لازال التحقيق مستمرا

0 0 0
                                    

الحلقة الثانية من روايتي ( شالوم )

اخذت عده الصيد  ثم عدت مهرولا بأتجاه السيارة .. جلست على الكرسي بجانب السائق !  التقطت انفاسي .. نظرت بأتجاه انور ثم قلت له : لا اريد ان اراك لا انت و لا سيارتك مرة اخرى .. نوبة من الضحك انتابت انور الذي بدوره هو الاخر قال لي : حسنا حسنا سوف تكون هذه رحلتنا الاخيرة !! لأول مرة في حياتي لا افهم ماذا كان يقصد انور بكلماته ... لم اكن اعلم انه ينوي على شي ما !!!

كانت تصرفاته مختلفه هذه المره .. يلتفت يمينا و يسارا .. لم يكن ذلك الشخص الذي اعرفه منذ 20 عام .. لم استطع قراءه ما يدور في عقل انور .. الافكار كثيرة داخل عقلي و بدأت  تحاصرني و يجب وضع حد لها .. انور ... انور .. رجاءا اوقف السيارة !! لم يعرني انور أي اهتمام .. وضعت يدي على المقود .. بدأت بتحريكه .. لينفجر انور غاضبا : هل جننت يا حسن  كدت تقتلنا بتصرفك هذا .. بعدها  اوقف السيارة و نظر الي : حسنا ماذا تريد ان تعرف ؟  قلت له : ما الذي يشغل بالك ؟ و ماذا تقصد ب (رحلتنا الاخيرة ) ... امسك انور بيدي قائلا : علينا الاسراع .. لم يبقى الكثير من الوقت .. هل ترى تلك البوابه التي امامنا مباشرة ؟ يوجد بها مجموعه من الجنود الاسرائيليين و انا قد قمت مسبقا بوضع المتفجرات في صندوق السيارة الخلفي .. اتسعت عيناي .. و بدأت يداي ترتجفان .. كلمات انور اصابت عقلي بحالة اشبه ب سكته دماغية .. بعدها مباشرة انفجر انور ضاحكا : اخفتك اليس كذلك ؟ لقد انطلت عليك حيلتي .. نظرت اليه بعد ان أخذت  انفاسي بالهدوء شيئا فشيئا ثم قلت له : اخفتني كثيرا يا صديقي .. اعرف انك مجنون و لكن ليس لهذا الحد ... ربت انور على كتفي , قام بوضع مقبض غيار السرعه على الرقم 1 ثم انطلق بالسيارة !!
كانت الطريق تمر بمحاذاة الجدار مباشرة .. لم استطع النظر اليه ولا املك الجرأه اللازمه لفعل ذلك  ..( التوقف امام الجدار  او النظر اليه مباشرة يعني الموت) .. اما انور فقد كان يسترق النظرات بأتجاه الجنود الواقفين في مركز المراقبه اعلى الجدار .. ادركت حينها بأن كلماته لي لم تكن على سبيل المزاح .. انور يخطط لشيء ما .. انتهت الطريق المعبده لتبدأ طريق اخرى ترابيه مليئة بالتعرجات  و لازال ذلك الجدار يرافقنا  .. كانت هي الطريق الوحيده للشاطيء .. توقفت السيارة في منتصف الطريق تماما يا الهي لقد تعطلت ثانية  ..  بدأ انور في محاولاته لتشغيل المحرك .. نحن الان في صراع مع الوقت .. قبل ان يكتشف الجنود مكان  السيارة .. توقفها في مثل هذا المكان يعتبر تهديد للجدار .. و  هم لن يتوانو عن اطلاق الرصاص بأتجاهنا .. اخرجت رأسي من نافذة السيارة نظرت بأتجاه غرفة المراقبة .. على امل انهم لم يلاحظو وجودنا .. مرت اكثر من 10 دقائق و لم تتحرك السيارة ... حتى محاولاتي لدفع السيارة بائت بالفشل ..
فتح انور غطاء المحرك عله يفهم سبب العطل .. بينما انور منشغل في اصلاح السيارة .. بقيت انا مستمرا في المراقبة ... و في النهاية حدث ما خشيت وقوعه ..
صوت خربشة في مكبر الصوت .. صوت احد الجنود وهو  يتحدث باللغة العبرية  .. كلماته كانت شديده اللهجه :          (  לךּמּפּהּמּירּ ) المعنى واضح .. تحركو من هنا فورا
ذهبت نحو مقدمة السيارة حيث يوجد انور .. وضعت يدي على ظهره قائلا : انور يجب ان نتحرك من هنا و بسرعه .. دقائق معدوده و سوف تجد المكان كله يعج بالجنود .. اخذ انور اثباته الشخصي من السيارة ثم  انطلقنا بأقصى سرعه  في اتجاه غابة قريبة .. كان علينا الاختباء و الابتعاد عن الانظار .. توقفنا عن الركض بعد ان تأكدنا بأن الخطر قد زال .. لا اذكر انني قد ركضت كل هذه المده من قبل و الفضل يرجع لك يا انور .. انور شارد الذهن قليل الكلام  ,   ما خطبك ايها الاحمق .. ما سر كل هذا البؤس و كأنك تحمل هم الدنيا  كله فوق ظهرك .. ليس علينا سوى الاختباء لساعات ثم نعود لنأخذ السيارة بعد ان ينتهي جنود الاحتلال من تفتيشها .. صدمني  انور عندما قال لي : صندوق السيارة به ما لا يقل عن 20 كيلو غرام من المتفجرات .. الم اقل لك يا حسن انها سوف تكون رحلتنا الاخيرة !! عقلي لم يستوعب ما قاله انور .. انت تمزح مجددا اليس كذلك ؟ قل لي انك تحاول اخافتي ليس الا .. ملامح انور الشاحبة اخبرتني بكل شي .. انور اراد تنفيذ اكبر عملية في تاريخ فلسطين !! قال لي انه كان يخطط لها من مدة طويلة و انه عضو فعال في احدى سرايا المقاومه .. كل ذلك مدبر .. السيارة لم تتعطل يا صديقي .. انا تعمدت تركها في هذا المكان .. ليس علينا سوى الانتظار .. امسكت انور من ياقة قميصه : هل جننت ؟ هل في اعتقادك ان حيلتك الغبية سوف تنطلي عليهم ؟ انا متأكد انهم قد ارسلو فرقة متخصصه في ازالة  المتفجرات .. او على الارجح انهم  سوف يقومو بأطلاق النار عليها دون الاقتراب منها من الاساس .. اكاد اجزم لك ان تل أبيب كلها تبحث عنا ايها الغبي  ..  قل لي بماذا كنت تفكر ؟ ابتسم انور بعد ان ابعد يدي عن قميصه ثم قال : لقد قمت بوضع نصف كمية المتفجرات فقط .. و هذا هو نصفها الثاني .. بعدها قام بنزع قميصه

يتبع 》》》》》》

شالومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن