جود رأسها من جديد لفت يديها على عنقها وتمارا على وشك الإستسلام لأن جود بدت تبكي

: أنا آسفة ما أعيدها وعد أبغى بقالة

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن