كيف نُحبّب المهدي إلى الناس؟🌸🍃

16 3 5
                                    

كيف نُحبّب المهدي إلى الناس؟🌸🍃
عندما نستقرئ أفكار الناس تجاه الإمام المهدي (عليه السلام)، نجد أنَّ هناك تبايناً بينهم في الصورة التي رسموها للإمام (عليه السلام)، هناك من لا يرى إلَّا الجنبة الدموية لظهور الإمام (عليه السلام)، وذلك بسبب قراءته لبعض الروايات التي تذكر القتل، أو الشبهات التي تثار من قِبَل المغرضين تجاه قضيَّة الإمام المهدي (عليه السلام) ليُبعِدوا الناس عنه (عليه السلام).
ونحن كمنتظرين وممهِّدين، علينا أن نتذكَّر قول الإمام الصادق (عليه السلام): «رحم الله عبداً حبَّبنا إلى الناس ولم يُبغِّضنا إليهم...»(٢).
فعلينا أن نُحبِّب الإمام للناس، وهذا يقتضي عدَّة أُمور، منها التالي:
أوَّلاً: علينا أن نُركِّز على ذكر صفات الإمام (عليه السلام) التي وردت في الروايات المعتبرة، والتي تصفه بأنَّه «رحمةً للعالمين»(٣)، وأنَّه شفيق جدّاً🌸على رعيَّته(١).
ثانياً: التركيز على أنَّ الإمام (عليه السلام) سوف لن يغلق باباً فتحه الله تعالى، وهو باب التوبة.
ثالثاً: التركيز على الجوانب الإنسانية من دعوة الإمام المهدي (عليه السلام)، الأمر الذي سيصل بالإمام إلى قبول التوبة حتَّى من أعدائه (كما ورد هذا المعنى في السفياني)، وإلى أن يُرسِل الرسل لفتح المدن بطريقة سلمية (كما ورد هذا المعنى في فتح القسطنطينية)(٢).
رابعاً: أنَّ أكثر الخوف من الإمام جاء بسبب الجهل بقضيَّته، لذلك، علينا أن نُركِّز على ضرورة أن يزيد الفرد من معرفته بالإمام، من خلال القراءة، واستماع المحاضرات من المتخصّصين والعارفين بهذا الشأن.
خامساً: عندما يذكر بعضنا الروايات الواردة في حروب الإمام، فعليه أيضاً أن يُبيِّن المبرّرات الشرعية والإنسانية لحصولها، وأنَّ الإمام (عليه السلام) لن يخرج عن الخطِّ الإسلامي العامّ فيها، لأنَّه إنَّما يقوم من أجل إحياء الإسلام بتمام معنى الكلمة.
تنبيه:
لا يعني كلُّ هذا أن ينظر أحدنا إلى القضيَّة بعين التهاون والتسامح اللامسؤول، ولا يعني هذا الاستخفاف بالأوامر والنواهي،🌸
كلَّا، فإنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) وإن كان رحمةً للعالمين كجدِّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لكنَّه في نفس الوقت الذي يخرج منتقماً من أعداء الدين، وقد جُعِلَ آخر الدواء الكيّ!

على ضفاف الانتظار
الشيخ حسين الأسدي

تأمل يوماً بعد يوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن