بعد مرور يومان
دخل الأمير إلى القصر بغضب وخلفه الحراس متجهاً إلى غرفة أخته فصرخ:
-أيتها الأميرة أين أنتِ؟
خرجت الأميرة وأستغربت صراخه:
-ماذا بك؟
الأمير يوجه أمراً للحراس:
-أمسكوا بها، هي القاتلة.
أقترب الحراس وأمسكوا بالاميرة التي تتخبط بين يديهم قائلة بصراخ:
-أنا لستُ قاتلة أتركوني يا حمقى!!
الأمير بحزم:
- أنا وأنتِ كُنا بشراً وأنتهكنا الكثير من القوانين وتحولنا الى حوريات وقررنا الالتزام بقوانينهم لكن أن تقتلي شخصاً منهم هذا مرفوض وأنا كنتُ سأعطيها ما أرادته لكن أنتِ دمرتي كل شيء، والأن خذوها إلى السجن.
أخذها الحراس تحت صراخها بكلمة "لستُ قاتلة"
أخذ الأمير نفساً عميقاً وهو يشعر بالحزن على أخته وعلى ليندا؛ الأولى خسرت حياتها وهي ماتزال حية والأخرى ماتت ولم تنعم بحياةٍ جيدة.
أتجه لغرفته وهو قد قرر الأعلان عن سرهم لكل الحوريات.
.
.
عاد كل من توان وليام وباسكال إلى جزيرتهم بعد أن ودعوا رانسي التي عادت لشكلها الأصلي مع باقي أفراد القبيلة.
أبتسم ليام ونظر لباسكال التي كانت متوترة:
-مابكِ؟
باسكال بهدوء:
-يبدو أن وقت فراقنا قد حان!
تغيرت ملامح ليام:
-لماذا؟
ظهرت سيثيا من البحيرة قائلة:
-لأن باسكال أصلحت تابعتي.
ألتفت ليام وتوان لتلك الحورية ونطقا بصدمة:
-ماذا؟
ليام بأرتباك:
-ماذا تقول هذه الحورية يا باسكال؟
باسكال بحزن:
-الحقيقة.
توان بصدمة:
-لماذا؟
باسكال بأبتسامة:
-لأنقاذ ليام وكان أمراً يستحق.
ليام بأنزعاج ورفض:
- لا أقبل بهذا.
نظر لسيثيا:
-ماذا تريدين لتتخليّ عن باسكال؟
باسكال بصدمة:
-لا ليام.
ليام غضب نظر لباسكال:
-أنتِ أصمتِ لا أريد سماع صوتكِ، تبيعين بنفسكِ لحورية من أجل أنقاذي هذا لا يستحق.
نظر لسيثيا مرة أخرى وكرر:
-ماذا تريدين لتتخليّ عن باسكال؟
نظرت له بتفكير ولتتنهد:
-الحقيقة، أنا اتيت لأخبر باسكال بأنها تستطيع التحرر، أنا اردت فقط أن ازعجها وليس لدي شيء اطلبه منها لهذا لا أريد شيئاً وتستطيع باسكال العودة لحياتها.
ثم غادرت سيثيا بهدوء فقد تخلت عن فكرة استحواذها على جسد باسكال والعيش ك بشر بعد معرفتها بما قاله الأمير وأنهم كانوا بشراً.
.
كانت باسكال متفاجأة لكنها تحررت من ذلك القيد الذي شعرت بأنها مقيدة به على الرغم من أن سيثيا لم تطلب منها شيئاً.
أبتسمت له:
-شكراً لك على الرغم من أنني مُتقبلة مصيري لأنه كان قراري.
ليام بغيض:
-لا تفعليها مجدداً.
قهقهت:
-حسنًا.
توان بأبتسامة:
-إذاً لنرحل الأن لمنزلنا.
باسكال:
-سأتي لكن عليّ لقاء شخصٍ ما.
ليام:
-حسنًا، نلتقي في منزلنا.
ذهبت باسكال وأتجه توان وليام للمنزل.
.
.
بعد مرور خمسة سنوات
كان يقف قرب حافة الجزيرة وهو يبتسم متذكراً ما حصل معه سابقاً، فقدانه لسيلا والحياة الكاذبة التي أكتشفها والألم الذي عاشه في تلك الأيام القليلة كانت لا مثيل لها ولا يريد تجربته أبداً لكن بالرغم من ذلك أكتسب أشخاصاً كُثر بحياته وحصل على حياة أفضل ولم يتوقع بيوم أن يُنشئ عائلته بهذه الطريقة و..
قاطع سلسلة أفكاره صوتها القادم من خلفه:
-ليام بماذا تفكر؟
أبتسم والتفت لها قائلاً:
-أفكر بالجزيرة التي جمعتنا سوياً.
قهقهت بخفة وأقتربت لتمسك بيده:
-أشكر تلك الجزيرة حقاً لأنها عرفتني على زوجي الجبان والبكّاء.
شعْر بالحرج لأنه تذكره بما حدث:
-باسكال لا تفعلي.
قهقهت:
-حسنًا حسنًا، لنذهب اليوم ستأتي رانسي وكذلك توان.
ليام بفرح:
-انظري لتوان سافر للدراسة ونسينا حقاً.
باسكال:
-لا تفعل بالتأكيد هو مشغول وإلا سيأتي دائماً.
قهقه دون رد وأتجه خلفها مُبتسماً.
لا أعلم ما فعلته سابقاً لكن أنا أشكر الله كثيراً على هذه النعم التي تنعمتُ بها، سابقاً خسرتُ والداي وبعدها الفتاة التي تربت معنا وكانت كالأخت الكبيرة بالنسبة لي لكن تعوضتُ بباسكال التي في البداية أعتبرتها صديقتي المقربة لكن بعد ذلك أكتشفتُ أنني أحبها والأن قد تزوجنا منذ أشهر قليلة وكذلك رانسي تلك الفتاة التي أطلقت عليها أسمها والأن هي تحكم الجزيرة واستطاعت أن تحمي أفراد قبيلتها بعد كل الالام التي عاشتها، وأخيراً أخي توان الذي لم نفارق بعضنا أبداً لكن رغم ذلك علاقتنا تغيرت وأصبحت أفضل بكثير والان أصبح يُعتمد عليه بشكلٍ كبير وأنا سعيد بتغيره.
قد تعتقد أن الاشياء السيئة التي تحصل معك هي نهايتك وتفقد أملك بالحياة وتريد الموت بعد ذلك يظهرون لك الأشخاص كالملائكة لأنقاذك من بين الركام وتغيير حياتك للأفضل.
النهاية
أنت تقرأ
التانسارينا
Fantasyداخل الغابة ... تركضُ بين الاشجارِ مُلاحقةً شخصاً لمحته بطرفِ عينها يراقب جزيرتها، بيدها اليمنى خنجرٌ مسموم واليد اليسرى تُبعدُ الحشائش عن وجهها والغضبُ قد رسمَ خطوطه في ملامحها. أما الهارب فهو يركض مسرعاً بخوفٍ، بدأ يلهث وصوت أنفاسه السريعة تشتد و...