تقف ببرود أمام مرآتها.. سمراء مملوحه.. بعيون واسعة يعلوها حاجب منمق مرسوم بإتقان ورموش سوداء طويلة معقوفة.. بشرتها سمراء محمرة صافية.. تتعمد تنظيفها و ترطيبها دوما فتظهر بمظهر مشع متألق بلمعة طبيعية فاتنة... انف متناسق مع ملامح وجهها و ثغر وردي مغري.. قامت مؤخرا بتصحيح اثر حادث فيه أصيبت به منذ طفولتها.. فباتت شفتيها ممتلئة بنظارة لذيذة.. أنثى تهوى الجمال و لا تهتم إن كان هناك جمال صناعي قد خالط جمالها.. ترتدي قميص نوم عرائسي بلون اسود.. أبرز دقة قدها عبر تصميمه اللافت القصير.. ناعمه جدا.. قصيرة الطول .. و كانت في زمننا ما ممتلئة القوام بشكل يميل إلى أولى درجات السمنة.. لكن بعد فقدها لحبيب قلبها.. فقدت من الوزن الكثير.. الا انها بقيت محافظه على اكتناز تكوينها بفضل اهتمامها بنفسها فباتت تتبع حمية معتدلة و تمارس رياضات متعددة و قد بدأت مؤخرا برفع اثقال خفيفه تحت إشراف مدربه من أجل شد قوامها أكثر..
انتهت من ترطيب كفيها ولا زالت نظرتها غامضة .. باردة.. بينما داخلها يغلي وقد قاربت حدود الانفجار.. تراقب عينيها ببرود هاتفها الموضوع امامها و الساعه تشير الى وقتا متأخر.. و فكرة شيطانية بدأت تنمو و تنشط داخل عقلها.. فحديث والدتها معها قبل سويعات اجج نارا كانت تظنها خامدة... حاولت وقتها السيطرة على ذاتها خلال رحمة و رأفة بقمراء.. تلك العزيزة التي و لطرائف القدر تعاني أيضا مثلها.. وها قد عادت الى غرفتها منذ أكثر من ساعة .. بعد أن خففت عن قمراء و ازرتها.. و ما ان اختلت بنفسها في غرفتها حتى توقد عقلها بحثا عن حلا جذري لهذه الزيجة الفاشلة التي ترى انها لا تناسبها تماما.. فأخذت حماما دافئا دللت به نفسها وتركت لمخيلتها وضع الحلول التي ستتبعها.... لن تتهاون...لن تبقى على صمتها اكثر..
رعد.. اسما تكرهه.. رافقها منذ طفولتها البائسة كونه ابن عمها..البغيض المتعجرف.. و كما جرت الأعراف و العادات المقيتة بأن ابن العم أولى بابنة عمه.. و كان الأمر معها قد فاق الأعراف و التقاليد.. فهي ابنة العم اليتيمة البعيدة.. التي شاء القدر أن يتوفى والدها عندما كان عائدا من رحلة عمل برية من الكويت.. و كانت والدتها لا تزال حاملا بها.. فعادت والدتها الشابة آنذاك الى دار جدتها ارملة تحمل طفلة رضيعة.. و دارت عندها رحى المعارك من اجلها..فوالدتها تشبثت بها بطبيعة الحال رافضه تسليمها لاهل والدها.. فنشأت بالنسبة اليهم في بيئة اخرى غير بيئتهم المحافظة المتشددة في جوانب كثيرة..
عادت الى الحاضر تمسح وجهها بهدوء و ترش من عطرها الخاص.. عطر شغوف جريء يتناسب مع شخصيتها فهي عاشقة للعطور متمكنة من مزجها بطريقة رائعة سحرية...ثم تحركت بدلال نحو سريرها تحمل بيدها هاتفها.. و اتكأت على الوسائد الوثيرة بدلال مثير وهي تنظر لنفسها عبر الكاميرا الموجودة في الهاتف ..... اخذت نفسا عميقا تستعد به لمعركتها القادمة ثم اتصلت باتصال مرئي عبر إحدى وسائل التواصل الحديثة..
أنت تقرأ
حَيثُ كُنّا
Romanceعن العشق.. بكل وجوهه.. بلوعته..لذته..والم فراقه بفصوله الاربع.. بين اللقاء ولهفته..وبين العشق و غيرته.. بين الوداع.. وبين اصول نسيانه.. نكتب هذه الحكاية...