البداية..(1)

15 1 0
                                    

كان يا مكان في غابر الزمان، يُحكى أن في أحد الأراضي  البعيدة كان هناك مملكة تدعى «ايفردين»..
كان جميع سكانها يعيشون بسلام طائل في هذه الأرض و ينعمون بما فيها من مزروعات و ثروات و اموال ، كان يحكم المملكة امبراطور يدعى«  ثيودور ارنيست» ، في ذلك الوقت كانت زوجة الامبراطور قد وضعت مولودها الثاني بالفعل لذا فكان هذا الحدث الهام سببًا في اصدار ضجة في جميع انحاء المملكة لهذه المناسبة العظيمة، كان الامبراطور قد عقد حفلًا كبيرًا لذا فإنه قد دعى الى هذه الحفلة جميع كبراء العوائل النبيلة و الملوك و الاباطرة من مختلف البلاد..
كانت حفلة كبيرة بالفعل، قد حضر فيها جميع ذوي المقامات العالية، كان الامبراطور و زوجته يتناقشون و يدردشون مع النبلاء بينما كان ابنهم الصغير في الغرفة المجاورة و حوله تحوم بعض النساء من النبلاء و يداعبونه و في جهة اخرى يقف الابن الاكبر و ينظر لهم من بعيد.. فجأة حصل شيء ما أفسد كل مجرى الأمور، اشتعل حريق في مطبخ القصر العلوي مما أدى الى تأجج النار في كل مكان من أرجاء القصر!!
بينما كان جميع النبلاء يهربون و الخدم حاولون اطفاء الحريق.. كانت الامبراطورة تجري و تصرخ في انحاء القصر بجنون بحثًا عن طفليها... الكبير و الصغير..
كان الابن الاكبر يقف بمفرده خائفًا و النيران تتلاظى من حوله.. ما الذي بوسع طفل لا يتجاوز عمره عن السبع اعوام ان يفعل؟ لقد حاول الهروب بشتى الطرق حتى سمع صوت بكاء اخيه الرضيع... ركض نحوه محاولًا انقاء اخيه الاصغر او ايجاد احد الخدم ليساعده في حمل اخيه و الهرب و بينما كان كذلك، اتت الامبراطورة و حملت صغيرها الرضيع و مدت يدها لابنها الاكبر بابتسامه حنونة محاولةً ازالة القلق عنه، لكن للأسف لم يحالفها الحظ حتى....
*سقوط* اوه، يا للأسف.. يبدو أن الملكة قد ضحت لأجل حياة طفليها، كان الابن الاكبر يجثو على ركبتيه بصدمه و عدم تصديق لما يجري و بيده يحمل اخاه الرضيع الذي كان يصرخ بكاءًا بسبب وقوع احدى شظايا النار في وجهه.. دخل الامبراطور بسرعة و هو لا يصدق ما تراه عيناه..ابنه الاصغر قد تضرر وجهه و بقربه جثة زوجته المحترقة و في الجوار ابنه الاكبر الذي لم يتضرر اطلاقًا..
ما هو اول ما خطر في بال الامبراطور يا ترى؟... نعم، الابن الاكبر وراء كل شيء!!.
مرّت السنين و كبر الاميران... حتى توفي الملك و ترك خلفه الحكم لابنه الاصغر، كان من ضمن وصيّته أن يتلقى الابن الأصغر الحكم فقد كان المفضل لديه دومًا و كانت الاولوية لابنه الاصغر في كل شيء.. لكنه لم يعطي ذرة اهتمام لابنه الاكبر و عاش منذ تلك الحادثة محتقرًا..
استلم الابن الأصغر الحكم و أصبح امبراطورًا لأرض ايفردين الكبرى و كان الجميع سعيدًا بالامبراطور الجديد. كان الابن الاكبر يتصنع الابتسامة و الفرح امام أخيه لكنه في داخله مكسور تمامًا..
شيئًا فشيئًا...تولّدت بعض من مشاعر الحقد و الكراهية في قلب الابن الأكبر...« لما هو و ليس أنا؟ » هذا ما كان يجول في ذهنه وقتها.. حتى أتى هذا اليوم الذي عثر فيه على ذلك الكتاب غريب الشكل الذي أثار فضوله نوعًا ما...
« فلنتحد معًا... أنا و أنت... فلنكن واحدًا »
« سأعطيك انتقامك... و ستعطيني جسدك...فلنكن واحدًا »
لقد خضع الابن الأكبر لذلك الطيف بسهولة..و قبل عرضه..سأساعدك بالانتقام على شرط ان نكون واحدًا .

تزوج الابن الأصغر من فتاة لأحد العوائل النبيلة و التي قد أحبّها بالفعل.. مر عامان كاملان، حتى وضعت مولودها الأول... لم يعلم احد بأن هذا الطفل الصغير قد يكون في المستقبل سببًا في تدمير العالم بأسره..
لقد كان هذا انتقام الابن الأكبر!.

--------------------------------------------------


              ──────⊹⊱✫⊰⊹────── 
أشرقت الشمس الذهبية لتضيء شوارع مدينتها بنورها الباهيّ، بمجرد بزوغ الفجر ملأت الضجة شوارع المدينه و بدأ كل منهم حياته، البعض من ذهب لعمله مودعًا عائلته و البعض من تناول فطوره و ذهب للمدرسة و البعض من كان يقف قرب شُرفة منزله يتأمل الشوارع و حيويتها الممتلئة، استيقظ «آيلاي» على صوت المنبه.. نهض و غسل وجهه و نظف اسنانه، ارتدى ثيابه و حزم حقيبته و اخذ رغيف خبز و ذهب للجامعة كالعادة..
كان آيلاي يسير بنظرات ملل كالعادة و بينما كان كذلك قال في نفسه: سحقًا، لم أنم بالأمس جيدًا بسبب المحاضرات الاضافية..متى سيأتي الوقت الذي سأتخرج فيه و أودع هذه الجامعة اللعينة الى الابد. بينما كان يتذمر في داخله وجد نفسه قد وصل لمحطة القطارت التي ستأخذه للجامعة بالفعل و ها هو الآن يلاقي مصيره المعتاد..
_  و في الجامعة _ كان آيلاي يجلس في أحد الصفوف الفارغة يتناول طعامه و ينظر إلى النافذة بهدوء.. كان هذا اعتياديًا بالنسبة له، الجلوس في أي مكان خالٍ من الضجة و الثرثرة، بينما كان كذلك أحسّ بشيء يتحرك فظهر أمامه فتى و صرخ قائلًا: مرحبا بالطالب البائس!!.
أصاب الفزع قلب آيلاي من الصدمة و بينما كان يمضغ الطعام في فمه بدأ يسعل بشده، فقال الفتى: أوه، هل أخفتك؟. قال آيلاي: تبًا، من تكون بالضبط؟!!. قال الفتى: أوه صحيح، دعني أعرفك بنفسي. فنهض الفتى و وقف بتفاخر و وضع يده على صدره و قال: أنا  آرسيل، جانح المرحلة الثانية في جامعة ليوماندا !. فصمت آيلاي و لم يُبدي أي ردة فعل و بدأ يحدّق بآرسيل بنظرات غريبة، فقال آرسيل: هيه، ما نوع هذا التعبير الذي على وجهك؟!. فنهض آيلاي و حمل أغراضه و ذهب متجاهلًا آرسيل تمامًا، مما جعل آرسيل ينزعج بشدة فبقي يتتبع آيلاي الذي كان يسير بخطوات سريعة محاولًا الهرب من آرسيل و بينما كانا كذلك و آرسيل كان يتحدث لآيلاي و يسأله عن اسمه و لونه المفضل و الطعام الذي يحبه و الخ.. ، توقف آيلاي فجأة مما جعل آرسيل يصطدم به فقال: هيه لماذا توقفتَ فجأة؟. قال آيلاي: ماذا تريد مني و لماذا تستمر بتتبعي؟؟ لستُ حبيبتك البائسة أو ما شابه!!. قال آرسيل: هدّء من روعك يا فتى، كل ما في الأمر أنني رغبتُ في كسب صداقتك، أمن مشكلة في هذا؟. قال آيلاي: دعني و شأني فحسب، لستُ متفرغًا لبؤس الصداقات و الحب هذه.. قال آرسيل: أوه ما بك، هل أنت عدوانيّ و كاره للبشرية إلى هذا الحد؟!. فصمت آيلاي لبرهة و تجاهل آرسيل و ذهب.. فقال آرسيل: هيه تمهّل!!..ذهب آيلاي بسرعة لدرجة أن آرسيل لم يتمكن من اللحاق به فبقي واقفًا في مكانه و ابتسم ابتسامه غريبة و قال:
    سأجعلك صديقًا لي سواء رضيتَ أم لا !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Legend of the red star || أسـطـورة النجــم الأحـمـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن