الفصل الثامن

33 1 0
                                    

بعدما رحل خالد وأولاده ونوال وودعهم مراد عند الباب.

رجع لحياه الجالسه بشرود في الغرفه فأفزعها بصوته العالي الساخر

قائلا" :عجبك أوي خالود مش كده وامسكها من زراعيها يهزها بعنف

قائلا :"إيه مش عاجبك الراجل اللي شايله إسمه"

حياه بعيون ممتلئه بالدموع ":والله ضحكت غصب عني وأنا حاولت اصده في الكلام وبعدين أنت ازاي تشك في أخلاقي كده هو أنت جايبني من الشارع.

وقالت بحزن ": أنا اه أبويا وأمي ماتوا بس ربوني كويس اوي "،

وانهارت من البكاء علي ذكر والديها ،

فتركها مراد ورحل مغادرا الغرفه ونيران الغيره تشتعل بقلبه والحزن قد خيم علي قلبه بسبب انهيارها.

........................

رن هاتف حياه فوجدتها أماني صديقتها

ففتحت :"السلام عليكم ازيك يا اماني يا حبيبتي وحشتيني" ،

اماني بحزن مصطنع ":يعني يا وحشه تتجوزي من غير ما تقولي يا غدر الصحاب "،

حياه بحزن ":اسكتي يا ساره جواز إيه بس انتي متعرفيش اللي جرالي وأخذت تقص عليها ما حدث ودموعها تنهمر

قائله":نفسي ألاقي سند اتكأ عليه نفسي اغمض عيني وانا مطمنه أن فيه حد هيحميني لو حد اتعرضلي أنا بقيت خايفه اوي ومراد اللي زمان كنت بتمني قربه دلوقتي مش طايق يشوفني مش عارفه انا غلطت في ايه بس "،

حاولت اماني مواساتها قائله":يا هبله اللي مراد بيعمله ده اسمه غيره وبعدين تعالي هنا هقولك تعامليه ازاي عشان يتغير معاكي ".

واخذت أماني تلقنها ماذا ستفعل مع مراد.

.................................

مراد كان في مكتبه يطالع الاوراق بغير تركيز فوجد الباب يدق فقال :"ادخل" .

دخلت حياه بعيون متوتره وتفرك في يديها فقد كانت ترتدي فستان وردي قصير وتركت شعرها منسابا خلف ظهرها ووضعت بعض اللمسات علي وجهها البرئ

وقالت :"أنا جهزت الغدا يا مراد" 

نظر لها مراد بإعجاب فقد كانت جميله حقا ولانت ملامحه.

قائلا":حالا هاجي وراكي" ،

وغادرت الغرفه وخرج مراد ورائها 

وتناولوا الغداء معا بتوتر فقد كان مراد يفكر كيف سيقنعها بالبقاء بعدما تعلم بأمر ساقه فقد قرر أنه لن يتخلي عنها فحبه لها يطغي علي كل شئ.

فقال بصوت هادئ:" حياه عايزك فوق لما تخلصي اكل "،

وترك الطعام وصعد للغرفه .

.......... .......

دق باب الغرفه فأذن لها بالدخول فدخلت واغلقت الباب وجلست علي الاريكه فوجدت مراد واقفا يتطلع لها وملامح الألم باديه علي وجهه وكأنه يجاهد حتي يقف ثابتا.

فسألته بتوتر:"خير يا مراد قلت أنك عايزني"، 

قال لها بصوت حاول أن يكون ثابتا ":انا كنت متجوز قبلك "

انتبهت له حياه ولم تعلق .

فأردف" :بس طلقتها" 

وصمت قليلا :"مش عايزه تعرفي طلقتها ليه "،

فلم تنطق حياه 

فقال:"طلقتها عشان مستحملتش تعيش مع واحد معاق ".

نظرت له حياه وقد ألجمتها الصدمه والدموع تترقرق في عينيها 

فواصل حديثه" : أيوه يا حياه أنتي اتجوزتي واحد معاق عندي بتر في الساق اليمني ومستبدلها برجل صناعي" .

فوجد حياه تبكي بحرقه 

فقال بحزن وضعف:"انا آسف يا حياه مكنتش الراجل اللي بتحلمي بيه".

واردف بحرقه:"مكنتش أتمني اوجعك بالطريقه دي بس ده شئ مش بإيدي .

نظرت له حياه لائمه إياه بحزن ":مرااد أرجوك متقولش كده انت احسن راجل في الدنيا أنت الراجل الوحيد اللي كنت بحلم بيه طول عمري ولكن لولا الظروف زمان مكنتش سيبتك ربنا يعلم إيه اللي اضطرني أعمل كده زمان ،

بس دلوقتي خلاص بقينا مع بعض وأنا مش عايزه حاجه تاني من الدنيا غير  كده،

لو تعرف انا قد ايه فرحت إنك طلعت أنت العريس اللي جوزني ليه خالي لو تعرف إني حمدت ربنا كتير أنه عوضني بيك عن فقدان ماما وبابا ربنا عالم أنا قد إيه كنت بحبك وقد إيه اتظلمت زمان واتظلمت من خالي فربنا بعتك ليا 

ارجوك متسيبنيش يا مراد وانا هعيش خدامه ليك" .

نظر لها مراد بذهول :"فهل هي مازالت تحبه كما يحبها وتتمني قربه برغم فراقهم زمان وبرغم ما قاله الآن بشأن إعاقته،

فتطلع لها بحب وأعين دامعه":يعني مش هتندمي أبدا يا حياه إنك ارتبطي بواحد زيي".

وضعت حياه يدها علي فمه كي يصمت": أنت حلم حياتي يا مراد."

ففرح مراد كثيرا وتعاهدا علي العيش معا واستئناف حب قد مرت عليه السنين و إنشاء أسره وأولاد .

..................

لو تعلمين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن