183-189

291 5 1
                                    




ساري رد بسرعة : ماجد يكفيه غياب أمه هو بعد يدور له كتف يبكي عليها !
رمقته بصدمة لتهز رأسها وهنا لمع الدمع وفضح مقاومتها : صح ماجد صغير ، بس أنا مثله ، مثله بالضبط أدور لي كتف ..
قاطعها وهو يقترب منها جلس قريب منها وهي تصنمت نطق : حطي كل وجع أثقل صدرش هنا لا توفرين أعتبري هالكتف جدار
رمقته وطالت النظرات هو لمح التردد بالرغم من إحتياجها ، ساري الند كتفه بتكون لدموعها السند !
نزلت عيونها لحضنها وهو مسك رأسها وقال بعطف غريب :
تمارا ابوي
ما أمهلته يكمل كلامه ، إنتهت مشاوير الصبر عند صدره العريض ، دمعها اللي إنسكب كان النقط على حروف القهر الضائعة ، تجردت وأخيراً إنتهى بها المطاف عند هالسند ، دست رأسها بكتفه وبكت هزائمها كلها ، مرّت دقائق طويلة وهي منكبه على كتفه وهو مالت كتفه من ثقل دموعها والهزائم اللي نالتها ، تقاسم معها جزء منها ، يكره مواقف الدموع يكره نحيب الأنثى ، يكره إنكسارها ، زادت نقمته من زايد الهارب ، وقت الدفن نثر دموع مزيفة على جنين ، على ماجنته يده هو ، على نتائج عبثه وهجره ، على لحمة فارقتها الروح كانت نتيجة إنتقام لرجولة تمردت على صوتها أنثى صاخبة وإنتهت الحكاية !
فرغت دموعها وقالت : عمي أبغى أرجع الجنوب
لاحظت أنه لم يشد من ضمته ، ترك لها الأريحية تركها تتحكم بالموقف حتى وهي تبكي ، لاحظت أنه صار يشد من ضمته بعد ماطلبت منه طلب لأول مرة تطلب منه شيء من بعد خصام سنين، مددها وغطاها باللحاف الأبيض ،

كان مختلف بالغ بحنيته لدرجة صارت تسأل بداخلها هذا ساري الجبل ؟ ساري الجامد ؟ نطق بعد ما تأكد انها مرتاحة بوضعها : على خشمي
نطقت : حرير طلعت وهي تبكي ماعمري بكيتها
إبتسم إبتسامة طفيفة يحب صداقتهم ملفتة بطريقة تأسر رد : بكلمها ، ودش بشيء ثاني ؟
تحولت ملامحها للجمود : لا يجيني لا أشوفه ولا يشوفني أبعده ياعمي قد ماتقدر
مسك عروة الباب وقال : لو قرب منش شبر كسرت عظامه ، نامي يابوي وارتاحي وكل شي بعد هالشدة بيهون أنتي بس تطمني
خرج وهي تتأمل مكانه بشجن ، ساري سندها وعونها بعد عداوة تجهل سرها ، بعد غضب وخصام صار هو عضيد أيامها الصعبة .
.

البتول أنهت وترها وغالب ينتظرها بفمه كلام رتبت سجادتها وجلست قريب منه مسح خصلتها العابثة وهي إبتسمت بعذوبة : قايد وخالة راوية وصلو الجنوب
إبتسم لها بحنان : هذي مقدمة لطلب أعرفه !
بدلال : غالب والله وحشتني القرية طول شغلك اللي ماعرفه ..
ضم يدها : وعدت جابر ماني مخليه لين تتعافى مرته ، أصبري فديت عينش أصبري
ضحكت عيونها : دايم تاخذني بحلاوة لسانك ، يعني تبغاني أقول لا قدام النظرة الحلوة هذي بس عندي طلب
أشار لعيونه وهي جلست جلستها المعتادة إذا تبغى تطلب شي وتتدلل عليه جمعت فمها بدلال نسي الكلام اللي كان مجهزه ضيعته بدلالها :أعزم حسناء برى البيت بدون أي أحد ثاني
إستغرب طلبها : ما اتوقع تقبله
قاطعته : مالك صلاح !
ضحك من تعابير فمها دام طلبت مستحيل تتراجع مستحيل تميل عن رغباتها، توقف بعناد لا يقاوم مايملك إلا الرضوخ ، وبالفعل ميل رأسه وهو مستمر بضحكته بعد ماجذبها تحت ذراعه : تامر بنت حامد مالها إلا نقول تبشر وعلى هالخشم
: وفي غيره طلب ثاني !
بتوجس : الجلسة الجاية معها متى موعدها ؟
ناظرها بدهشة ومن ثم رفع حاجبه بدت علامات الغضب تغزو وجهه وهي ببساطة مدت يدها مررت أصابعها على عقدة حاجبه وقالت : قبل تزعل أنا ماصدقت حكاية أن جابر مدمن الشاهي اللي اسويه لأنه ماينشرب أولاً ، ثانياً أنت ناسي ان الأصوات قريبة ؟ وليلة إنهيار جابر قدرت أعرف السبب وأفككه
غالب : بس بس وش طلبش لو أني زعلت لكن بسمع للأخير
: حسناء محتاجة تبكي بس محتاجة سبب لو سخيف يعني شوف اللي قدامك
قاطعها : انتي حنفية مايمدي تضربين أمثال في الصمود وانتي قدامي ورقة حافظها صم
لوت فمها وهو كتم ضحكته يحاول قدر الإمكان يبين أنه زعلان قالت : ماعلينا حبيبي اللي بقوله
قاطعها من جديد وهو متعمد يهرب من مواضيع حسناء :ماعلينا منهم كلهم أتركيهم وقولي حبيبي !
خجلت وبدت تعبث بجديلتها : غالب ضيعت موضوعي المهم
مسك يدها ونطق بجدية : لأن وضع حسناء مختلف ،
لاحظت تحفظه وقالت : خلاص بطلت أطلب شي يخصها بس لا تمنعني من أي حاجة بيدي اقدر أسويها
قال بصدق : من ناحية اللي بتسوينه عارف التقارب اللي ودش فيه ، أنا أجزم أنه أحن قرب وأصفى علاقة وأطرى قلب ، قويتي خوف سهم بتقوين قلب حسناء وسد دموعها

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن