لو تعلمين

الفصل العاشر

سهر مراد بجانب حياه الغافيه حتي يطمئن عليها فقد اخذت تصرخ كثيرا من الالم طوال الليل ولم تنام الا قبيل الفجر

ولما اشرقت الشمس قام من جوارها بحذر ونزل للاسفل ليحضر لها الافطار ،

فوجد ام محمود في المطبخ وطلب منها كوب لبن وافطار لحياه ثم خرج فوجد والدته تتصنع الخوف

قائله":ها يا حبيبي حياه بقت كويسه دلوقتي اظن أنها بقت كويسه بعد ما شافت الدكتور "

مراد بغضب" :ايه الكلام ده يا امي ازاي تتكلمي كده علي مراتي.

فاستدركت والدته سريعا":مش قصدي حاجه والله يا حبيبي قصدي انها منامتش الا لما الدكتور جه كشف عليها .

مراد وما زال غاضبا فهو يغار عليها حد الجنون 

":خلاص يا أمي انتهي انا طالع عشان اغير هدومي واروح الشركه ابقي اطمني علي حياه كل شويه وانا هرجع بدري ."

فاتن بحنان مزيف":طبعا يا حبيبي يلا روح شوف مصلحتك ".

.......................

وصعد مراد للاعلي 

فوجد حياه مازالت نائمه فهذا تأثير المسكن الذي تناولته بالامس فتركها ترتاح ودخل للحمام ليأخذ دش

ثم خرج فوجدها مستيقظه :"ليه قومتي يا حبيبتي انتي نايمه متأخر ".

حياه بوهن:"الحمد لله مبقتش حاسه بألم زي البارح"

فوجدوا الباب يدق 

وفتح مراد فوجد ام محمود معها صنيه الافطار وكوب اللبن فأخذها مراد منها وشكرها وذهبت واغلقت الباب خلفها ،

مراد بحنان :"يلا يا حبيبتي افطري عشان اطمن عليكي وانزل الشركه بقالي كتير مبروحش "

وأردف ضاحكا: "وخالد خارب الدنيا خالص "

وعلي ذكر خالد تجعدت ملامحها لتذكرها كيف عاملها بقسوه بسبب خالد فنظرت لعينيه بألم 

قائله":طب اقعد افطر معايا ".

مراد وقد فهم سبب حزنها:" انا اسف يا حياه مكنش قصدي اضايقك ابدا ارجوكي سامحيني ".

حياه بود" :طيب افطر معايا قبل ما تنزل ."

مراد":حاضر يا ستي "

بعدما انهوا الافطار ارتدي ملابسه وكان يصفف شعره امام المرآه حينما قالت حياه 

":مراد انا عايزه انزل الشغل تاني بعد اذنك"

مراد:"انتي مبقيتيش محتاجه الشغل دلوقتي يا حياه وبعدين بيتك اولي بيكي ".

حياه بلطف:"عشان خاطري يا مراد انا بحب الشغل ومبحبش قعده البيت دي خالص واوعدك ان بيتي هيكون رقم واحد في حياتي."

مراد":طيب رجلك بس تخف وهاخدك معايا يلا سلام يا حبيبتي خلي بالك من علاجك وانا جاي بدري ان شاء الله."

.......................

اخذ يطالع الاوراق امامه وينهي الاعمال التي تراكمت عليه طوال الايام السابقه وقلبه سعيد فانطبع ذلك علي وجهه فابتسامته اصبحت مشرقه عل وجهه .

دق الباب ودخل خالد:"اهلا يا بص ايه الشياكه والسعاده والجمال ده"

وغمز له ":ايه خلاص هتثبت العتبه".

وضحك عاليا ،

فقذفه مراد بالقلم ":اتلم يا خالد متجيبش سيره مراتي ."

خالد ضاحكا:"الله يهنيك يا عم المهم عايزين نونو قريب بقي ."

مراد مكشرا عن انيابه ":اطلع بره يلا انت مبتفهمش خالص يلا وريني عرض كتافك ."

ضحك خالد وخرج مسرعا لانه يعلم انه استفز مراد كثيرا .

رن هاتف مراد برقم غريب ففتح الخط ووجد من يقول له 

__":مش هسيبك تتهني بيها مراتك دي تبقي عشيقتي وهرجعها لحضني تاني واغلق هذا المجهول الخط سريعا ."

اشتعلت عيون مراد ":انت بتقول ايه يا ابن ..."

وضرب بقبضته بغل علي المكتب واخذ يسب هذا اللعين في سره وقرر ان يعرف هويته فاتصل بصديق له في الشرطه ليبحث له عن هذا المجهول .

وأخذ يغلي داخله بعد سماع تلك الكلمات اللعينه فخرج عن هدوءه وأخذ يكسر كل شئ امامه علي المكتب.

فهو مازال يفقد الثقه في نفسه بسبب إعاقته ويخشي أن تتركه حياه لتري من هو افضل منه ،

ولكن هو يعلم أن حياه انسانه متدينه ولا يمكن ان تخون 

فهدأ قليلا واستغفر الله وقرر الرجوع للمنزل .

................

في وقت سابق :

في النادي جلست فاتن تلتفت يمينا ويسارا حتي لا يراها احد معارفها مع هذا الشاب الجالس امامها ،

فقال الفتي بنفاذ صبر ":حضرتك جايباني هنا يا مدام فاتن عشان تسكتي ولا عشان نتفق علي المصلحه ،"

فاتن بصوت حاولت ان يكون ثابتا:"بص يا باسم انا اعرف انك كنت خطيب حياه مرات ابني عايزاك تقرب منها وهعمل معاك اتفاق لو نفذته صح هتاخد مليون جنيه غير اني هسفرك انجلترا زي ما كنت بتحلم طول عمرك ها ايه رأيك ."

سال لعاب باسم علي ذكر هذا المبلغ الذي سيناله والسفر للخارج فأسرع

قائلا ":التنفيذ امتي يا هانم."

فاتن :"قريب اوي بس الاول تخليه يشك فيها "

باسم :"تمام اوي يا هانم ."