.
.
.قضيت سنواتي السته عشر وانا وحيدة..
مُحاطه بأسوار جدران وحدتي المتينه.
لا احد قادرٌ على الوصول الي ولا انا اود التحرر منها
داخلي كالمحيط الا يستطيع أحد العبث بِه.
كلما نظرت الى اعماقي غرقتُ فيني.
لا أعرفني جيدآ.
ولم يعرفني أحدآ.كِنت كَ رُوحِ مَاتت لَم تَعد بِاسِتطَاعتها الَنهوض مُجددآ.
صَار الخَراب مُوطِنآ لِيعتريِني بِلحظاتي الرَاهنه.
كنتُ أشعر بإن جميع الابوب مؤصده وجميع الايادي مَبتوره لتساعدك.
وكأن القلوب قد جَفت فجأة دون شعور.
ليت التراكم يفيض وليت الحياة تمد اذرعتها لنا.
ليت الحروف تتوقف ع البوح وليت الخِطاب ينتهي.
كانت أكبر أحلاميإني أريد أن اختلي بنفسي.
أريد الهدوء ف وحده من سينقلني لحياة اخرى مع الكتب والقراءه.
و وحده من سيمثل لي عالمآ اكبر من واقعي.أنا بولك بساطه يتيمة الأبوين.
وعشتُ سِتة عشر سنه داخل هاذا الميتم.
سَنتان فقط وسيطردوني من الميتم لأبدأ حياتي وأتكفل بِنفسي.
ولاكن كيف وأنا لا أعرف شيئ ؟ ولا أعرف العالم الخارجي كثيرآ؟تعلمتُ الكِتابة والقراءه بِسن الثامنه عندما تكفلت بي إمرأه تَعمل هُناك بذاك الميتم.
كانت كألام بالنسبة لي.
أحببتها جدآ.
كانت خاله ماري لطيفة جدآ.
احتوتني وجعلتني أرى كل شيئ.
تعلقتُ بِها وماكان يكتمل يوُمي الا بكلمات جديده وحروف تعلمتُ كِتابتها حتى أكملتُ سني الحادي عَشر وقد كنتُ جيدة جدآ بالقراءه والكتابة.
حينئذً توفت.
فارقت الحياة...
ولم أستوعب فِكرة أنها *تركتني*
لن يُصف شُعري بِتلك الجلبة ولن يتخيل أحد كم عانيت.
حينها دار بي العالم واسودت في عيوني جميع الوجوه وسقطتُ أرضًا ارتعش بِقوهً وابكي بنواحٍ مؤلم.
أبكي.
وأبكي ولم أتوقف.
فجأه شعرتُ نبضي توقف عندما رأيت جروح قلبي تنزف ولم أستطع التحمل.
فارقني شخصي الوحيد.
كِنتُ صغيره كفايه ل أذرف كُل تلك الدموع.
بكيتُ كثيرآ حتى شعرتُ بعيناي خرجتت.
مرت شهور وأنا مازلتُ لا أصدق.
مازلتُ أنتظرها فوق سريري خَالده بأنها ستأتي وتقص عليّ حكاية.
إنتظرتها مَليآ حتى طقتُ ذِرعآ.
عيناي مازالت عالقة بين يديها الحنونتان.
عالقه بكلماتها التي كانت تُسرد على فاهها.
عالقه بذكرياتنا وبأحاديثنا.
عالقه بِحنان عيَناها.
عالقه بجمال حُضنها.
عالقه بِلين حروفها.
عالقه بدفئ إبتسامتها.
عالقه بِكل شيئ يَخصها.
حينها أكملتُ سِني الثالث عشر وبدأت أستوعب ماحولي.
مايدور هُنا وهناك.
اصبحتُ وحيده مُجددآ رُغم محاوله الفتيات بالتقرب إلي.
رُغم كُل الصموت الذي كان يَبوح مني ظللن يقعدن بِجانبي ويقضين جِل وقتهن معي وأنا لم أُبادر بأي حديث.
لم أركز معاهن قط او أبتسمت لهن حتىّ.
مَرت السنين وها أنا وكما قِلت فتاة السادسة عَشر.
ومازلتُ لم أفظل شخص أو صادقت فتاة أخرى لإني خفتُ الفقد مُجددآ
.
.