الفصل الأول
الطبيب : للأسف الطفلة مشوهة، ولكن لكم حرية الاحتفاظ بالجنين أو الإجهاض
الأم - سأحتفظ بالجنين
الأب= محال أن اسمح بهذا
- ومحال أن اقتل طفلتي وأعش بذنب اني قاتلة للأبد
=لك أيضاً حرية الاختيار إما أنا أو طفلتك المشوهة هذه!
- كيف لك أن تخيرني خيار مثل هذا
= انتهى حديثي، اختاري
- .................................
=سأعتبر صمتك أنك اخترتني هذه المشؤومة، أنت طالق
كانت هذه كلمات جدتي عندما ضجرت من سؤالي المتكرر عن مكان أبي.
رغم قسوة الكلمات لكني علمت أخيرًا أن أسرتي انتهت بسبب قبحي
وأيضاً كان هذا مبرر كافي لأعلم أن أمي أحبت أبي أضعاف حبها لي" أن كانت تحبي من الأساس" لطالما شعرت أني من فرق بينهم لذا تبغضني وبشدة، فكثيرًا ما حاولت قتلي وحبسي فى غرفة مظلمة دون طعام أو شراب ولأيام
لكني أحبها رغم يقيني أنها تكرهني وبشدة ولم أستطع ولو للحظة أن أكرهها فقط كرهت كرهها لي.
لكن بظلام أيامي كانت لي صديقتي نهي بمثابة بريق أمل يضئ كلما ازدادت قسوة الحياة كانت تحبني كثيرا ولم تهتم بشكلي وقبحي قط
ولكن لا شيء يستمر وخاصة إذا كان شيء جميل
فهي بالآونة الأخيرة بدأت كالجميع تكرهني وتعايرني بقبحي، لكن لا بأس فقد اعتدت مشاعر البغض كثيراً
لكن لاعترف واقر اني رغم ذلك
لم أستطع التأقلم
وكلما تأقلمت عوقبت أشد عقاب
حتى صديقة طفولتي هجرت حياتي
وكان وداعها مؤلم حد الموت
أخبرتني أني مرهقة ومملة وأن الجميع يكرهني وإني منبوذة .
حقيقة أوافقها الرأي فمن سيحب فتاة بهذا القبح
لكن لا هم ولا أنا اخترنا حياتنا ولم يكن لي ذنب بتشوه خِلقتي
ألم تكف الحياة عن معاقبتي؟؟
ألم يكفي أن أبي هجر أمي بسبب قبحي ؟!!
لما نكره الاختلاف كثيراً
ونعاقب البشر بما ليس لهم به تحكم ولو مثقال ذرة
لما نحب المظاهر إلى هذا الحد المقزز
لما تركتني ورحلت ككل شيء يرحل والمؤسف أنه لنفس السبب الموجع
كأنهم يرغمونني بنبذهم لي على إنهاء هذه المأساة والانتحار
لكني أقاوم الحياة والحياة تقاومني
أصبحت وحيدة كئيبة لا أتحدث لأحد ولا أحد يكترث لي
اذهب لمدرستي كل يوم لتلقي وابل من التنمر والأذى النفسي والجسدي وارحل بواقي بشر،
اتمني أن اترك البشر واستقر على جزيرة مهجورة؛ فالطير والطبيعة لن تبغضني كالبشر
أو أصادق جنيًا يحبني فلن يهتم لمظهري أو هيئتي، يا ليت لي صديق جني...
ومن هنا كانت بداية اللعنة
بدأت القصة منذ خمسة أعوام
أثناء عودتي للمنزل بعد يوم مخزي بالمدرسة كعادة أيامي
العجيب بهذا اليوم أني سمعت بضع فتيات يتحدثن عن دجال يُحضر الجن ، تحدثوا عنه بقداسه كأنه ولي، وما إن انتهى حديثهن وتتبعت إحداهن وسألتها عن عنوان هذا الرجل وبعد إلحاح أخبرتني بالتفاصيل وأنه يتنقل من مكان لآخر تبعا لأوامر الجن
ودلتني علي مكانه الحالي ورجوت منها ألا تخبر أحدًا، وولت مدبرة
وف أثناء طريقي للمنزل غفوت لأري حلم غريب جِدًّا؛ فتي في عمري تقريبا، جميل الهيئة ومرتب الملابس
ودار بيننا حديث طويل؛ كان يخبرني أن اختاره وأن أمضي في طريقي هذا، لم أفهم معني كلماته وخاصه أنه ردد كثيرًا هذا الاسم ميراس استيقظت لتعلوا وجهي علامات تعجب ودهشة ولا أنكر الإعجاب أيضا
لكن من ميراس هذا؟
قطع شردتي صوت السائق بأننا وصلنا إلى المنزل
ذهبت وقضيت يومي الملل بين أركان غرفتي أفكر في تلك الكلمات الغريبة وغلبني النعس ونمت لأحلم بنفس الحلم وأرى نفس الفتي ويقول نفس الكلمات اِخْتَارِ ميراس
استيقظت بفزع وانتابني الهلع لبرهة لكن طمأنت قلبي بجمال هيئة هذا الشاب مداعبة نفسي" لا يمكن لهذا الجمال أن يحمل شر لعله زوج صالح" فكرت لوهلة أن أذهب لذاك الدجال
بعد تفكير عميق قررت الذهاب لعل له بعض مفاتيح تعاسة روحي أو يكترث لي جن صديق يحبني وأحبه، يغنيني عن البشر وشرهم وقبح أرواحهم
وبعد تفكير عميق استغرقني ساعات طويلة قررت أن اذهب إليه،
ركبت سيارة أجرة ووصلت بعد وقت ليس بالقصير
دخلت غرفة يكسو الظلام كل أركانها
والرعب كل اشكالها، رأيت رجل بلحيه بيضاء ويرتدي كل ظلاَم الكون، حتي وجهه يعلوه السواد شعرت كأن غضب الله سقط من السماء فتلبس هذا الرجل
هيئة شيطان لا غير؛ اسنان كبيرة مقززة وتخرج من فمه كأنها من فرط القذارة لم تطق الثبوت مكانها فخرجت لتستنشق بعض الهواء، عين واحدة والأخرى تكسوها الحشرات كالموتى تمامًا
دخلت ببعض القوة المصطنعة بعد أن اقنعت نفسي أنه لا مفر من الدخول
أنا :مرحبا
لم يرد عليّ واشتعلت ناره لوحدها فأصابني الفزع وخاصة بعد ارتفاع تلك الاصوات في الغرفة أصوات تشبه جرير اغلال وفوران نيران برغم هدوء الغرفة الظاهر
أخبرته اني أريد صديق من الجن
لم يستغرب كثيرا، كأنه لديه علم مسبق بحديثي ويعلم ما يدور في قراره نفسي، كان هذا الجزء الثاني المريب،
وفي البداية. رفض لكن مع تكرار إصراري واستعراض كمية النقود التي قد ينالها من هذا وافق ويا ليته لم يفعل
بدأ يشعل نيرانه أكثر وبدأت الأصوات تزدد فالغرفة؛ أصوات مرعبة خافته تشبه أصوات معذبي النار وكل منهم يقول اسم من سلسلة أسماء غريبة مريبة جدا *نتيناي.. اينازس.. استنيراي..لكن كانت اللحظة الأكثر رعبا عندما سمعت اسم ميراس عندها بدأت الغرفة تتقلب
كأنه زلزال بقوة ٧ ريختر وبدأت النيران تشتعل في كل أجزاء الغرفة وبدأ هذا الدجال ينزف دم من كل جزء من جسده لم أستطع التحمل من هول الموقف وفقدت وعي
لاستيقظ علي صوت هذا الدجال بعد تكرار نفس الحلم للمرة الثالثة بنفس تفاصيله
استيقظت لأجده بنفس هيئته ولا أثر للدماء التي رأيتها منذ قليل ولا أثر للزلازل والنيران بالغرفة أيضا
قررت أن أتراجع آنذاك
وفي طريقي لنطق كلمات التراجع ليخبرني أنه لا يمكن التراجع بعد الآن فقد اختارك ميراس قبل أن تختاريه ولن يفرقكم إلا الموت أو الدم .....
#معرض_الكتاب
#رعب
#خيال
#ولاء_جود
#أحمد_خالد_توفيق