»ONE NIGHT« ♪

A-1

-
-

عندما كنا أطفالاً,كانَ العالم عبارةٌ عنَ صباحٌ وحلوىٰ,وكلما كنا نكبر ندركُ بإنه ليس سوىٰ بخلافَ ذلك.

العالمُ مظلم وفي خباياه الكثير مِن الأسرار,كذلك نحنَ البشر.
جميعنا نُخفَي الأسرار.
-

" أنت,ف فتاة "
صرحتّ والدتيَ بإبتسامةٌ خفية وزرقاوِتَان تلمِعانَ بعد وقتٌ طويَل أُطرقت فيه واجمةٌ تتأمَل أسطر ورقةٌ بيضاءَ ترتجفَ وترتعَد بينَ كفيها.

فنطقتُ بـ " م ماذا " غَيْرَ مدركاً لمقصدهَا هذا من بُدّ!
ورأيتَ وكأن كلامًا يتحيز شفتيهَا فشلتَ بعد سعيًا علىٰ قوله.

فألقتَ بنظرها إلىٰ الورقة وكانَ عليها إتخاذ قرارٌ صائباً لتهدئة أعصابي التي أخذتَ تعدو عدواً شديدا وتقرعَ وتطبل كحمىٰ التيفود.

فتنهدتّ مستسلمة,وحملتَ ساقيها إلي وجثتَ علىٰ ركبتيها العاريتينَ محاذاةً لي وأحتضنتّ كفي بعد تقبيلها بحبٌ هامسةٌ

" قمريَ هل تثقَ بي "
لتغروقّ عينيِ وأومىٰ قائلاً ببعض الشك

"هل ماستخبريني به هو الحقيقة "
لِتفلتُ مِن عينيها دمعةٌ إمتنعت عنَ إذرافها وتسترسلُ بعدئذٍ آسفهٌ تقول " لقد كانَ خطئي "

" قد أردتُ دائماً فتىً لجهَلي وغيرتي اللامنطقية من النساء أردتُ أن أتباهىٰ وأقترفتَ خطأ بعدم إيماني بعطايا الربَ "

ليستوقفها والديَ بـ " آنا أرجوك " وتفقدُ أعصابهَا باكيةٌ
" كان خطئك أنت أيضاً جورنس علمت منذ البداية وأصريتَ ألا نجري له العملية ول.."

ثم أرادت أن تكمل لينظرُ إليها والدي معاتباً لتصمتَ ويسودّ وجهي كالمفجوعَ الذي إيقنَ بعد صراع حقيقة سوء مرضه.

" كنتما تعلمانَ "؟
فشعرتّ بقلبَي يشمّر ونظرتُ لعليَ أسمعُ جوابٌ مختلفٌ عليه مما تقول إلىٰ والدي الغارقُ في الحزنَ وكفيه علىٰ وجهه يلطمه.

وهنالك فهمتَ,أنَ هناك أموراٌ في الحياة لا نملك الحق في تغييرها كالمرضَ المعصي والأرض وحقيقة الزوال والكثير مما أجهله.

ولكن في حالتي أنا.
كنتُ مختلفًا ، فكان لدي بصيصّ أمل.!

" إذن ماذا عن الذي قاله د.كريس .."
فنطقتّ مرتاباً لينفعل والدي كإنما يؤنبَ بذلك نفسه يقول
" لقدَ فعلنا كل شيء,كل شيء "

لأتحامل بـ " لقد فهمتَ "
وتتعلقَ في حنجرتيَ غصةً ألمتني وأخذتّ مِن نفسي كل ماتبقىٰ مِن الحُلمَ.