02

3.9K 193 127
                                    


دَلفت غُرفةَ المَعيشة بَحثاً عن فِلذةِ كَبدها ، لِتراه يُجالس قطّته و يَتصفح هاتِفَهُ بهُدوء ، اقترَبَت مِنهُ مُبتَسمةً " فيليكس ، صَغيري ما الذي فَعلتهُ بغيابِ اليوم ؟ " سألتهُ بنبرةٍ هادئة و لا زالت تُحافظ على ابتسامتها ، التي تُخفِ العَديد مِن المَكر خَلفها .

ازدَرَد ما بِحلقه يُناظر كُلَّ ما بالغُرفة سِوى مُقلتيها ، ليتَحدث بعد وهلةٍ " لَم أفعل شيئاً أُمي ، ما الذي سأفعله ؟ "

هَمهمت له قبل أن تَنهض و تبتعد عن المكان ، عادت بعد دقائق تَحمل بين يديها كأساً من الخَمر ، جلست بجانبه مُجدداً ، لتعاود سُؤالِه " أَلا تنوي إخباري بالصّدق فيليكس ؟ " أَنهت حديثها بهمسٍ قاتل بينهما .

تنهَد هو بِضجر قبل أن يتفوه ببرود " و ما شأنكِ أنتِ أُمي ، لستُ طِفلاً أنا بالثّانيةِ و العُشرونَ مِن عُمري ، لا داعٍ لمَ تفعلينه هذا ! "

ابتسمت بِسُخرية تُناظره من الأسفل للأعلى ، لتقترب منهُ و تُفلت ذاك الكأس المُمتلئ من بين أناملها ، ليسقط أرضاً منثوراً بالأرجاء ، ما أدى إلى فَزَعِ تلك القطّة المِسكينة ، لتفرَّ هاربةً مبتعدةً عن المكان .

همست بأذنيه بنبرةٍ حادّة " أنا والدتك ، لستُ زميلتك ، يحقُّ لي التّدخل بجميع شؤونك ، أنا هي المسؤولة عنك و ليس العكس لي فيليكس حسناً ؟ "

قهقه بسخرية ليدفعها عنه بخفة " مسؤولةٌ عنّي ؟ و أين كنتِ عندما كنتُ بأمسِّ الحاجة لسؤالكِ هذا ؟ بأحضان ذلك العاهر خاصتك صحيح ؟! "

تسمّرت ملامحها ، لتأخذ يدها ردّاً بديهياً و ترتفع لتُحاول صفعه ، أوقفها بخاصته سريعاً ليهسهس أمام وجهها " أنا أفعل ما يَحلو لي ، و أنتِ فقط كفِّ عن ادّعاء الإهتمام بي ، فَلا يليقُ بكِ الإحساس لي ميلان "

استقام يبتعد عنها بخطواته الثّابتة ، يصعد نحو الأعلى .

هي تَتَوعد للاريا حتى هذا اليوم ، هي من فتحت أعين فيليكس نحوها..

● ● ●

لا زال كلٌّ منهما يجلس على هذه المقاعد الخَشبية ، الشّمس أوشَكت على الغُروب ، ابتسمت حينما جالَ على ذِهنها إحدى ذكرياتهم سويّاً ، لتنكز يدهُ بخفة و تنبس " أ تذكر عندما هربنا من الميتم للحديقةِ سويّاً ، جلسنا على العُشب نُراقِب السّماء المُتموجة بتلك الألوان البديهية الرائعة ، لقد ضَحكنا كثيراً ، و لكن تحوّل كلُّ هذا الضَّحِك إلى بُكاء فور عودتنا للمَيتم ، لقد أبرحتنا تلك العجوز ضرباً " أنهت حديثها تبتسم بهدوء ، و أعينها لا تنزاحُ عنه .

JUNGKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن