الفصل الثاني

179 13 4
                                    

انتبه كايدن على صوت يأتي من خلفه على الرغم من كون علاقته بأغلب الطلاب جيده، لكنه ايضا لا يحفظ جميع ملامح الوجوه؛ ربما لانها تتغير في كل صف دراسي، لهذا لم يكن متفاجئا حين لم يتعرف على من قامت بالنداء عليه قبل قليل.

الارتباك الذي تشعر به أيانا كان واضحا جدا في نظره عينيها أو حتى في حركه يديها المتوترة امامه، هي حرفيا لا تملك فكره واحده لجعل انتباهه يتجه اليها، للنجاح في الرهان الذي قررت مارسيليا جعلها تخوضه.

انتظرها دقائق حتى إعلان عن سبب قدومها إليه أو حتى أن تدعوه باسمه وسط طلابه، أن لم تكن تريده بشيء هام، لكن هذا الصمت القاتل لا سبب له.

- إذن ما الأمر الذي تريدين الحوار فيه معي ؟

لن تستطيع أن تخبره بأي شيء ركضت سريعا نحو المرحاض، حتى تهرب منه بينما كان ينظر في أثارها بذهول، تلك المجنونة قامت بتصرف غريب جدا لم يسبق له أن تعرض له، ولم يفهم حتى سبب تصرفها.

مؤقتا قرر تجاهل ما حدث و العودة إلى عمله في مكتبه الخاص، لديه بعض الأمور عليه الانتهاء منها قبل محاضرته القادمه، لكن حين وصل إلى مكتبه وجد أن تلك الفتاة نفسها من تقف أمام المكتب.

من الواضح انها قامت بوضع بعض الماء على وجهها، لكنها كانت تتحرك في حركه عصبيه أمام مكتبه لم يفهم سببها، حاول الاقتراب منها قليلا حتى يفهم علة حركاتها الغير مفهومه.

- الأمر بسيط ايانا تدخلين على المكتب وتطلبين منه الخروج معك في موعد في عيد الميلاد المجيد، هكذا ينتهي الأمر ببساطة الأمر سهل ؟

وقف بجانبها لكنها لم تنتبه إليه في غمره توترها وحوارها مع نفسها الذي تمكن من الاستماع إليه بوضوح.

- أنت محقة القصة بسيطة، لكن لما لا تعطيه الفرصة فربما هو من يطلب منك بنفس الخروج معك في عيد الميلاد المجيد ؟

أجابت عليه دون أن تنتبه إلى الشخص الذي يتحدث معها؛ ظنا منها أن هذا الحوار هو الذي يدور في راسها، أن عليها أن تجد سبب وعله لاي تصرف تصنعه أمام الدكتور.

- لن يفعل أنا بحاجة لأن اطلب منه، لكن المشكلة ما الذي قد افعله أن رفض، هو يرفض مرافقه اي طالبه من طلابه، فاخرهن فتاه صنع معها موقفا أتذكره فما الذى قد يفعله بي أنا ؟

بات واضحا الان انها تتحدث عنه، لكن لما ترغب في أن تخرج معه في موعد في عيد الميلاد المجيد، هو لا يتذكر الفتاة من قبل ربما هي إحدى طلابه، ربما هي مجنونة أخرى به أخر مره قام بعقاب طالبة حاولت التعرف عليه.

- ربما عليك تجاهل الأمر ونسيانه، ما دمت تعلمين انه لن يوافق عليه، فأنت صغيره ولديك فرص كثيره مع أشخاص من نفس سنك، لما قد ترافقين شخصا يكبرك في العمر.

قد يبدو كلامه منطقيا جدا وواقعي ايضا، لولا ذلك الرهان الذي وضعت فيه حتما لم تكن لتفكر في أمر كهذا مطلقا، وهي تعلم استحاله حدوث الامر.

- لا يمكنني ذلك لأني ..........

نظرت دون قصد أمامها لتجد نفسها في مواجهة كايدن، ويبدو انه من كان يتحدث معها قبل قليل، شلت الصدمة جسدها تماما، ولم تعلم كيف تهرب من هذا الموقف، انها بموقف لا تحسد عليه.

وليزداد الأمر روعه أكثر من هذا هو رؤيتها مارسيليا ورفاقها في كونهم خلف احد الجدران يشاهدون ما يجري بابتسامه شامته، فقد كان فشلها أمرا واضحا للجميع حتى لها هى نفسها.

شعرت بأنها محاصره من كافة الاتجاهات، وأيانا لديها مشكلة حقيقية وهي انها حين تشعر بالصدمة أو الارتباك تتصرف تصرفات غير منطقية وغير محسوبه، هو سر صغير لا يعلمه احد من رفاقها.

لذا في تصرف سريع متهور كانت تلقي بنفسها على كايدن، تتعلق في رقبته تلتصق به دون أن تسمح له بان يفهم تصرفها العجيب الغريب الغير مفهوم.

ضربته أنفاسها الساخنة الحارة عنقه بينما جسدها كان يحتل صدره بواقعة غير محسوبه، لم يكن في اي من هذه المواقف بعد رحيل حبيبته، ولكنه انفصل عنها قبل فتره.

- ما..... ا ......... ابتعدي.

بعدها تحدثت بكلمات غير مفهومه بعد تصرفها الغريب، لم تسمح له بان يحصل على فصل تقييم الموقف أو حتى فهم اسبابها، بل زادت غرابة المواقف حين لم تبتعد عنه بل زادت من التصاقها به.

تجمدت يديه بجانبه تماما وشعر أن الموقف يفوق قدرته على الاستيعاب والتحمل.

- كايدو رافقني بعيد الميلاد المجيد ؟

يتبع........

رهان عيد الميلاد ( الجزء الثاني من سلسلة شجرة عيد الميلاد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن