الفصل 11: غضب شاندو

93 8 3
                                    

عاد كيوني إلى شقّته، و أرغم نفسه على الأكل، وحصل على قسطٍ من الراحة، و عندما استيقظ في صباح اليوم التالي، قرّر العودة إلى قلعة شاندو.
لكن هذه المرة لم يُسمح له بالدخول، وطلب منه رجال شاندو المغادرة.

استغرب كيوني بعض الشيء، لكنّه رفض المغادرة قبل مقابلة شاندو. ثم تراجع قليلاً وجلس تحت ظلّ شجرة في انتظار خروج شاندو.
مرّت الساعات ولم يتحرّك كيوني، لذا قرر شاندو الخروج ومقابلته.

عندما رآه كيوني يخرج من البوابة، قال له:
"لماذا لم تُخبرني من قبل؟"

أجابه شاندو:
"لقد أرسلتُ أحد رجالي ليأتيَ بك إلى هنا بعد ما حدث مباشرة، لكن جدّك رفض ذلك".

ضرب كيوني بقبضته على الأرض و قال:
"لماذا تصرّف الجميع بحماقة؟ كان يجب أن يخبرني، لماذا أخفى الحقيقة عني؟ لقد وثقتُ بذلك الرجل العجوز وأحببتُه كثيرًا ، لكن تبيّن أنه جبانٌ في النهاية".

تنفّس شاندو بعمق ثم قال:
"اسمع يا بني، لقد أخفى جدُك الحقيقة عنك لأنه أحبّك، لو قال لك الحقيقة، كنتَ ستغادر القرية كالأبلَه بحثًا عن والدك، كان خائفًا عليك، لذلك كتب لك رسالة قبل وفاته و أخفاها لتجدها عندما تصبح رجلاً قوياً يُعتمدُ عليه".

شعر كيوني بنوع من الاطمئنان بعد سماعه كلمات شاندو، وقال بصوتٍ منخفض:
"أتعتقد ذلك حقاً؟"

اقترب شاندو من كيوني وجلس بجانبه وقال له:
"بالطبع، أنا أعرف السيّد سامون ، لقد كان شخصًا طيّباً، لقد علّمنا أشياء كثيرة ، أنا ووالدك ، وقد اعتنى بك لمدة عشر سنوات، أليس هذا كافيًا؟"

ظلّ كيوني صامتًا و كأنّه اقتنع بكلمات شاندو، ثم غيّر الموضوع قائلا:
"هل تعلم أنني حلمت بوالدي؟ كان يطلب مني أن أبحث عنه. في ذلك الوقت شعرتُ بفرحةٍ عارمة وتمنّيت أن يتحقق حلمي يومًا ما و ألتقي بوالدي، أما الآن، على الرغم من أنني أعرف أنه حيّ يرزق، إلا أنّني لا أملك أي رغبة في إنقاذه، بل لا أريد رؤية وجهه حتى".

فوجئ شاندو ممّا سمعه من كيوني، ثم قال:
"يا رجل، لديك قلب من حجر، حتى بعد أن أخبرتُك بالحقيقة، ما زلتَ متمسكًا بكراهيتك لوالدك".

ظلّ كيوني صامتًا، ثم وقف وأدار رأسه نحو القلعة وقال:
"كيف لي أن أصدّق مجرمًا مثلك، هاه؟ لقد قتلتَ الكثير من الأبرياء، وسرقتَ المال وهذه القلعة من صاحِبها، وما زلتَ تفرض قوانينك الظالمة على الضعفاء. كيف لي أن أثق برجلٍ مثلك؟".

استشاط شاندو غضبًا، وصرخ في وجه كيوني:
"أردتُ فقط مساعدتك ولكن اتّضح أنك ناكرٌ للجميل، سأزجّ بك في السجن حتى نهاية حياتك، و ستندم على كل كلمة قلتَها".

أمر شاندو رجاله باعتقال كيوني ووضعه في السجن.
وهكذا عاد كيوني إلى نفس الزنزانة التي كان فيها من قبل.

الثلج الباردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن