أعداء أم أصدقاء؟!

237 9 2
                                    

استيقظ هو مع أول أشعة الشمس تخترق الستائر التي حرصت هي انزالها لتحجب عنه الشمس و الخطر على حد سواء..
يشعر بقماشة مبللة على جبينه و رائحة عطرة لشيء ما..
حاول الاعتدال في جلسته..عاكسه الألم مرة أو مرتين..و تركه منهك الروح مستهلك الحواس..
كانت هي تصلي في ركن الغرفة المقابل للسرير..و حاولت ألا تطيل إذ شعرت باستيقاظه..
الشموع مطفأة..و كأنها دموع شخص استهلك آخر ما في روحه من احتمال و عاطفة..
و سلاحه لا يزال إلى جانبه لم يتزحزح قط..و وعاء من حساء ساخن يتطاير عبقه في أنحاء الغرفة وصولا إلى أنفه مذكرا إياه بشفاهه المتشققة و معدته الفارغة..

-" هل أنت بخير؟!
" هرعت إليه بأعين متعبة باكية..فتأملها هو للحظات قليلة و مر شبح ابتسامة على شفتيه..

-" لقد أيقظتني رائحة الحساء.."
أفصح عن حاجته و كأنه نسي من هي و بماذا اتهمها الليلة الماضية..

-" أتمنى أن يعجبك..أنا لا أعرف ذوقك في الطعام و لكن من الضروري أن تأكل حتى تعوض ما فقدت من الدماء..إنني أحاول الاتصال بالشرطة أو الإسعاف منذ البارحة و لكن لم  يحالفنِ الحظ..أن تستجمع قواك هو الطريق الوحيد للخروج من هنا..سننزل إلى الطريق لعلنا نجد أي سيارة لتقلنا.."

أفصحت هي الأخرى عما يدور في خلدها بينما انهمكت في تبريد الحساء دون وعي..و شردت لبرهة في كل ما حدث ثم عادت لوعيها إذ شعرت بحرارة الحساء تقل..

-" ليس مسوما أعدك.." 
قالت بابتسامة خفيفة..و بادلها هو ذات الابتسامة و فتح فمه بشهية متقبلا الحساء حتى و إن كان وجبته الأخيرة..

-" هنا تعمل مشتتات إشارة..في محاولة للحفاظ على الخصوصية و أشياء من هذا القبيل..هذا ما تحرص لارا دائما على فعله لراحة ضيوفها و الجميع يأتون مع حرسهم و لارا توفر لهم كل شيء لذلك لا يحتاجون إلى الاتصال بأحد..بل حتى أنها تسحب الهواتف..إنها معجزة أن هاتفك لا يزال معك.."

أخبرها وسام بعد ملعقتين أو ثلاثة من الشراب فأخرجت من صدرها تنهيدة عميقة ثم عادت لتناوله ملعقة أخرى..

-" من أنتِ؟! "
سألها مع آخر ملعقة تناولها..وضعت الملعقة في الوعاء الفارغ ثم هنا بالنزول من على السرير حيث قد كانت استرقت إلى جانبه لتطعمه..

-" أنا الطرف الذي يحتاج محاميا ليثبت لك أنني لست طرفا في أي من هذا الجنون....طبيبة حديثة التخرج و لكن على الأرجح علي أن أفكر في اعتزال الطب الآن..أنا صديقة دارين..إنها تقول أنكم أصدقاء طفولة و لست أعلم حقا مدى صدق ذلك..دارين أتت لدراسة الطب في مصر و حينها أصبحنا أصدقاء..كانت تحاول اخراجي من كوني انطوائية بدعوتي إلى لبنان و كان الأمر يسير على ما يرام حتى خدعتني لحضور حفل البارحة..
كما ترى أن أرتدي حجابا..و ذلك ليس مناسبا مع ما كان من أجواء الاحتفال..
و ها أنا ذا..صدفة أم قدر أم حتى مؤامرة سمها ما شئت..فليس لدي أي خط من خطوط الدفاع..صدق أو لا تصدق أيضا فالانكار من عدمه  لن يخرجنا من هنا على أي حال..أما الآن فسأحضر لك بعضا من الماء و مسكنا..حتى نرى ماذا يمكننا أن نفعل.."

ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن