وصلت سيلا إلى البناء الذي يتجمع به افراد قبيلتها، كان قلبها خائفاً وجسدها يرتجف خوفاً من مواجهة من أذتهم لسنوات عديدة أغمضت عينيها لتُهدئ من روعِها
ثم أقتربت بهدوء ونظر الحراس لها ليقتربوا محاولين الهجوم لكنها أمسكت بأيديهم وأستطاعت ردهم للخلف ليصطدموا بالحائط وهي تدخل من بينهم إلى البناء بكل هدوء مانعة كل شخص من الاقتراب منها حتى وصلت إلى غرفة العرش وكان فارغاً، أبتسمت بحزن وقالت:
- كان الأمر فضيعاً وهذا العرش غير لائق بي، أنا قتلتك وقتلت كل من بهذه الجزيرة والأن أتيت لأكفر عن ذنبي.
أقتربت لتجلس على العرش وهي تتلمسه:
-لأول وأخر مرة ساؤدي واجبي يا أمي وسأحقق حلمك بحماية هذه الجزيرة وستختفي اللعنة عنهم أنا مُتأكدة.
أخرجت زهرة التانسارينا والتي أكتشفت نموها في المنزل قربها وحسب ما فسرته أنها عندما تناولت الزهرة وأكتسبت قوتها الزهرة أستطاعت أن تنبت بسبب نوم سيلا ومرضها أي ظهرت على حساب حياة طبيعية لسيلا.
أبتسمت سيلا بحزن وهي تتلمس الزهرة بهدوء قائلة:
-أنتِ زهرة ثمينة وعلينا نحن أن نحميكِ رغم أنني تناولتك وأكتسبت ما أردته ودمرت الحياة على هذه الجزيرة لكن أنا حصلت على فرصة جديدة في تناولك وأنقاذ أحبائي.
أمسكت بها ووضعتها بفمها لتتناولها ثم أغمضت عينيها بهدوء وهي تبتسم.
بهذه الاثناء دخل ليام وخلفه باسكال ورانسي ورأى سيلا على العرش فركض بأتجاهها وأمسك بيدها قائلاً بهلع:
-سيلا.. سيلا أنهضي لا تموتي أرجوك!!
همست سيلا بصوتٍ لم يسمعه غير ليام لينهار بعدها باكياً وهو يحتضن سيلا.
جلست باسكال على الأرض بحزن أما رانسي فبدأت تشعر بألمٍ في رأسها وكل جسدها يرتجف، وضعت يديها على رأسها وهي تصرخ بأعلى صوتها ولتنحني على الأرض وهي تضربه بأحدى يديها والأخرى تمسك برأسها وتشد عليه للتخفيف من ألمها.
أقتربت باسكال وهي تحاول أمساك رانسي من كتفها لكن كان جسدها شديد السخونة فأبتعدت برعب ونظرت لليام الساكن بمكانه وينظر لسيلا بدون وعي، بعد لحظات أرتفعت الصرخات من جميع افراد القبيلة
وكان صوتاً مُرعباً دوى في الجزيرة.
كانت باسكال ترتجفُ خوفاً فوضعت يديها على أذنها حتى لا تسمع اصواتهم وجلست في زاوية الغرفة.
بعد لحظات توقف الصوت وكانت رانسي مُنهارة على الأرض فنظرت باسكال لها من بعيد ونهضت لتقترب منها وأبعدت خصلات شعرها فأبتسمت بفرح وعينيها تدمعان:
-لقد عادت إلى شكلها الحقيقي.
نظرت لليام الذي مازال على وضعه لكن سيلا بدأت بالأختفاء والتحول لرماد فأقتربت منه وهي تحتضنه بهدوء وهمست:
-لقد أرتاحت سيلا الأن، أرجوك أنهض ولا تنهار!!
مد يده لمكان ما كانت سيلا موجودة وهو يتحسس الفراغ ثم نظر لباسكال باكياً:
-أنا لا أصدق أنها ضحت بنفسها!
باسكال بحزم:
-ليام هي أرادت ذلك لأنقاذنا وأنقاذ قبيلتها التي غدرتهم سابقاً، الأن هي أرتاحت من ذنب حملته لسنوات طويلة.
ليام غير متقبل ما تقوله ليصرخ:
-لا أريد ذلك، قد نجد حلاً أخر لماذا تموت؟ لماذا؟
أمسكت باسكال بكتفه لتجعله يستوعب:
-هذا قرارها، وقد أُزيح ذنبها.
هدئ ليام ومازال يبكي فأمسكت باسكال يده لتجعله ينهض ويخرجون من البناء..
نهاية الفصل
أنت تقرأ
التانسارينا
Fantasyداخل الغابة ... تركضُ بين الاشجارِ مُلاحقةً شخصاً لمحته بطرفِ عينها يراقب جزيرتها، بيدها اليمنى خنجرٌ مسموم واليد اليسرى تُبعدُ الحشائش عن وجهها والغضبُ قد رسمَ خطوطه في ملامحها. أما الهارب فهو يركض مسرعاً بخوفٍ، بدأ يلهث وصوت أنفاسه السريعة تشتد و...