خارج القصر

2K 24 5
                                    

ها أنا ذا أخيرا اخرج من ذاك القصر الكبير....اي قصر هذا بل مملكة موحشة بعيدة عن عالم البشر ...
اقتنيت ملابسي بحيرة لكنني وجدت مساعدتي التي أحضرها لي مولاي اسمها نورة ...لقد احببتها صراحة هادئة الطبع و رقيقة التصرف ذات بشرة سمراء جذابة ....أحضرها قاسم هذا الصباح بالذات لتساعدني في اوقات حملي الصعبة ...أصبحت آكل بلا توقف فانتفخت و اوشكت على ان اطير ...
و بما ان بطني كبر حجمه ...اختارت لي لوك مناسب للطلعات

لنورة مردفة بأريحية: انه مريح لبطني و انيق كما انني اعشق الأحمر ..شكرا لمساعدتك..
انحنت نورة بلطف: على الرحب يا آنستي...

دخلت احدى الخادمات بعد ان طرقت باب الغرفة الملكية: هل يمكنني الدخول سيدتي؟
بالطبع حبيبتي ادخلي!!!
الخادمة بابتسامة مشرقة: مولاي ينتظرك تحت ....
اجبت بلهفة : حاضر اخبريه انني قادمة ..لن أتأخر
بدأت أبحث عن حقيبتي لكنني لم اجدها فصرت اجوب الغرفة الواسعة و ابحث في كل الأرجاء و الفتاتين ورائي الا ان وجدتها نورة لأصيح بها: أنت الأفضل!!!!!
رششت عطري المفضل و غادرت الغرفة ليغلق الحارسان بابها لأظهر وسط الحريم بمشيتي الواثقة و رأسي المرفوع بين فتيات القصر اللواتي يكبرنني عمرا....يشكلن صفين واحد على يميني و آخر على يساري و كأن سلطانة تخرج من القصر الملكي...

هذه المرة ظهرت أمامهن بدون خوف أو عجز لأن مولاي أعلن أمامهن جميعا ارتباطه بي و الجنين الذي في بطني خير دليل على ذلك...

توقفت خطوة لأسترجع ذكرايات طفولتي المعذبة في تلك الغرف المخصصة لهن و التي كنت فيها يوما
لأشهق لبؤس الماضي حينما كنت منسية تماما و الكل يحتقرني لصغر سني....الآن ارسل لهن شرارة الانتقام بعيناي الغاضبتين التي تتوهج النار فيهما ..هذا جزاء من قلل مني و اهانني لأنني طفلة !

كانوا منحنيات الرأس احتراما لي الا الواحدة الوحيدة تلك الشقراء ذات عنق الزرافة ..آه كم اود ان اشبع طعم الإنتقام فيها بالذات قبل الأخريات ..
تطلعت الي بنظرات غيظ و حقد مختلطين...اشعر بها جيدا مقهورة من الحسد و الضعف ...رمقتها بنظرات شفقة فهمتها جيدا ثم اسرعت في ترك القصر قبل ان ينفعل مولاي و تنفجر تلك الزرافة علي...

احداهن: أرأيتن من ظنناها طفلة ..خطفت الملك من بين ايدينا...مستقبلنا ضاع
ردت اخرى: نستحق ما نحن عليه ...لقد عذبناها كثيرا...
:لا يجوز استحقار شخص قبل معرفته جيدا!!
:لقد نظرت الينا كمجرد ذباب تلك الطفلة الغبية!!!
لقد انتفخت و صارت مثل البالون!!! ليهم كلهن بالضحك و السخرية فأتاهن صوت لطيفة صارخة فيهن: من تضحكون عليها ستصبح سيدة القصر و عن قريب....
لتبدأ همهمات الفتيات و تسألها بخفة احدى صديقات تسنيم: ههه لا بأس كلنا نستطيع الانجاب سينادينا يوما و نحمل في بطننا اطفالا....
أجابتها بنبرة متفاخرة: لا يا متفائلة عمرك ...سلمى لن تعود كما على حالها اليوم و الماضي
قطبت تسنيم حاجبيها بنفاذ صبر: ماذا تقصدين يا هذه؟
أطلقت لطيفة جملة شهقت لها الأنفس و بكت لها الأعين ...و خفقت لها القلوب بالحزن ...
لطيفة: مولاي و سلمى سيتزوجان على سنة الله و رسوله....
شهقت تسنيم حيث كادت ان تختنق و سقطت على الارض فاقدة قوتها الجسدية فصارت تنهمر منها الدموع بغزارة لتشكل على فستانها شلالا قويا
تسنيم بحرقة: مستحيل...كيف يتزوجها...من تكون ...كيف اثرت فيه الا هذه الدرجة؟؟

عشقت القاصرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant