4 | مرة اخرى

959 30 4
                                    

اليوم ...
هو يوم زفافي ...
لا ادري بما اصف شعوري هل هو قلق أم توتر أم غضب أو ربما خوف ...
الأمر صعب للغاية كأن روحي تسلب ...
المرة الأولى كنت متوترة من شدة الفرح
هذه المرة متوترة من ثقل الذكرى الذي يطوف حولي ..
لا أتذكر كيف مر الشهر بين التجهيزات ..

لم اذهب للكوافيرة بل طلبت منها القدوم للمنزل هذه المرة لن أفعل اي شيء فعلته قبل 8 سنوات ...ولو كان صغيرا حتى..

نظرت لوجهي عبر المرآة ..ملامحي اليوم أكبر وأكثر ثبات وثقة مما كانت عليه حينها ،اليوم هي ملامح إمرأة صارعت الحياة والأمل ...إمرأة خدعت لأنها تبعت قلبها..
إمرأة لم تكد تفلح لمرة في التفكير بالعقل بدل العاطفة ..

وقفت أسير في الغرفة ذهابا وإيابا ..
أريد شيء يبعث في نفسي الراحة ..
لما اشعر بالضيق ..؟

إتجهت ناحية الشرفة وفتحتها ووقفت هناك أسحب الهواء النقي البارد لصدري...
مرت دقائق وأنا على ذات الحالة حتى سمعت رنين الهاتف ...
عدت ادراجي لألمح إسمه على الشاشة ..
فتحت الخط
" الو "
رد
" أهلا..رانا خرجنا وقريب نوصلو ديري حسابك "
قلت
" طريق السلامة رانا في الإنتظار "
رد
" أيا اوكي..من بعد ان شاء الله"
اقفلت الخط ووضعت الهاتف على الطاولة ...
ما هذه الأقدار التي تدفع بنا كل مرة لناحية لا رجوع منها؟..
قبل 8 سنوات من اليوم كنت انا من اتصل ولا احد يجيبني وفي النهاية خذلت...واليوم هناك من يتصل بي متحمسا للقدوم ...

دخلت أمي وهي تعدل شعرها وقفت تنظر إلي وعينيها تطلق شرارات سعادة ...
تقدمت ناحيتي عانقتني بقوة حتى كادت تكسر ضلوعي

" ما تتصوريش فرحتي بيك اليوم "

قلت
"مرانيش حاسة روحي نورمال أنا ما فهمتش وش بيا "
قالت
" عادي توتر العرس برك كلش يفوت ..نيران هاذي أفضل خطوة درتيها في حياتك ...انك ما بقيتيش حابسة في نقطة وحدة...لازمك حتى نتي تمشي مع الدنيا..."

هززت رأسي بصعوبة
لتدخل أختي حاملة إبنتها...
لتقف بجانب أمي وتقول
" متعانڨين هنا ومخليين الضياف في راسي"
ضحكت أمي في حين قلت أنا
"علاش كلاوك ولا واش "
قالت وهي تنظر لي من الأعلى إلى الأسفل بإستفزاز متعمدة إزعاجي ..
" اسكتي نتي...ديجا شوفي كيفاش جيتي تعيفي ..تقول كامل مش عروسة ولالا بنتي قلبي ؟؟"

ردت تلك الجرثومة الصغيرة

" خالتو ديما شابة..."

قلت بإنتصار
" شفتي ..بنتك وجات معايا غير بدلي رايك.."
قهقهت ..ثم وضعت إبنتها على الأرضى وإقتربت مني وحضنتني بدورها قائلة

لم تكن صدفة! ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant