الفصل الرابع والعشرون _ فاق من غشيته

368 25 0
                                    

"الفصل الرابع والعشرون"
"رواية أُمنيتِي"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

قالت حديثها دون توقف وبعصبية وغضب شديدن، وما إن انتهت حتى حلّ الصمت عليهم ولا يوجد سِوى صوت أنفاسها العالي بسبب انفعالها الشديد.

تنفست بعمق ثم أرجعت بعض خصلات شعرها الثائرة خلف أذنها وقالت بصوت متهز الوتيرة والعبارات تلمع بمُقلتيها:

"عن إذنك."

وما كادت أن تتحرك حتى وجدته يسحبها إلى داخل عناقه الدافئ، فلم تستطع كبح دمعاتها أكثر من ذلك وأنهارت باكيةً.

حرك «باسل» كفه هبوطًا وصعودًا على ظهرها حتى يهدئها، وقال بأسف حقيقي:

"أنا آسف يا أمنيتي، مكنتش أعرف إني ضايقتك أوي كده وإنك استحملتي.. سامحيني يا أمنيتي."

لم تجيبه «أمنية» وظلت كما هي مُتشبثةً به وتبكي بقوة لا يُسمع منها إلا صوت شهقاتها العالية، فتحدث «باسل» بندم على حديثه:

"واللهِ آسف يا بنتي، كل اللي عملته من خوفي عليكِ واللهِ صدقيني."

خرجت «أمنية» من بين ذراعيه ومسحت دموعها بكفها، ثم نظرت له بأعين حمراء من كثرة البُكاء وقالت بصوتٍ مبحوح:

"خوف عليا إزاي يعني؟!"

أجابها «باسل» بصدقٍ ظهر في نبرته وعينيه وألم:

"خوفت عليكِ لما قالي إنه حاول يعتدي عليكِ الموضوع لوحده يرعب، وفرحت أوي في نفس الوقت لما قالي إنك غزتيه، ورجعت اتضايقت تاني لما قالي إنك رجعتيله برضه بعد اللي حصل، أما حوار إني سيبتك في العربية ده كمان كان خوف واللهِ، خوفت لما تدخلي معايا يفكر فادي ياخدك لصاحبه أو حد فيهم يأذيكي عشان كده قفلت عليكِ العربيه بحيث لو حد فيهم شاف العربيه وجِه ناحيتها ميعرفش يفتحها."

سألته «أمنية» بدموع وطريقةٍ طفولية:

"طب واتأخرت عليا ليه؟!"

ابتسم «باسل» على طريقتها ومد أنامله يمسح دموعها وهو يقول:

"واللهِ هما كل واحد فيهم حضن اللي بيحبه، سمير ما صدق لقى مراته وكان بيتطمن عليها ونفس الكلام لجمال لما لقى آدم وخصوصاً آدم كان متعور، يعني أنا مكنتش أقصد."

عانقته «أمنية» وقالت بخوف:

"بس أنا خوفت عليك أوي يا باسل."

رد عليها «باسل» بهدوء وهو يضمها إليه أكثر:

"أنا آسف إني خليتك تخافي كده."

ثم استطرد حديثه بسخرية:

"بس مش إنتِ زعلتي عشان كان نفسك تشوفي الأكشن برضه؟!"

أُمنيتِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن