الحلقة الرابعه من روايتي ( شالوم )
أنا و حسن و عمار سوف نتوجه نحو البرج القريب من مركز المدينة اما الشيخ عادل سوف يتوجه نحو البرج الذي يليه مباشرة ... هذه العملية مضبوطة بوقت محدد .. لا مجال للأخطاء .. لنجعل الفرحة تدخل كل بيت في رام الله رافعا يده للأعلى مشيرا بعلامة النصر ..
كلمات انور بثت الحماس في روح الشباب و اعطتهم الهمة و الاصرار على النجاح .. ما فاجأني في كل هذا هو انور نفسه .. كان قائدا عسكريا بكل ما تحمله الكلمه من معنى .. ايقنت ان انور هو الرأس المدبر للعملية .. هو من خطط لكل هذا .. الغريب في الامر انه و بالرغم من علاقة الصداقة التي تجمعني به , لم يطلعني على اية تفاصيل الا قبل تنفيذ العملية بساعات قليلة .. انا لا الومه .. انور يدرك تماما ان الكتمان هو السر لنجاح خطته .. و لكن يبقى السؤال : ما هو دوري في هذه العملية .. انا لست بارع في حمل السلاح و لا اجيد قيادة السيارة .. انا عبء حقيقي عليك يا انور !! ابتسم انور ثم قال : لا تقلق يا صديقي سوف ترجع لبيتك معززا مكرم .. جزء من الخطه ان نذهب للصيد و انت قمت بذلك بكل نجاح .. اصعد للسيارة سأوصلك و بعدها سوف اكمل المهمه انا و عمار !!!!
كان عمار يقود السيارة بسرعه .. لا اخفي عليكم قلقي و توتري .. من جهة انا مصدوم لأن صديقي و رفيق طفولتي ( انور ) هو قائد اكبر فصيل في فصائل المقاومه و من جهة اخرى خوفي الشديد من العواقب التي سوف تحدث عقب تلك العملية .. خصوصا و ان رام الله ممتلئة حتى اخرها بالجواسيس التي تعمل لصالح جيش الاحتلال .. كيف لأنور ان يفكر و يخطط لكل هذا دون ان يتم كشف امره ؟
يا إلهي انتبه يا عمار ؟!!! انحرفت السيارة عن الطريق ثم بدأت بالتدحرج عدة مرات .. صحوت بعدها على دلو ماء بارد .. لأجد نفسي في هذه الغرفة مقيدا على كرسي !! هذا كل ما حدث بالتفصيل ..
نظر الاحدب الى جهاز كشف الكذب ثم نظر الى الاشقر قائلا : مبدئيا هو لا يكذب .. لقد تم القبض عليك بجانب السيارة على تمام الساعه الحادية عشر و نصف صباحا .. كان مغشيا عليك . وجدنا ايضا اثار للدماء على المقعدين الاماميين للسيارة .. يبدو ان هنالك من قام بأسعاف انور و صديقه قبل وصولنا بلحظات .. لقد تمت التضحية بك يا حسن .. انور اختار ان ينجو بنفسه .. فضل حياته و حياة عمار على حياتك ..
كيف لصديق عمرك على حد قولك ان يفعل كل هذا بك .. انت تعلم ان من يتم القبض عليه و ثبت تورطه في أي عمل اجرامي ضد اسرائيل هو السجن مدى الحياة !!
لازال في جعبتك الكثير لتقوله ,, حتى و ان حاولت اخفاء الحقيقة , ملامح وجهك تقول عكس ذلك , انت الان تحت تأثير الصدمه .. لست الاول و لن تكون الاخير.. هنالك مثل معروف عندكم ايها العرب , ان لم تخونني الذاكرة , المثل يقول : (( ربان السفينة هو اخر من يقفز منها عند غرقها )) لا تكن ربان السفينة .. كن اول القافزين منها .. انقذ نفسك يا حسن ..
سوف اعقد معك صفقة , و هو شيء من النادر حدوثه , ( بنجامين) لا يتفاوض مع احد .. و لكنني سأفعل ذلك لأجلك .. انا اريد مساعدتك .. اعلم انه تم توريطك في هذه المهمه و لو كان الامر بيدك لأخترت البقاء في المنزل .. لقد بحثنا عن سجلات عائلتك .. جدك كان من اوائل الناس التي رحبت بوجودنا .. ابوك هو الاخر معروف بكونه شخص محب للسلام , اخبرني بكل ما تعرفه و انا اعدك بأن تكون الليله بين احضان ( فدوى ) .. امك اسمها( فدوى ) اليس كذلك ؟!
يتيع 》》》》》》
