الفصل 14: اطلاق السّراح

75 6 1
                                    

اقترب كيوني من بوابة زنزانته ولم يتفاجأ برؤية زيستو،و قال:
"ما الذي أتى بك إلى هنا؟!"

اندهش زيستو من مظهر كيوني المثير للشفقة و انفتر قلبه، ثم قال له دون مقدمات:
"ستعتذر لذلك الرجل، حسنًا؟"

أجابه كيوني قائلاً:
"و ماذا سأكسب من ذلك؟"

صاح زيستو غاضباً:
"ستكسب حرّيتك أيها الأحمق، أتريد أن تتعفّن هنا لبقية حياتك؟!".

ابتعد كيوني عن البوابة وجلس على سريره ، ثم قال:
"أرى أنّك كبرت و زاد لسانك حدّة الآن؟"

شعر زيستو بالحرج وحاول الاعتذار ، لكن كيوني قاطعه قائلاً:
"لا بأس، أنا لا أخطّط للبقاء هنا إلى الأبد ، صدّقني".

و أخيرًا، بعد ثلاث سنوات في السجن ، تم إطلاق سراح كيوني بعد أن اعتذر لـشاندو.

شعر شاندو بالارتياح بعد إطلاق سراح كيوني، اذ أنه شعر بالخجل بوضعه لابن صديقه في زنزانة لمدة ثلاث سنوات.

و في الواقع، لم يكن شاندو يخطّط لسجن كيوني مدى الحياة، لأن كيوني لم يقتل و لم يسرق أي شخص، بل كانت جريمته مجرّد اتّهامات.

صحيح أنّ شاندو كان قلقًا بشأن كيوني ولم يرغب في رؤيته في مثل تلك الحالة البائسة، لكنه في نفس الوقت كان قلقًا على سمعته أكثر من أيّ شيء آخر.
ماذا سيقول الناس لو علموا أنّه سجن شخصًا ثلاث سنوات فقط بسبب اتّهامات؟
في الحقيقة ما قاله كيوني لم يكن اتهامات، بل حقائق، فالجميع يعلمون أن شاندو شخصٌ سيء السمعة، كان يُعدم السجناء لأسباب تافهة.

غادر كيوني القلعة مع زيستو وتوجّها إلى مدينة نافورا، و هناك قام كيوني بقصّ شعره الطويل ولحيته، وبعد أن وجدا غرفة في فندق متواضع، قرّرا المبيت ليلة واحدة.

استحمّ كيوني وظهر وجهه الحقيقي، حيث عندما كان في السجن كان وجهه داكنًا من الغبار والأوساخ.
و لما رآه زيستو قال:
"الآن يمكنني التعرّف على وجهك، أتعلم أنّني بالكاد تعرفت عليك عندما رأيتك في الزنزانة؟"

ابتسم كيوني فقط، فقد كان مرهقًا للغاية ولم يستطع التحدّث، و ألقى بنفسه على السرير وغرق في نومٍ عميق.

في وقتٍ مبكّر من صباح اليوم التالي، شقّ كيوني وزيستو طريقهما عائدين إلى القرية، وفي طريقهما كان كيوني يروي قصّة والديه لزيستو، الذي صُدم ممّا سمعه من رفيقه.

عندها سأل زيستو:
"ماذا ستفعل الآن؟".
أجابه كيوني:
"لا شيء على الإطلاق".

الثلج الباردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن