الحلقه ٢٨

3.5K 114 10
                                    

خادمة في قصر الفهد - الحلقة 28

الكاتبة صفاء حسني

مسك فهد إيد ملك وطلب منها إنها تجلس وسحبها وهو بيقول:
"إنتِ أكتر واحدة باأثق فيها يا ملك أنا صدقتك وعشان كده عايزك تصدقيني وتسمعيني."

سألته ملك وقالت:
"أنا سامعاك اتفضل."

هز رأسه فهد وقال:
"أرجوكي اقعدي."

نظرت له ملك وهي مستغربة حاله،  عيونها مليانة حيرة،  ثم جلست جنبه،  وفجأة صدمها لما وضع رأسه على حجرها،  مثل الطفل اللي بيضع رأسه على رجل أمه.  كانت حاسسة بالخجل الشديد وما بتعرفش تتصرف،  لكن كانت بتتكلم مع نفسها:
"مالك الوسيم الهمّ واضح عليه أنا ما تصورتش إن فهد بجبروته ضعيف كده."

وأكمل فهد كلامه وهو على قدميها وقال:
"إنتِ عارفة أنا عايز أتخلص من إدماني ليها أنا ما بقيتش أحبها،  وكشفتها على حقيقتها وإنتِ السبب.  هي ما كانتش متصورة إنّي وضعت كاميرات في كل مكان كنت براقبها،  كنت عايز أشوف إن كانت بتحب محمود ولا لا،  كنت عايز أعرف لسه بتحبني ولا لأ،  وكنت كل ما أحس إنها بتتكلم مع صورتي،  وتبكي كنت أشعر بالانتصار،  لكن إدمنت وجودها نفسها في الطعام،  رائحتها وهي بتتجول في المنزل.  نعم أمي محقة أنا كنت بعذب نفسي بيدي،  ولما علمت إنها بتشك إنّي أخوها وفعلت معي ذلك وكسرتني بدل ما تحكي لي وبعد ذلك اتفاقها إنها تمنع زواجي منك."

ضحك فهد بسخرية وقال:
"كانت بتنقل أخباري ل أعدائي،  فقط لتكون هي سيدة البيت وهي من أشعلت النار في المطبخ لكى تظهر عيوبك بانك مهملة ويتم طردك ولم تكتفي بهذا نشرت صور لكى ومعلومات عن مكانك وتواصلت مع ليلي مرات عمك لكى تصل لكى كل هذا فعلته ليس بدافع الغيرة أو حبها لي ولكن فعلت ذلك لكى تكون سيدة المكان حتى لم يفرق لها إنّي أعيش وحيد طول عمري..  ما يهمهاش غير إن تكون جنبي وتتمتع بكل ما أملكه وهي تعلم إنّي كنت أحبها ولذلك كنت متمسك بيها وسمحت ل أمي بالرحيل."

اتنهدت ملك وهي حاسسة بوجعه وقالت:
"إنت فعلاً عذبت نفسك،  ولا منك عيشت مع حبيبتك ولا منك بعد عنها.  أنا عارفة إنك زعلان من والدتك لأنها السبب وإنها رمت بذرة الشك وانبتت مع نفسها،  وايضا مسكت فيها هي أول واحدة لأن بذرة الشك مثل النبات الشيطاني والشك خنقكم كلكم..  أمك قدرت تكسبك من جديد وطبعاً طبع أسماء اللي واخده وراث من ليلي،  وهو إن تهاجم من قبل ما تفهم خلاها خسرتك،  وإنت كبريائك خلاك تفتكر لما تخلي أسماء قدام عينك وتكسرها إنت كده هترتاح،  لكن للاسف إنت زي ما قلت إدمنتها ومش شايف أي واحدة غيرها ولا عايز تشوف،  وغير كده روحت عشان تجيب واحدة من بيت دعارة عشان تقولها أنا هتجوز واحدة زي دي جربت مع كل الرجال عشان تثبت ليها إنك راجل وإنها خسرتك،  لكن نسيت حاجة مهمة إن الرجال مش بس متعة وشهوة الرجال أفعال وكيان،  واسفة جداً إنت ظلمت نفسك وصدقت واحدة غبية لأنك فعلاً راجل وبجد اللي صدق دموعي وصدقني..  إنت عارف اعتماد عرضتني على كام واحد قبلك يجي ٦ منهم رجال أعمال وغيرها كانت تفرض عليا أخرج وأكون جليسة ليهم وتسيبنا لوحدنا عشان يتكلم معايا ويقول كل حاجة وهو سكران وكل واحد فيهم كنت أترجاه ينقذني كان بيكون مش في وعيه لحد ما زهقت ماكنتش عارفة إنها بتسجل كل كلمة وبعدها كنت بتعاقب وأتحبس في غرفة ظلمة منهم لله ليلي وفهمي،  أنا اتعذبت وشفت أيام سوده ما أنكرش إنّي صعبت على هدير وكانت تنقذني من الشباب الوحوش وتنام مكاني وتخبيني عشان محدش يقدر يقرب مني وحاسه إن ربنا ها ينقذها ويرجع لها الثواب ويرزقها بشخص كويس يطهرها."

قام فهد وكان بيسمع حديثها وشايف دموعها اللي كانت بتقطع فيه،  وكملت وقالت:
"مش هاأطول عليك لكن إنت فعلاً رجل،  أنقذتنى يومها مرتين،  مرة من الموت بعد ما قررت انتحر،  وفيت بوعدك وانقذتنى من اعتماد ودا يدل إنك معدنك كويس لكن كنت ضحية ل أكتر اثنين حبتهم لكن الفرق ما بيننا إنك راجل..  وغضب الراجل ورد فعله غير الست."

شهقت ملك وقالت:
"إنت عارف أنا عايزة امشي ليه؟"

فهد كان بيبص لملك بعيون حزينة،  وشه كان باهت،  وكأن كل ذكرياته كانت بتمر قدامه مرة تانية.  ملك كانت بتبصله بفضول،  عيونها مليانة أسئلة،  ووشها مليان حيرة.

اقترب منها فهد ومسح دموعها بيده وسألها:
"ليه يا ملك؟  ولو حسيت إنك عندك حق هاأسيبك تمشي لكن ها أمن كل حاجة ليكي."

دق الباب وليد ف انتبهت هدير منه وقالت:
"اتفضل يا أستاذ،  أسفة إن اتأخرت عليك كنت باأصلي."

ابتسم وليد وقال:
"تقبل الله يا افندم،  لكن أنا متذكر إنك قولتي إنك لا تجيدي الصلاة ونفسك تتعلمي."

هزت رأسها هدير وقالت:
"نعم،  ولكن أمي.."  وشاورت على أمها  "علمتني سبحان الله حتى وهي بتتذكر أشياء وتنسي أشياء لم تنسي الصلاة،  وفي الأمس سمعت الأذان طلبت مني أساعدها لكى تصلي وطلبت مني أصلي معاها واتعلمت منها وبعد ما انتهت تحدثت معي وحفظتني سورة الفاتحة والموعوذتين."

ابتسم وليد وقال:
"نعم،  هي دايماً معي بتفعل هذا،  تتذكر عندما كانت تعلمني وأنا صغير أنا وأختي وهي ترى فيكي أختي."

سألته هدير وقالت:
"وماذا حدث لأختك وأين هي؟"

اتنهد وليد وجلس جنبها على سجادة الصلاة وسند رأسه على الحائط وقال:
"أختي ماتت."

اتنهدت هدير وقالت:
"الله يرحمها ويحسن إليها،  ما السبب؟"

بلع ريقه وليد وقال:
"أختي أحبت شاب،  لكن كان ليس من مستونا والكل كان رافض لكن هي كانت مصرة على الزواج منه وخصوصاً إنه كان في بلد أخرى فوافقت عليه لانها كانت تحبه بجنون وسافرت معه،  ولكن مثل ما كنا متوقعين كان طمعان فيها وهي كانت خايفة إنها تعرفنا بكل اللي بيعمله معاها ونزلت واشتغلت وتعبت معه،  كان مريض وعاطل وعايز فلوس بس لحد ما تعبت ودخلت المستشفى وبلغني إنه مش معه يدفع مصاريف المستشفى وسافرنا ليها أنا وأمي،  وكان ابن..."

اتنهد وليد وهو بيتذكر:
"كان بيضربها عشان تعبت ومنزلتش تشتغل،  لما عرفت عملت فيه محضر وقررت أخدها معايا وبالفعل جهزت إجراءات سفرها وكل حاجة لزماها وركبنا
السيارة عشان أرجع بيهم،  ابن الحرام لحقني وطاردني لحد ما عملنا حادثه."

انصدمت هدير وشعرت برعب عليه وما كانتش عارفة ليه وسألته:
"وإنت حصلك حاجة في الحادثه دي؟"

رجع فارس وهو محتار من إصرار فهد يتمسك بملك رغم إنه بيحب أسماء،  كان بيسأل نفسه هو ليه فهد اختار ملك بالتحديد عشان تكون بديلة ل أسماء،  هز رأسه وقال:
"صح كده أنا وصلت،  هو عايز ملك بديل ل أسماء،  الملامح قريبة من بعض،  كان عايز يثبت ل أسماء إنه عرف يجيب واحدة نسخة منها عشان ما تفتكرش إن هي مالهاش بديل،  سبحان الله أنا عمري ما استلطفت أسماء دي."

وتذكر إن طلعت أسماء أخت هبة وإزاي يقولها المعلومة دي،  وفي فرق فظيع اصلا ما بين أسماء وهبة زي الشمس والقمر والنور والظلام،  دخل المنزل وجد هبة كانت على سجادة الصلاة بتصلي وتدعي لملك إن تكون بخير،  نظر لها وهو يستعجب إن هذه الفتاة هي أخت ل أسماء وابنة ليلي،  اقترب منها وجلس على الكرسي وقال:
"تقبل الله يا هبة،  كنتي بتصلي إيه؟"

ردت هبة وقالت:
"كنت بصلي ركعتين تهجد والشفع والوتر،  طمني على ملك اخبارها إيه؟"

ابتسم فارس وقال:
"بخير مع فهد،  ما تقلقيش عليها.  قولي لي إنتِ ناوية على إيه وإيه مخططاتك اللي كنتِ بتقولي إنك نفسك تعمليها ل والدك الصبح في المستشفى؟"

سرحت هبة شوية ثم ركزت وقالت:
"اه،  تقصد إنّي أكمل تعليمي بإذن الله،  أنا جالي تربية شعبة رياض أطفال هنا في القاهرة،  وبكرة هااروح بإذن الله أقدم أوراقي وأقدم في بيت طلبات،  وكمان أبحت عن حضانة أشتغل فيها جنب التعليم وعايزة أ أجر شقة وبإذن الله ملك تعيش معايا ونبعد عن أمي عشان مش هاترحمني."

استعجب فارس وقال:
"هي أمك صعبة أوي كده ليه؟  وهاأتجنن عملت كده ليه في ملك ما دام اصلا طلع أبوكي عارف إنّها اتجوزت فهمي،  محلل ليه رمتها في البيت المشبوه دا ليه؟"

اتنهدت هبة وقالت:
"اللي عرفته من بابا إن أمي كانت متزوجة من رجل تاني وعمي كان محامي وايضا فاتح ورشة صناعة الأحذية ل بابا عشان والدي زي ما إنت شايف طيب جداً وكان رزقه قليل وبيشتغل عند الناس،  المهم أمي راحت قدمت طلب طلاق من زوجها وتم بالفعل طلاقها واتنازلت عن كل حقوقها وبعد كده بقيت تزور عمي كتير في مكتبه وكانت عايزة تلعب عليه لكن عمي كان بيحب زوجته وبيحترمها وشغله خلاه حافظ النظام ده،  لكن من سوء حظ بابا وضحكت ببراة وحظي إن أجي على الدنيا إن بابا كان بيزور عمي عشان يطلعه على أوراق تخص الورشة عشان الضرائب وقابل أمي،  انصدم فيها وبعد كده عرفت إن أخو عمي ف انتظرته تحت المكتب وعملت دراما عشان تتكلم معاه وأنها وقعت ورجلها مجزوعه،  المهم ركبت العربية ووصلها وقدرت تسحبه على شقتها وحصل اللي حصل،  وطبعاً كان لازم يصلح غلطته واتجوزها وجيت نورت الدنيا بقيت بنت بابا الملاك وليلي الشيطانة،  وطبعاً عمي ما كانش طايق أمي وكان عارف إنها طمعانة في أبي والورشة والبيت،  لكن كل ده كان يملكه عمي،  ورغم كده ساعد بابا وأعطاه دور والورشة،  انصدمت أمي لما عرفت الموضوع ده بعد سنين ومن وقتها هي هاتتجنن ويكون كل حاجة ليها لأنها بتعشق الفلوس."

هز رأسه فارس وقال:
"واضح إنك شايله منها وبتتكلمي وبتحكي عنها كأنها مش أمك."

ردت هبة وهي مكسورة:
"عشان مفيش أم تبيع بنتها."

اتصور فارس إن هبة تعلم إن أسماء أختها وقال:
"إنتِ تقصدي أختك أسماء عشان اتنازلت عنها ل والدها؟"

انصدمت هبة وسألته بلهفة:
"بتقول إيه؟"

تابع

خادمة في قصر الفهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن