شعر كيوني بالأسف تجاه الرجل العجوز الذي بدا صادقاً للغاية. حاول كيوني معرفة قصة هذا الرجل الغامض، لكنه رفض الكشف عن أسراره قائلاً:
"يوما ما سأروي لك قصّتي".رحّب الرجل العجوز بـكيوني وطلب منه البقاء حتى تلتئم جروحه، و مع مرور الأيام ، بدأت العلاقة تتوطّد بين الاثنين، و راح كلاهما يسرد مغامراته للآخر كل ليلة، و هكذا مرّ شهرٌ على إقامة كيوني في منزل الرجل العجوز ، وتعافت جروحه وحان وقت المغادرة.
قبل أن يرحل كيوني ، شكر الرجل العجوز بحرارة ، ثم سأله عن اسمه ، لكنه أبى الكشف عنه لسببٍ ما، لكن رغم ذلك، لم ينزعج كيوني وتفهّم موقفه وقال:
"لستُ بحاجة لمعرفة اسم الشخص الذي أنقذ حياتي وأعطاني سببًا للعيش. لم تخبرني بقصتك أيضًا، لكنني متأكد من أننا سنلتقي مجددًا و سأسمعها منك".
امتلأت عينا الرجل العجوز بالدموع، وكان على وشك البكاء. ثم قال:
"أنا متأكد من أنني سأراك مرة أخرى".كان كيوني في طريق عودته إلى قريته لمواصلة حياته اليومية التي لم يقدّرها و لم يعرف قيمتها ، ومنذ أن التقى بالرجل العجوز تغيرت نظرته للحياة ، وعلم أن الحياة التي يعيشها مرغوبة من طرف آلاف الأشخاص.
عندما اقترب كيوني من القرية ، لمح دخانًا يتصاعد من كل مكان ، في البداية تجاهل كيوني ذلك ، ولكن عندما اقترب من القرية تبيّن له أنّ جميع المنازل تحترق.
رمى كيوني أغراضه وركض مسرعاً نحو قريته ، وعندما وصل إلى هناك صُعق من هول المنظر.
كانت القرية تلتهمها ألسنة النيران وبدت وكأنها جحيمٌ على الأرض، لم يتحمل كيوني رؤية ذلك، و فقد التوازن من شدة الصدمة و جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عالٍ، كانت صرخة مشاعر مختلطة، حزن ، غضب ، يأس وكراهية... .