لعنة التناقض

عودة الأعداء بعزيمة أكبر

على أصوات نئيم بومة تحوم تحت ظلام ليل قاتم خال من أي ضوء لا من نجمة ولا من قمر تأخذنا إلى مكان يشبه المغارة تضيء شعلة معلقة على جدرانها لنا رجالاً منحنون بخشوع أمام شخص بدين ، قليل الشعر ، أسمر البشرة  ، يرتدي بدلة صفراء يتخللها خطوط سوداء يجلس على كرسي ذو عجلتين مرصعاً بالذهب ومزيناً بقطع من الألماس البراق وهو يضع قدماً فوق قدم ويمسك بيده المليئة بالخواتم المزينة بأحجار الياقوت لفافة ضخمة من التبغ ويضعها على فمه ويسحب حتى ينتشي ثم ينفخ فيعج المكان بدخان غليظ  وهو ينظر إليهم بملامح تملأها التكبر والعجرفة فقال بصوت أجش غليظ كأن صوته يخرج من مدخنة عتيقة :

مممممممممممم أراك خالي اليدين يا《مورن》أنت وأتباعك أين فريستي الدسمة التي أرسلتك من أجلها لا تقل لي أنها فرت بعدما أرسلتك بنفسي إليها رغم معرفتك العميقة بمصير من يضيع شيئاً من ثروتي .

_لا يا سيد《أركون》فأنا لم أخذلك بإرادتي وإنما لم نجد أحداً بنفس المواصفات التي بعثت إلينا .

ضرب《أركون》بقبضته على الكرسي ثم قال بانزعاج شديد:

أيهزأ بي ذلك الصعلوك .

ثم أشار بيده على أحد من رجاله وأردف :

اذهب وجره من بيته وأت به إلي فمن يعبث مع السيد《أركون》لا يحق له أن يهنئ بنومه بسرعة .

_أمر السيد《أركون》.
قال الرجل باحترام شديد .

فقال《مورن》أطلب الإذن من سماحة السيد 《أركون》في الذهاب عوضاً عن تابعي فالذنب ذنبي وأنا من سيتحمل المسؤولية وأعد بروحي بأن أحفظ كرامتك .

فأشار 《أركون》بإصبعه فانحنى《مورن》وانطلق بسرعة حتى وصل إلى باب بيت من بيوت مدينة . طرق الباب ففتح له رجل لم يرد الليل رؤية ملامحه فقد غطى الظلام وجهيهما كما تستر عن الحوار الذي سيدور بينهما فقال له بلهفة :

ماذا هناك أأمسكتم به .

فرد 《مورن》بنبرة عتاب:

الويل لما فعلت أيها المخادع وتخدع من تخدع السيد《أركون》لقد انتهيت تماماً.

رد عليه بارتباك:

ااااانتظر ماذا تقول فقط فسر لي ما جرى .

_ودع أهلك لأنك لن تراهم مرة أخرى أو لا داعي لذلك .

_مالذ......

وغطى رأسه بقماشة سوداء وأمسك به وطار بسرعة نحو السيد《أركون》ليجد نفسه مربطاً مغطى الوجه والسيوف تحلق فوق رقبته ،

دق《أركون》بإصبعه على الكرسي ثم وضع السيجار على فمه وسحب وقال :

مممممم ماذا لدينا هنا فأر نظر إلى ذيله فرآه قد طال فبدأ يظن نفسه جرذاً .

ثم سحب سحبة أخرى وأردف :

أدري أن معيشتك المقرفة أودت بك إلى استخدام أساليب تخدع بها أناس مثلك لكن أن تتجرأ لخداع أسيادك فكان يجب أن تفكر قبل أن تحرك لسانك هذا لأنك ستخسر حياتك البائسة ثمناً لذلك ولا تخف سأضع جثتك في قبر .