1

5 2 1
                                    

اشعر و كأنني اغرق في بحر افكاري ، اتنفس بصعوبه انني اختنق بحبل كتماني ، لِم الهواء لا يملئ رئتاي ؟ هناك فراغ ، فراغ لا استطيع رؤية حدوده .
النجدة اني احتضر في قاع افكاري .

كان هذا مايجول في كلما ارتمي على سرير غاطسة في بعثرة افكاري . اشعر انني اتخبط بين حيوط سجن . السجن الذي بدى كجنة نعيم من الخارج لكن عند ولوجه يتغير كل شي ويتحول الى جحيم لا مفر منه .

انني انتظر اي شخص يساعدني على مواجهة هذا السجن اللعين فالهرب لم يعد طريقه مناسبه للتخلص من هذا العذاب الذي يشرد بذهني و يسلب طاقتي الى ان اشعر بانعدام استقرار قدماي على هذه الارض المليئه بالغموض و المخاوف و العذاب .

لا استطيع معرفة ان كانت هذه لعنة القيت علي ام انه مجر حلم . معرفة هذا اصعب من اي شيء .

لم اشعر انني غطيت في النوم لقد سلبتني افكاري وعيي واصبحت اغفو لساعات في اي مكان مهما كانت شدة الضجيج المحيط بي فانني انام واهرب الى عالم الاحلام مهربي و ملجأي من هذا العالم المخيف.

شعرت باشعة الشمس تخترق جفناي ، عادة لا اغلق ستائر نوافذ غرفتي لانني احب الاستيقاظ عند مشرق الشمس .
وقفت من على سريري واتجهت نحو ااحمام ملأت الحوض بمياه دافئه واستلقيت فيها مستسلمة لشتات افكاري محاولة ترتيبها لكن لا جدوى من ذلك فلا شيء يبدو منطقيا !

انني خائفه لا اعلم كيف ومتى وصلت الى هذا العالم المليء بالعجائب !
كل ما اذكره هو انني نمت واستيقظت في سرير ضخم يبدوا كانه سرير للملوك . تحيط به اربع اعمدة في حوافه الاربع ، كان يبدو انه قد صنع من خشب الابنوس نظرا لصلوبته و سواده القاتم لست نجارا لكنني احب قراءة الكتب والاطلاع على معلومات متنوعه ، كان محاط بزخرفات ونقوش جميله . كانت اعيني تلمع ذهولا من جمال و اتساع الغرفه المتواجده فيها كنت اتفحص كل شبر فيها لوحات بدت رومانيه لا تستطيع مفارقة اعينك عنها ، كانت الاحيط ذات لون ابيض تزينه اركان سقفه المنقوشه والمطليه بالاسود ، الاثاث صنع ايضا من خشب الابنوس وقد رتب بعناية تامه ، خزانه كبيره تقابل السرير بجانبها مرآة محاطه بنحوت لأفاع ، و رفوف فوقها تحف و احجار و بعض اللوحات الصغيره و شموع ، شدت انتباهي الثريه التي توسطت السقف ، نقلت ناظري اليه ووجدت فوق رأسي نافذه لكنها مغلقه لا تفتح بدى سبب وجودها هو مساعدتك على تأمل النجوم ليلا ، كان يوجد بيانو في ركن الغرفه وكم اشتهيت ان اعزف عليه الا انه لا وقت لهذا وقفت من السرير و كم كانت السجادة ناعمة كانت حمراء قاتمه سرت باتجاه باب كان قريب مني لكنه اتضح انه باب حمام لا اصف لكم مدى جماليته احيطه وذلك الحوض الواسع و الرخام الاسود الذي زين المغسله و تلك الصنابير الذهبيه و النافذه الطويله اللتي سمحت بمرور اشعة الشمس لتنير المكان لا استطيع  وصف ما رأته عيناي جمالا من خلالها غابة داكنة الخضره عابقة الشذا ذات ادواح ضخمة كان المشهد مريحا و مطمئنا لوهله احسست انني في جنة روح .
خرجت من الحمام و قررت ان اجمع شجاعتي و تقدمت الى الامام متجهة نحو درج فيه اعمده نفس اعمدة ذلك السرير ، قادني الدرج الى الاسفل كان اكثر جمالا من الطابق العلوي. اتجهت الى باب ضخم بدى وانه باب الخروج اتجهت راكضة وفتحته لكنني تعثرت فور خروجي و فقدت توازني فسقطت من الدرج الى قاع الارض ، شعرت وكأن عظامي تكسرت وتجزأت الى اجزاء صغيره. وقفت ونفضت  الغبار من على ملابسي ، مهلا لماذا ارتدي هذا الفستان اين ملابسي يا الهي !!! نظرت حولي وكاد ان يغمي علي، اين انا ؟ متى جئت هنا ؟ كيف ؟ و من اتى بي الى هنا ؟ كل هذه التساؤلات تدور في رأسي .
نظرت حولي ووجدت نفسي في حديقه كبيره مدخلها يبدو صغيرا لبعده لكن اؤكد انه عملاق . التففت ورائي لينفتح فمي من ضخامة هذا القصر بل انه قلعه ! يبدو مخيفا كئيبا لدكانة الوانه لكنه مبهج بطريقه غريبه، اعدت ناظراي الى البوابه وقد بدى شاقا السير الى هناك لكن لا حل اخر للخروج من هذا القصر الا تلك البوابه حسب علمي . بقيت امشي قليلا و اجري قليلا لعلني اصل الى ذلك الباب العملاق لكن كلما اقتربت كلما ابتعد ! بدأت اجن و انتحب على حظي و بدأت الهواجز تسبب ضجيجا داخل عقلي
-يالي من مسكينه سأبقى هنا الى ان اموت و لن يعثر احد على جثتي-
بدأت ادرك ان لا سبيل لي للخروج من هنا فلقد اصبحت اشعر بساقاي ترتجفان من التعب ، لم استطع بلوغ تلك البوابه على ما يبدوا انني ساعيش هنا تأكلني الوحده الى ان اتعفن ، ان المكان لا يدل على وجود احد يعيش هنا بدى موحشا و كئيبا للغايه ، رغم اني انسانه انطوائيه وافضل الانعزال عن الناس الا انني احب ان اكون محاطه بعدد قليل من الاشخاص ، بدأت اعود ادراجي ودموعي قد بدأت في الانهيار من مقلتاي بدأت في الاشتياق الى والدي واخوتي ، يا ترى هل اكتشفوا اختفائي ؟
- يا الهي انر لي الطريق فإني لا ابصر شيء الظلام يملأ عيناي -
لم ادخل القصر فقد بدأت في التجوال في ارجاء الحديقه لقد اكتشفت ان القصر يطل على البحر من فوق جبل ، ان المكان ساحر للغايه جبل و بحر و غابه شمس دافئه اوشكت على الغروب سماء ملأتها سحب بيضاء نسيم يضرب وجهي بلطف يا ترى ماذا يوجد اجمل من هذا المكان هدوء وسكينه جعلتني اصفي ذهني و اغمض عيناي مستلقية على العشب مستمتعة بهذه الاجواء الى ان غفوت و بدوت كجثة ميته . سمعت صوت شييء يتحرك حولي فانتفضت مرتعشة ، الظلام قد حل و قد انار القمر المكان و كان انعكاسه على البحر يذهب العقول استدرت بخوف شديد ، شعرت وكانني سأموت لشدة ضربات قلبي التي تكاد تكسر اضلعي وجدت القصر مضيء من الداخل و كل الغرف مضاءه كذلك من الخارج كان هناك شعلات تحيط به ، اعدت تفكيري الى ذلك الصوت لا بد انها الرياح تسببت في تحرك اوراق الاشجار الا ان الهواء هادئ و لا توجد رياح ، بدأ العرق يتصبب من جبيني و تصنمت في مكان حين سمعت صوت ركض قادم من الغابه ا، كانت اغصان الاشجار كلها تتحرك باتجاهي حينها ادركت ان هناك شيء قادم نحوي تراجعت الى الوراء ، فجأه احسست اني اسطدمت بشيء ضننت انه الحائط لكنه كان دافئ ، حينها توقف عقلي عن العمل فور ان احسست بيدين تلتفان حول خصري و رأسا حُشر بين وجهي و كتفي ، شعرت بانفاس تداعب رقبتي ، لم اتجرء حتى على ان احرك عيناي يمينا او يسارا ، بدأت حرارة جسدي بالارتفاع شيئا فشيئا لوهله احسست اني ساحترق و قلبي بدأ في الخروج عن سيطرته . لم استطع التفكير في اي شيء ، كنت نائمه بسلام فاستيقظت مفزوعه ، هناك شيء يركض ناحيتي ويوجد شيء ورأي يمنعني من التحرك ، احسست انها نهايتي ، بدأ ذلك الشيء يوضح و يكبر تدريجيا كلما تقدم نحوي ، يا الهي هل هذا تنين صغير ؟؟ انتفضت من مكاني وابعدت تلك اليدين عني و ركضت باقصى سرعتي داخلتا الى القصر ، لكني فور فتح الباب انصدمت بما رأيت ، مخلوقات خياليه من كل الانواع ، منهم من كان يملك جناحين ، اعين حمراء و انياب ممتده ، فرو يملئ جسمهم  ، ثلاث اعين ، وجهين ، كانت كل الانظار قد توجهت نحوي و كلهم بدأوا يتهامسون ، لكن فجأه اختفوا !! بدأت اصفع نفسي مرارا لا عل ان هذا حلم لكن كنت اشعر بالالم ، و كان كل شيء واقعي و محسوس ،سمعت الباب خلفي قد اغلق فركضت نحو تلك الغرف التي وجدت فيها نفسي آبية النظر ورائي اقفلت الباب و دخلت الحمام و اقفلته و تكورت على نفسي في الحوض تاركة سبيل الخروج لدموعي ، كان كل جسدي يهتز و يرتعش رعبا و كنت اتمنى لو ان كل ماحصل مجرد حلم ،فغفوت اثناء نحيبي .

احسست بيدين حملتاني الى السرير ، لم استطع الرؤيه بوضوح او التحرك ، فقد قيدني التعب ، لكن كل ما رأيته هو هالة جسم طويل ذو اجنحه كبيره اكتسبت سوادا جميله ، لم استطع اطالة النظر اكثر فقد اكملت نومي ، لا اعلم لكن شعور الطمأنينه طغى على قلبي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 12, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عالم جديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن