البارت الخامس والعشرون💕

635 13 3
                                    

  لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين🌻

*****************************
بعد انتهاء موعد العمل الرسمى بشركة الشرقاوى ,وبدأ الموظفون يتأهبون لمغادرة المكان ,تلّقت هديل استدعاءا من مكتب رئيسها بالعمل ,فتعجبت لاختياره هذه الساعة بالذات ليطلبها ,وما بيدها الا الانصياع لرغبته ,نهضت من أمام شاشة الكمبيوتر الذى أغلقته للتو وأخذت تسوّى من ملابسها التى تجعّدت بفعل جلوسها الطويل على المقعد المريح ,وألقت نظرة سريعة على وجهها فى مرآة صغيرة أخرجتها من حقيبة يدها وعدّلت من بضعة خصلات شاردة وكانت قد تركت شعرها منسدلا على كتفيها بنعومة ودلال ,تنفست بعمق وهى تستعد لمواجهته ,فبعد سهرتهما الوحيدة تغيّرت معاملته لها تماما , أصبح يعاملها بطريقة شبه رسمية ,وكأنهما لم يتشاركا أمسية جميلة بقيت ذكراها تؤرق لياليها ,تسافر بها فوق سحب وغيوم لتحلّق عاليا فى سماء حلم صعب المنال ,ستبقى بنظره مجرد سكرتيرة لا أكثر فلا حاجة بها الى العيش فى أوهام ,يكفيها وجع القلب الذى لن يفارقها مدى الحياة ,جرّاء حبها المستحيل لرب عملها.
طرقت على الباب مرتين بخفة قبل أن تدلف الى الداخل ,كان كريم مشغولا بقراءة بعض الأوراق على سطح مكتبه ,وبدا عليه أنه لم ينتبه للفتاة الجميلة الواقفة تراقبه بشغف واضح وهى تعتقد أنه غافل عن رؤية مشاعرها الجليّة فى نظرات عينيها الولهى.
هديل: حضرتك طلبتني يامستر كريم.
ترك الأوراق من بين يديه لتستقر باهمال على المكتب وهو يتابعها بنظراته الثاقبة لترتسم ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يرفع حاجبيه عاليا بتساؤل واضح:
-مستر كريم ! آخر مرة كنا فيها سوا كنت كريم بس ... ايه الداعي بقي للرسميات دي؟
هزت كتفيها بعدم فهم وهى تشير الى المكان باصبعها موضحة:
- احنا في الشغل , وأنا مجرد سكرتيرة عند حضرتك , ازاي بقي اناديك باسمك كدا ؟
نظر الى ساعته باهتمام ثم رفع بصره اليها يحدجها بنظرات ذات معانٍ كثيرة ,ثم ما لبث أن قال بخفة:
-وقت الشغل خلص ,واحنا دلوقتي بنتكلم عادي مع بعض زي أي اتنين صحاب.
هديل : صحاب ! أنا وإنت ؟
وأشارت باصبعها نحوه ثم الى نفسها وهى تحاول استيعاب ما يحاول ايصاله لها ,فقام مقتربا منها وهو يلتقط سترته الملقاة على الأريكة الجانبية وهو يقترح متبسطا:
- عندك مانع أعزمك على الغدا ؟ مش عاوز اروح البيت دلوقتي , ها قولتي ايه؟ موافقة؟
هديل: حضرتك عاوزني معاك عشان كدا فعلا ولا مجرد أنك محتاج حد يونسك؟
حك رأسه مفكّرا بطريقة فكاهية ثم زم شفتيه وهو يهمس فى أذنها باغراء:
- مش محتاج ونس علي فكرة ,وأنا مبكررش طلبي مرتين, لو وافقتي يبقي تتفضلي تيجي معايا عالجراج  ,أما لو قررتي ترفضي ... فمش هيبقي قدامي حل تاني غير أن ... أحاول اقنعك ... بطريقة تانية.
حتى وهو يدعوها الى مرافقته يتعمّد احراجها بهذا الأسلوب ,وساورتها الشكوك هل يعرف بحقيقة لهفتها لوجودها معه حتى ولو كانت مجرد دعوة بسيطة للغداء ,ولكنها تراها فرصة عظيمة بعد تجاهل دام أسابيع ,فالتفتت لتجده فى طريقه الى الخارج ,هرعت ورائه لتحضر حقيبتها وهى تطالبه بانتظارها دقيقتين حتى تجرى مكالمة هاتفية ,فنظر لها متأملا وقد أدرك غايتها , لا بد أنها تريد اخبار والدها بغيابها فأومأ لها مجيبا وهو يردد بانذار:
-دقيقتين بس ,ثانية واحدة زيادة ... مش هتلاقيني.
ثم غمز لها بعينيه فذاب قلبها لهذه اللفتة المتبسطة تجاهها,وسبقها منصرفا وهو يصفّر بشفتيه لحنا سريعا.
انا ايه بس اللي كان خلاني اوافق؟ انا ناقصة تعب قلب ووجع ؟
كانت تخاطب نفسها ثم اتصلت بوالدها لتعتذر عن الانضمام له متعللة بحجة كاذبة ,وهى تواجه ضميرها : هيوصلك لحد اي تاني مستر كريم؟ بقيتي تكدبي وكأنه شئ عادي ؟ هتكوني ثقة أبوكي الكبيرة فيكي؟
أخرست هذا الصوت الضعيف وخرجت مندفعة لتلحق برجل أحلامها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 13, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

(عشقت صيادي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن