الفصل الأول : جولة نيو أيلاند

46 2 0
                                    

الساعة الرابعة فجراً
صوت المطر يقرقع على النافذة
اليوم الأربعاء ٤ كانون الأول ١٩٨٠
أيقظتني أختي أليني
قبل أن أهرول لأول يوم لي بآخرعام جامعي
اليوم سيكون يوماً حافل في نيو أيلاند حيث أن هناك جولة غنائية تدعى " خطير - Dangerous " ستبدأ من مسقط رأس چاكسون إلتون ومسقط رأسنا جميعاً و سأذهب بالطبع مع ديانا صديقتي ..
أحاول بتململ النهوض و لكن جسدي يأبى ذلك..
فمن ذا المجنون الذي يترك فراشه في هذا الجو القارص ..
ولكنني نهضت أخيراً معلنة بذلك بدأ يومي الحافل
الساعة الآن الخامسة و الربع
بدلت منامتي و ارتديت ملابسي الجديدة للجامعة و ذهبت لصب قهوتي بعد ان انتهت من أعدادها أليني و ألقيت الصباح على والدي قبل ذهابه للعمل ووالدتي التي تحضر الفطور في عجل كي يذهب الجميع و هي الأخرى تركض لعملها
بعد أن انهيت صب قهوتي جلست و أنا أحمل جهازي الwalkman الخاص بي
أفتح بابه و أخرج الشريط أعيده للبداية و أضعه مرة أخرى ثم أغلق الباب و أضع سماعاتي بأذني و أبدأ بالإستماع لأغنية اليوم وكل يوم "مهدد-Threatened" :
"٢٠٠٠واط ، ٨أوم
٢٠٠فولت ، التيار قوي حقيقي
الكثير من الضغط ، الفتيل أنفجر
كن حذراً مما تقوله لا تكثر
لن تقدر على مواجهة الحقائق
مهدد
أصبحت متوتر و عصبي
لا تقدر أن تسترخي
لا تقدر أن تنام لأن عالمك يحترق"
هكذا بدأت الأغنية وأنا أنهي قدح قهوتي مودعة الجميع و متوجهة لطريقي .
أحمل الحقيبة بيدي و أضع الWalkman بجيب معطفي و إذ فجأة يأتي جرو يركض بسرعة يحمل منشفة صفراء بفمه و يسقطني أنا وكل ما أحمل أرضاً بالوحل المتجمع بسبب الأمطار..
وحلاق الشعرالرجالي ذا تسريحة الشعر الكثيفة على شكل كروي يتخللها شعيرات بيضاء مجعدة ، يرتدي مريول أزرق و يحمل المقص بيده و يده الأخرى يلوح بها للكلب .
مهرولاً خلفه يسبه على سرقة منشفته ..
ولم يأتي أحد لمساعدتي على النهوض و تأخرت على دوامي " يا إلهي "
أمد يدي إلي ساعتي لأزيح بعض الوحل من عليها " السابعة " اعتقد انني سأطرد من المحاضرة اليوم هذا بعد أن فقدت كرامتي و مظهري أيضاً
ابتسمت ساخرة من وضعي وهممت على الوقوف لأهرول وكلي طين لأصل في أسرع وقت ممكن..
*مطعم Space gate*
قبيل الظهيرة
جاكسون إلتون شاب عمره ٢٢ عاماً ، قمحي البشرة ، عيناه واسعة سوداء مكحلة و لديه ابتسامة ساحرة هي أكثر ما يميزه ، شعره مجعد طويل من الخلف ، قصير من الأمام تتدلى خصلتان مجعدتان على جبهته ، حاد الفك ذا ملامح بارزة ، نحيف الجسد ، متوسط الطول ، يمتلك موهبة ربانية " بالغناء ، التوزيع الموسيقي ، الرقص ، الرسم ، الكتابة و لديه القدرة على تغيير صوته من عميق لهادئ و رفيع و يأخذ هذا الأمر على محمل المزاح مع أصدقائه بالهاتف .
إن صوته متعدد الطبقات و واسع الخيارات يستطيع ان يغني به كل الألوان ..
فإذ به يجلس بالمطعم ينتظر ..
وأخيراً لقد وصل الدكتور ستيڤن ماكيلر ذا الأربعين ربيعاً وهو يحمل ظرف ورقي بني اللون ملئ بالأوراق و بيديه أوراق أخرى و يبدو عليه الإرهاق و السهر الشديدين حتى أن شعره الأشيب الواصل لمنكبيه غير مرتب هائج كأمواج بحر غير مستقرة متبعثرة و شاردة و نظارته الطبية تدلى على أنفه و قميصه الزيتوني المقلم متسخ ببقع القهوة ..
قال بصوت يملئه التوتر " لقد وجدت المكان المناسب لمشروعنا "
رد جاكسون " أين ؟" بنبرة هادئة
قال ستيڤن " Yellow desert " الصحراء الصفراء
فقال جاكسون في حماس " هلم إلي بالورق علينا التحرك الآن"
ثم غادرا المكان
في اثناء المغادرة إذ بأڤينا تصطدم بجاكسون على عجل فيتبادلان النظرات في سرعة وجيزة جعلتهما هما الأثنان في دهشة من أمرهما حد أن جاكسون قد حفظ ملامح أڤينا بذاكرته لوقت لاحق..
أفينا وهي تحدث ديانا :
" هل رأيتي ما حدث الآن"
أومأت ديانا وهي ترتسم على وجهها ملامح الإندهاش
*في منزل جاكسون
الساعة السابعة مساءاً
"وندر لاند"
يجلس أمام دفتر الرسم الخاص به و عصير البرتقال الخاص به فإنه لا يتناول الكثير من الطعام
إذا دعونا نقترب منه إنه يحاول رسم " أڤينا جروفر" ٢١ عاماً ، بيضاء البشرة ، فتاة حسناء لحد ما ذات ملامح طفولية عسلية العينين طويلة الرموش السوداء ذات شعر طويل أسود يتخلله لون بني على استحياء ينسدل على كتفيها ، معتدلة الوزن عيناها تنظر له في ذهول كما يتذكر تفاصيل الموقف تماماً يخط بقلمه
ثم يأتيه اتصال هاتفي يقطع عنه تلك اللحظات الهادئة التي ينعم بها و لكنه يحدث نفسه قبل أن يجيب" ياترى ما أسمك؟" ثم يبتسم و يرفع سماعة الهاتف
....
ستيفن مجدداً على الهاتف " جاكسون اليوم سنبدأ في بناء السرداب لا وقت لدينا حتى ننقل المعدات و نبدأ بالعمل لننتهي في المدة المحددة"
رد جاكسون بحماس واضح " يا رجل أنا أثق بك سيتحقق حلمي الذي طالما سعيت لأجله كثيراً "
*بعد مرور شهر
جاكسون في الصحراء الصفراء يقف مذهولاً وهو يتفحص السرداب و يبدو كأنه مدخل كهف حديدي بالكامل ثم يخطو بقدمه للداخل ليستقبله دكتور ستيفن و يسلم عليه بحفاوة و فخر بما صنع
و يخبر جاكسون للدخول إلى الغرفة المرجوة
*في داخل الغرفة شئ ما عملاق مغطى بقماشة ضخمة وقفا أمامها و قال دكتور ستيفن : هل أعجبك ما توصلنا له يا جاكسون؟
جاكسون رد في جدية : يجب ان أجرب لأجيبك
ستيفن : ليس الآن يجب أن نكمل وضع بعض تروس و محركات أخرى و بطارية تسع كل ذلك
ثم تنهد مستكملاً حديثه : حين ينجح مشروعنا سيكون أهم ما حدث في مسيرتي العلمية كاملةً و ستنال أنت شهرة فوق شهرتك
جاكسون ابتسم في استحياء و قال : أنا أثق بك يا رجل
ثم ربت على كتفه و استكمل : سنصع التاريخ
في طريق رجوعه من الصحراء الصفراء وصل للعاصمة و اذ بالمصوريين يحاولو بإستماتة أخذ صورة له لبيعها للمجالات و الصحف وكادت سيارتهم أن تؤدي بحياته ..
وصل جاكسون لمنزله وهو يعتريه الإحباط و الانطفاء ولكنه تذكر رسمته فأبتسم في يأس و اخرجها ليكمل وجه أڤينا..
وهو وحيد تماماً لا يحظى بصحبة أحد..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 22, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

1980حيث تعيش القصص. اكتشف الآن