رفعت رأسي على صوت سعال شديد... لم يكن سوى العجوز صاحب الكتاب....... كان يبدو متعبا مرهقا...
انها اثار الحياة.... لم يظهر عليه انه من اصحاب السعادة او النهايات الجيدة.... في النهاية كان يزور هذا المقهى.....
و هذا مايجمعنا.... نحن اصحاب البئس و البلاء......
هذا ما يربطنا...... الشقاء و الحزن في الحياة.....
مقهى السيدة السوداء...... كان مقر اجتماع البئس.....
لم يكن بخير و هو يقلب تلك الصفحات..... عيناه الجميلتان ذبولاتا اكثر مما هي ذابلة.... جسمه الضخم نحلو و زاد عن ذلك اصفرارا كان يبدو مريضا متعبا مهزوما.....
كالنا مهزومون في معركة ليست لنا..... كلنا مضطهدون في ارض ليست لنا.....
كلنا منسيون في زمن لم يعد يرحب بنا..
نحن متخلفون عن هذا الزمن.... نحن نطفة متطرفة من الجحيم.....
نحن البلاء.... لا بل نحن مرضى... نحن المظلمون من الحياة.... نحن بقاي البشر..
تتجمع نواميس الحياة لتنهينا لكننا نصمد بحزنتا....
اصبح للحزن لذة منذ ان اصبح ملاسق لنا..... اصبح قانون حياة منذ ان جربناه اول مرة....
هل نزعم اننا سعداء في مكان لا يناسبنا
هل نزيف سعادتنا.... لما نصمت و نخفي اصواتنا.....قطرات المطر الطاهرة تداعب مسامعي بخجل..... هل نحن نستحق هذه الحياة...
صوت الجرس تردد الي.... هل ما نعيشه يستحق؟....
خطوات هادئة تقدمة...... من نحن في مكان مجهول؟
كرسي سحب من على طاولة ما.... نحن نقدس حزننا.... هذا خطأنا....
نحن من نعطي لكل شيء شيء......
اتساءل كيف ستكون حياتي دون هذا المقهى الغريب...... غريب كأصحابه....
رفعت رأسي اطالع صاحبة القلم.... هل هي سعيدة في حياتها؟..... هل ما تخطه على اوراقه هو نفسه ما تشعر به... ربما
لا احد يدخل كيان غيره....شعرت بحرقة في صدري.... لما يجب ان نتعذب بينما نمتلك الحياة بين ايدينا..... لما يجب ان نشعر بينما اصبح الشعور موضة قديمة.....
كل شيء زائل. مزيف.. مقلد.. منتهي.. فاني.. مقيد... مخرب.. كل شيء زائل...
كل جميل زائل....
في النهاية الحياة ليست وردة جميلة كي تقطفها....
انها نواميس الحياة شئت ام ابيت... سترميك بحجارة من بلاء.....
انها عادة قديمة ورثتها.....
هل سيقف الناس على قبري يحزنونا من بئسي؟....
هل يعلم احد ما اذوقه تحت هذا الوجه المزيف؟......
منتصف الشتاء حل و الامطار لم تتوقف عن رمينا بمقذوفاتها.....
احلام الصبى تتبخر مع تصاعد الدخان....
اين ذلك الدفئ الذي شعرت به فيما ما مضى؟ .....امي انا احن لكي و لابي......
اخي انا اشتاق لك و لنكاتك..
الحياة ليست وردة جميلة تقطفها.... افهم ابي... افهم انها ليست تلك الهدية التي تقدم و ليست تلك الزينة التي توضع...
افهم انها اقسى مما تظهر و اسوء مما تتدعي...
افهم انها شائكة و جارحة و معتمة.... تتطابق عليها مقابلات اللغة....
جميلة زائلة... معتمة صافية... مشرقة داكنة.... هذه هي اعلم و افهم و جربة...
لكن هل لهذا القانون ان يتغير؟.... هل سأصبح فنان اخرج حزني في فني؟.... هل سأصبح كاتبا ارسل رسالتي في حروفي...
هل ربما مغنيا يمقت العالم بكلماته....
«اني اكثر جرأة من حروف تخط على ورقة بيضاء....
اني اقوى من قسف يرمى على كنيسة...
اني اعلم ما اريد و افهم كيف اريده...
انت اكثر مما اتمنى فنتظر دقائق سقوطك داخلي »
متى تعلمة تلك الانثى الكلام؟..... هل هي واعية لما تكتب؟.....
ابتسمة ٱلقيت الي من العجوز المصفر المريض.....
لعله يراقب الفوضى التي تحدث داخل هذا الحزن المعتم....
ما بال هذا المقهى مع قصص الحب المأسوية.....
الحب خدعة يصدقها البشر التعساء .....
Ň. Ϻ
YOU ARE READING
شتاء هادء| hiver calme ✔
De Todoلم تكن مجرد حياة كانت اتعس من كابوس دنيء نــبــذة: «يقال ان الكتابة نوع من الفضفضة،لكني ارها نوع من التعري،فنحن سيدي نتجرد من كل خصوصية فكارنا و نكتبها بقلم اسود على ورقة جرداء حملت همومنا لوقت طويل جدا و لا ادري انحن المشكلة ام العالم هو مشكلتنا؟...