مقدمة:

6.6K 205 44
                                    


لم يكن لديه شك في أن صرخاته كانت تسمع في جميع أنحاء القصر كل ليلة وهو ينطق بإسمها الموجع مع كل كابوس مزعج في صورتها الغائبة!

فبعد رؤيته لخبر زواجها قبل سنوات، لم يتبقى لأنطونيو سوى الأحلام والكوابيس .

فبدا وكأن الظلام ظالماً وقد سقط في حفرته العميقة ، ويشعر بالوجع وهو يتلوى في قلبه حول هذا الزواج الصاعق وإنتهاءه بمأساة موت زوجها الذي أخذ معه إلى قبره مكان وجود طفلته.

فقد سحبه مرة أخرى الحزن كما كل ليلة إلى جهنمه الشخصي في بحثه المرير عن آلڤي وإبنته.

وإنه لم يكن سهلًا أبداً أن يفقدها ليفقد من جديد طفلته الصغيرة! كان الشعور يختلف سابقآ وهو يفتقدها وحدها مع كل يوم يمضي ، لكنه الأن فقدها وفقد قطعة منه ومنها لرجل أخر وقد مات!

فتلك المرأة التي إختار أن يبقيها في قلبه بالرغم من أنه لم يعد على قيد الحياة ليحتفظ به، كانت تحاول قتله قبل عام.

وبالحديث عن الذكريات التي كانت لديهما عرف أنها كانت قصيرة، قصيرة لدرجة أنها شقت روحه عميقاً.

  فهل ستكون هناك فرصة لشغف حقيقي؟ أو مقامرة لهما في إيجاد ليلاس؟ أو حتى أن الحب سيستمر؟

فقد كان من الغريب له أن يُطلق على ألڤي البريئة لقب المخادعة!.  

فهو الأن غرق في مدينة الأشباح مرة أخرى.

_أنت وحيد ... أنطونيو ، ولقد تخليت عني وعن طفلتك! فقل لي هل إستحق عقابك لي؟

إستدار، فظهرت متشحة بالسواد مثل كل يوم يراها أنطونيو، نفس الحديث .. ونفس المكان .. ونفس الثياب السوداء الملوثة بالدماء دائماً كانت تعود! 

قالت ووقفت في منتصف الطريق..وكان هو يركض بسرعة نحوها ككل ليلة.. لكنها تراجعت وتوقفت على بعد بوصات من وجهه.

كانت بشعر مموج برتقالي مقصوص على كتفيها وقطع قماش بيضاء تؤطر على وجهها ،والمزيد من الكدمات والدماء!.

عيناها الفضيتان كانتا ساطعتان بالنيران لتضيء الليل وظلامه الذي غرق فيه.

ثم فجأة إختفت!.. إختفت وبحث حوله ، لكن لم يعد يراها؟!

فإزداد الخوف والقلق في قلبه وأخذ يدور حول نفسه للبحث عن الوجه المألوف للعنقاء ، لكنها إختفت كما إختفت لسنوات في كوابيسه.

_ألـــڤــي .... ألـــڤــي ... !

صرخ إسمها وهز صوته من جديد أرجاء القصر، فكل ليلة كانت تمر مع غفوة قصيرة بدت الجحيم له.

ثم نهض أنطونيو من نومه متعرقاً، وصوت أنفاسه العميقة ترتفع مع صدره لتخبره أنه لا يزال حي ويتنفس.....رغم كل شيء!

فقد غابت شمس العنقاء عن سمائه وأصبحت تواقة لموته!

فالكون كله ظلامٌ دامس في قلبه، وبحث طويلاً عن ألوان وملامح أو أصوات لها، ولكن لم يعد يسمع سوى صدى صوتها يرنّ في أذنه، لم يعد يرى سوى صورة وجهها المدمى المغطى بالكدمات مع نظرات عينيها الكارهة عند الوداع.

فهذا الفراق المأساوي جعل كل شيء بطيء في حياة أنطونيو، وأصبحت معه الدقائق والساعات حارقة ويكتوي في ثوانيها!.

***

يتبع..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

  𝐏𝐇𝐎𝐄𝐍𝐈𝐗 𝐋𝐎𝐒𝐒 #6حيث تعيش القصص. اكتشف الآن