الفصل العاشر والاخير
قرب مني أمير وفضل واقف أدامي وقالى
" أنا مش بشر ، أنا مش إنسان أصلا يا يحيي "
أول مره أشوف أمير بالمنظر ده ، كان مبرقلى جامد وملامح وشه ثابتة وكأنه متجمد.....
فضل باصصلى وساكت وأنا باصصله وساكت وكل ثانية بتعدي عليا في الموقف ده كانت بتزود خوفي أكتر......
حاولت أتمالك نفسى وسألته
" يعني إيه مش إنسان؟؟"
قرب منى خطوة كمان وبقى وشه أدام وشي بالضبط ، كنت حاسس بالنفس اللي خارج من بقه على وشي ، وقالي
" يعني أنا مش إنسان شبهك ، انت لحم ودم ، لكن أنا نار"
كنت بحاول أبين إني مش خايف لأنى كنت فاكر أمير بيعمل معايا كده عشان عرف انى كنت هقتله......
قلتله نار إزاي يعني؟
انت جن؟؟؟
رفع رأسه فوق بس عينيه كانت مركزة في عينيا ، وقالى بكل هدوء. " شيطان "
رجعت خطوة لورا وقلتله أمير انت لو بتعمل كده عشان عرفت انى جاي أقتلك فلازم تعرف إن أنا معملتش كده ولا كنت هفكر اني أعمل كده الا بعد ما شفتك وانت بتقتل حورية.......
ضحك أمير وملامح وشه اتغيرت 180 درجة وسابني وراح قعد......
وبعد ما خلص ضحك قالي يعني انت عايز تقتلنى عشان أنا قتلت حورية؟
يعني المفروض أنا كمان أقتلك عشان أنت قتلت نغم وابنها اللي أنت عارف ومتأكد انه إبن خالد ؟؟
ولا أقلتلك عشان أنت جاي تقتل صاحبك اللي واثق فيك.......
دير وشه وقالي الإنسان ده غريب جدا يا يحيى ، دايما بيلاقي مبرر للغلط اللي بيغلطه.....
محدش بيشوف نفسه وحش ، ولو سألت أي حد مين أطيب واحد في الدنيا هيقولك أنا، ولو قلتله بس انت بتغلط كتير هتلاقي عنده مبرر لكل حاجة بيعملها......
يعني انت مثلا رفضت بشدة فكرة انى أقتل حورية وابنها ، وفي نفس الوقت كنت السبب فى قتل نغم و ابنها ، وقتلت أحمد كمان.....
بس انت أكيد كان عندك مبررات،
ولما سبت رنا عشان شايفها وحشة ورحت خطبت رزان اللى انت شايفها وحشة برضو ، بس انا لوسألتك أكيد هتقولى مبرر أقنعت نفسك بيه ساعتها ، ومش بعيد تقنعنى أنا كمان ، زي ما انت عايز تقنعني أنك جاي تقتلني عشان أنت طيب وأنا وحش.......
دير وشه تانى وبصلى بنظرة حادة وقالي انتوا ليه بتخافوا تواجهوا ؟؟؟ ،
وفضل باصصلى وساكت ،
اتحركت بإتجاهه وقعدت على الكرسي اللي أدامه وسألته انت عرفت المعلومات دي كلها منين؟
انت شغال مع مالك؟؟
ابتسم وقالي أنا شغال معاه ومش معاه.......
فضلت باصصله وساكت مستنيه يوضح .......
قالي إحنا في طريق ومالك واللي شبه في طريق تاني بس الطريقين بيوصلوا مكان واحد ، وهدف واحد.......
سكت شوية بحاول أفهم كلامه وبحاول استوعب الطريقة الغربية
اللي أمير بقى فيها.........
هو هو نفس الشكل بس حاسه شخض تاني......
سألته وانت شغال مع مالك من امتى؟ ، من قبل ما تعرفني ولا واحنا صحاب؟؟
ضحك ، وقالي مالك هو اللي اشتغل معانا ، أنا شغال من قبل مالك ما يتولد أصلا ب 300 سنة.....
تعمدت انى ابتسم ، وقلتله 300 سنة؟!!!
ابتسم هو كمان وقرب مش مني وقالي انت لسه بتضحك على نفسك ومعتبرني أمير صاحبك ، قلتلك يا يحيى أنا شيطان ، مفيش حاجة أسمها أمير ولا في حورية ، احنا الاثنين شياطين........
فضلت ساكت وباصصله مستنيه يجيب أخره وهو كمان باصصلى وساكت مستني ردي.....
قلتله يعني انت شيطان وأمك كمان شيطانة ،
هى فين اصلا ؟؟؟
فضل باصصلى وفي ثانية لقيت وشه وجسمه بيتحولوا لشكل أمه بالضبط !!!
هى اللى كنت قاعده أدامي مش هو وقالتلى
" انت هتتغدى معانا النهاردة بقى عشان يمكن تكون دي أخر مرة أشوفك فيها"
قمت من مكاني بسرعة وجريت ناحية باب الاوضة وفضلت واقف على الباب براقبها بحذر.......
فضلت بصالى وقالتلي أقعد يا يحيى....
فضلت براقبها بخوف......
اتحولت لأمير تاني وقالي أقعد يا يحيى ، ما تخافش مني ، انت عايش معايا بقالك 4 سنين بنأكل ونشرب مع بعض ، وكل يوم لازم نتقابل ونتكلم ولينا ذكريات كمان......
أقعد عشان دي أخر مره هتشوفني فيها......
أمير كان بيتكلم بطريقته الطبيعية اللي متعود عليها ، كنت حاسه أمير صاحبي ، فضل باصصلى بنظرة ترقب مستنينى أقعد عشان نكمل كلامنا.......
سألته وأنا لسه واقف بعيد قلتله
" ازاي ؟ وليه ؟"
قام وقف ومشى بإتجاهى بس أنا فضلت واقف متحركش....
وقف أدامي وقالي إزاي ، فده عادي جدا انى أظهرلك بصورة بشر ، وانت شفت بعينك من شوية اما ليه ، فده عشان مالك اختارك عشان تمسك مكانه والمكان بتاع مالك بالذات أهم من أي مكان تاني على الأرض....
مكان مالك ومكانك انت من بعده هو أرض الزيتون، أرض النبوة ، الأرض اللي هيعيش عليها.......
فضلت باصصله بتركيز وسألته مين ده؟؟
ركز في عينيا وقالي
" رجل صالح ، وملك ، ونبي ، وإله "
معاه جنة ومعاه نار ، مش هتحتاج مجهود عشان تدخل جنته ، يكفي بس أنك تؤمن بيه.....
قلتله مين ده ؟؟
قالى انت ذاكى يا يحيى وفاهم ، مالك لما رشحك ، أنا أخذت أمر انى أعيش معاك وأكون قريب منك لانه قرار انك تدخل معانا الكيان مكنش فى ايد مالك بس ، كان لازم أنا كمان أوافق عشان كده ظهرتلك فى صورة أمير.......
في الأول كنت مكنتش موافق عليك ، انت آه تفكيرك كان بيعجبني بس ما كنش تنفع تمسك مكان مهمم زي ده ، لانك كنت ضعيف ، انا كنت بشوفك دايما مهزوز وبتيجي تحكيلى كل حاجة، بس لما بدأت تخبي عليا ، ولما شفتك وانت بتخطط وتنفذ لقتل نغم بدأت أحس أنك تنفع......
ولما تابعتك وانت بتقتل أحمد علي مدار 3 شهور ، ساعتها اتاكدت إنك انت المناسب للمكان ده بعد مالك .....
أنا كنت بتعلم منك يا يحيي......
أنت عملت اللي أنا عملته وظهرت في حياة أحمد علي أنك صاحبه وأقرب حد بالنسباله.....
بس انت قدرت تعمل اللي أنا مش عارف كنت هقدر أعمله ولا لأ ، ركز في عينيا وقالى انت قدرت تخليه يموت نفسه ، انت خليته ينتحر من غير ما يشوفك ولا يعرف اسمك حتى.......
إحنا كلنا اخترناك يا يحيي ، ومن أول ما مالك اداك التليفون وعرفك هتعمل ايه ، واحنا كلنا بنتابعك وبنراقبك ، ولما كله وافق عليك ما تبقاش غير اختبار أخير ، هو انك تقتلنى ، وحتى ده نجحت فيه....
مبروك يا يحيى انت بقيت واحد فى أعظم كيان موجود على الأرض....
أنا فضلت ساكت ومش قادر استوعب إن اللي أدامي شيطان، وأنا مصاحبه بقالى 4 سنين.......
قالي خلاص يا يحيي دي أخر مرة هشوفك فيها ، ولو حد من الجيران ولا في الشارع سألك عليا، ابقى قوله اني عزلت، وكده كده محدش هيسألك أصلا ، لأني مكنتش مصاحب حد غيرك ، هتوحشني يا يحيى.....
قرب منه وحضني.....
حسيت ان جسمى أشعر وحسيت بسخونية ،راحت أول ما أمير اختفى.......
بصيت في الشقة ملقتش حد ، لفيت الشقة كلها كنت بتمنى ان كل ده يطلع حلم ولا بيتهيألي بس مفيش حد ، لدرجة انى اتصلت بأمير بس لقيت الرقم مرفوع من الخدمة.......
خذت بعضي وطلعت علي البيت وسألت رامي " انت امتى أخر مرة شفت أمير؟"
قالي من يومين كنت معدي على القهوة وسلمت عليه ، قلتله تمام...
قالي بتسأل ليه؟
قلتله أصل مختفي وتليفونه مقفول، على بالليل كده هبقى اشوفه فين.....
خلصت كلام مع رامى ، وطلعت على مالك.....
أنا سألت رامى عشان اتأكد ، انك امير موجود أصلا وانه مكنش في خيالي أنا بس.....
وصلت الفندق وطلعت لمالك ، كان الباب مفتوح.....
دخلت لقيت مالك أدامي ،قالى أنا كنت مستنيك ، اقعد.....
قلتله أنا جاى عشان أعرف حاجة واحدة بس
" أمير فعلا شيطان ولا انا اللي اتجننت؟"
بصلي وقالي لأ يا يحيى انت مااتجننتش....
سألته بعصبية ، انتوا مين؟؟؟؟
رد عليا بكل هدوء ، إحنا كل حاجة يا يحيى ، إحنا بشر وجن وشياطين ، إحنا برامج ومواقع وأجهزة ، إحنا كيان كبير ومش هقولك أكبر مما تتخيل ، لانى عارف ان خيالك بدأ يوصل للحقيقة، وبدأت تفهم وتشوف الصورة كاملة ، احنا ملوك يا يحيى ، وانت معانا هتبقى ملك.....
رديت عليه من غير تفكير قلتله وأنا مش عايز أبقى معاكوا.......
ابتسم وقالى أنا عارف ان صدمة أمير مأثرة عليك ، أنا كنت شبهك كده لما قررت انى أقتل خطيبتي الخاينة ، واكتشفت في الأخر انها مجرد شيطانة زيها زي أمير. ، أنا خفت زيك في الأول ، بس بعد كده فهمت......فهمت ان لو في تمن لكل اللي أنا هوصله فالتمن ده خلاص اتدفع والمفروض أخذ المقابل في انى أعيش الحياة اللي أنا عايزها.......
خلاص يا يحيي خلصت ، مش ناقص بس غير انك تأخذ حقك وتعيش بالطريقة اللي انت عايزها.......
قلتله ما عشان أعيش بالطريقة اللي أنا عايزها يبقى لازم أعيش بعيد عنكوا..........
قرب مني وقالي
" انت حتى لو بعيد عننا فاحنا أكيد مش بعيد عنك "
عايز تروح فين يا يحيي ، انت لو هربت مننا هتبقى بتهرب لينا.....
نبرة صوته اتغيرت ، وقالي خليك معايا يا يحيى أنا محتاجك ، ومحدش هيتكلم معك ولا هيطلب منك أي حاجة غيري انا ، مش هتعامل مع أي حد غيري ، وانت عارف ان بعتبرك صاحبي......
قلتله وأنا مش عايز نبقى صحاب ولا عايز أشتغل، وأفتكر انك قلتلي قبل كده اني عندي مطلق الحرية فى انى أختار وانا اخترت.....
بصلى بنظرة حادة ولهجته اتغيرت وقالى ماشى يا يحيي أنا موافق ، بس طالما هتختار ، يبقى لازم تعرف ايه هي الاختيارات المتاحة ليك.....
الإختيار الأول هو انك تعيش ملك بيحكم ، في إيدك سلطة وفلوس وكل حاجة هتتحلم بيها هتقدر تعملها.......
سابني وراح قعد على الكرسى وولع سيجارة وبعد ما نفخ الدخان بإتجاهي ، قالي الاختيار التاني هو إنك تتخلي عن كل حاجة امتلكتها بسببنا ، يعني هتسيب الشغل في الشركة وهتلغى خطوبتك مع رزان وهنأخد منك كل حاجة حتى العربية ، وهترجع موظف كحيان زي ما كنت قلب ما أعرفك ، وما تخافش هنجيبلك وظيفة شبه اللي انت كنت فيها.........
وخالد هتروح تقوله أنك السبب في موت نغم وانك انت اللي كنت بتبعت الرسايل ، وأنك كنت عارف إن الولد ابنه وكدبت عليه.....
قلتله لأ أنا مش هقول لخالد كده....
قالى عادي يا سيدي إحنا نبقى نقوله وبالمرة نقوله إنها تابت وانت اللى رجعتها تاني وخليتها تخونه......
ها...؟ تقوله انت ولا نقوله احنا كل حاجة؟
طفى السيجارة وقام وقف أدامى وقالى
" لازم تختار يا يحيى ما بين (كل حاجة) أو (ولا حاجة ).....
مكنتش قادر أفكر عشان أختار ، كل اللي كان في دماغي أمير وإن أقرب حد ليا ال 4 سنين اللى فاتوا كان شيطان......
ولو وافقت على الشغل معاه ، هعيش عمري كله فى خدمة شيطان......
قلتله من غير تفكير كتير أنا أخترت (ولا حاجة ).....
فضل باصصلى وساكت وقالى انا عارف ان صدمة أمير مأثرة على قرارك وهي اللي مخلياك كده ، انا هسيبك أسبوع تفكر براحتك ، وهسمع منك الرد ، ولو فعلا مش عايز تكمل معانا احنا مش هنجبرك على حاجة ، لازم اللى هيبقى معانا هو اللي يختارنا ، روح ريح يايحيي ونام ولما تصحى فكر براحتك......
سبته وخرجت وقبل ما أخرج من الباب لفيت وبصتله وسألته
" هو انت متأكد ان مراتك اللى انت متجوزها دلوقتى إنسانة ، مش شيطانة زى خطيبتك الاولانية؟"
بصلى بإستغراب شديد وفضل ساكت ......
قلتله انت كنت قايلى انى معاك هبقى ملك...
طب إزاي هتخليني ملك وأنا بأخد أوامر من حد ، ومش عارف هو مين أساسا ، أو عارف ودى مصيبة أكبر؟؟
انت قلتلي قبل كده برضو انى شبهك وأنا دلوقتي شايفك عبد مش ملك ومش عايز أبقى شبهك.....
أنا عايز أعيش حر ، زي ما كنت عايش قبل مااعرفك.......
كانت أول مرة أشوف مالك مكشر كده ، وباين على وشه الانفعال ، رد عليا بكلمة واحدة
" أسبوع و تقولى قرارك "
سبته وخرجت روحت البيت ، وطول الطريق مفيش أي حاجة في دماغي غير جملة أمير لما قالي
انا كنت بتعلم منك!
حسيت برهبة شديدة.....
لما شيطان يقولى انه بيتعلم مني ، أبقى أنا ايه؟؟؟!
أنا ازاى كنت كده؟
وازاى عملت اللى عملت ده؟
وصلت البيت ودخلت على أوضتي ومش قادر أفكر في أي حاجة بعد موضوع أمير ده.....
عقلي لسه مش قادر يستوعبه
وبعدين انا لما كنت بحب أفكر مع حد كنت بكلم أمير....
دلوقتى أكلم مين وأقولة ايه؟
فكرت اني أكلم خالد ، وبعدين فكرت أنا هعمل ايه أصلا مع خالد؟
هقوله إزاي انى السبب في قتل نغم؟
أنا لازم افكر بهدوء.....
قضيت الأسبوع كله اوضتى مكنتش بكلم حد.....
الحاج اتصل بيا كتير ورزان جاتلى عشان تطمن عليا بس أنا فضلت قاعد ساكت أغلب الوقت ، وقلتلها إني تعبان شوية وهرتاح يومين في البيت وعايز أكون لوحدي.......
أمي وأختي ورامي حاولوا أكتر من مرة يعرفوا ليه قعدت من الشغل وقافل على نفسي.....
عدى عليا أصعب أسبوع في حياتي كلها ، الاختيار كان صعب جدا و أصعب حاجة فيه هي ان خالد لازم يعرف اللي أنا عملته ، يعرف انى كنت السبب فى تدمير حياته......
اتصلت بمالك وقلتله انى خلاص قررت...
قالى طب تعالى على الفندق انا مستنيك......
وصلتله واول ماشفته وقف أدامي وبص فى عينيا وكأنه كان شايف في عيني أنا هقوله ايه قبل ما أقوله.....
فضل باصصلى وساكت مستنينى أتكلم ، قلتله
"أنا مش عايز ابقى معاك "
ما اتكلميش معايا المرة دى ولا حاول يقنعنى ، كل اللي قاله "يبقى هتعمل اللي اتفقنا عليه"
رميت مفتاح العربية على المكتب وقلتله الفلوس كلها في الشركة أنا مش عايزاها....
بصلى بتركيز أكتر قالى وهتقول لخالد النهاردة......
هزيت رأسى بالموافقة......
قالى هتبقى هتروح تشتغل محاسب في شركة شريف أبو النجا بمرتب يخليك تعيش زى ماكنت عايش قبل كده....
مبروك يا يحيى بقيت ملك زي ما كنت عايز.....
بصتله وأنا مش مصدق انه هيسيبني أمشي بالساهل كده.....
سألته " انت مش خايف اني أتكلم وأقول اللي انا عرفته؟"
ابتسم وقالي أنا مش هقولك أنى عارف إنك مش هتتكلم ، أنا هقولك ان انت عارف انك مش هتتكلم......
قلتله يعني انت مش مخطط لموتي؟ ، انا مش خايف من الموت على فكرة ، بس أنا عايز أعرف......
ضحك وقالي شفت ، حتى الموت مش فارق معاك على أد ما فارق معك الفضول ، عايز تعرف.....
ماتخافش يا يحيى احنا مش هنقتلك ، احنا هنسيبك تعيش ميت ، ده لو عرفت تعيش بعد كده .....
اللي بيقتل حد بيبقى خايف منه أو ضعيف ، وانت عارف احنا مبنخافش ولا ضعفاء .......
قرب منى شويه وقالى
" انت قبل ما تفكر إحنا هنعرف...
وقبل ما تقرر إحنا هنصرف"
بص ناحية الشباك وقالى مع السلامة يا يحيى .......
خرجت وطلعت على خالد ومش عارف ايه الكلام اللى ممكن اقولهوله ، ومش عارف أنا ليه أصلا اختارت الاختيار ده ؟؟؟
يمكن بسبب صدمتى فى أمير اللي لسه مش عارف اقبلها لحد دلوقتي؟؟
ولا عشان خفت لما شفت الصورة كاملة؟؟
ولا يمكن عشان أحس لأول مرة اني عملت حاجة ضد إرادة مالك؟
وصلت البيت عند خالد ، سلم عليا وحضني وقالي انت كويس؟؟
قلتله بخير الحمد لله...
قالي أنا بقالي أسبوع برن عليك ما بتردش والحاج سأل عليك أكتر من مرة ، وكل ما أعدي عليك في البيت ألاقيك قافل الأوضة بالمفتاح ونايم، ولما كنت بكلم رامى عشان يطمني عليك كان بيقولي انك مش عايز تكلم حد وعايز تبقي لوحدك شوية، في ايه يا يحيي ،مالك؟؟
هو أنا مش صاحبك ولازم ترد عليا وتحكيلي؟!!!
قلتله ما أنا جايلك عشان أحكيلك....
قالى اقعد طيب قولي مالك؟؟
قعدت وفضلت باصصله ومش عارف ابدأ منين ، قلتله خالد انا كنت عارف إن نغم بتخونه قبل ماانت ما تعرف.....
بصلى بتركيز وقالي كنت عارف ازاي يعني؟ مين اللى قالك؟ وازاي ما تقوليش؟
قلتله كانت بتجيلى رسايل على التليفون من شخص مجهول ، قالى ده أكيد نفس الشخص اللي كان بيبعتلى ، انت عرفت مين ده؟؟
قلتله لأ ، اللي كان بيعتلك الرسايل هو أنا ، عشان اعرفك بطريقة غير مباشرة.....
قالي أنا مش فاهم حاجة ، يعني انت اللي بعتلى رسالة إن الولد اللي نغم حامل فيه مش إبني؟؟؟
قلتله....أيوه ، قالي وعرفت منين يا يحيى ؟؟
فضلت باصصله وساكت...
قالي ريحني يا يحيي عرفت منين ان الولد مش ابني؟
قلتله أنا معرفش إذا كان ابنك ولا لأ،
رد عليا بعصبية وقالي طالما متعرفش ، قلتلي انه مش ابني ليه؟؟
مكنتش لاقي رد لاني مش عارف قلتله كده ليه ساعتها؟
وأول رد جه في دماغي.....
قلتله كنت عايز أشوف رد فعلها......
بصلى خالد بإستغراب وعينه دمعت وقالى بصوت ضعيف وعرفت ايه هو رد فعلها؟!!!!
الدموع البسيطة اتحولت لعياط وقالى شفتها وهي مرمية على الأرض سايحة فى دمها؟؟
شفت مراتى وابنى يا يحيى وهما ميتين وأنا مرمى في السجن مش عارف أخد عزاها حتى؟!!!
كل كلمة كان بيقولهالى خالد كانت عاملة زي الطلقة بتضرب فيا.....
مكنتش قادر أمسك نفسي وعيطت أنا كمان ، لما افتكرت منظر نغم ، وافتكرت اللى انا عملته....
كنت بحاول على أد ما أقدر انى أمسك نفسي بس معرفتش .....
خالد سألنى ، انت جاي تقولى الكلام ده دلوقتى ليه؟ ، عشان تشوف رد فعلى أنا كمان لما أعرف انك انت السبب في موتها؟
فضل باصصلى شوية وعينيه لسه بتدمع وقالي بس مش انت لوحدك اللى قتلها ، أنا كمان كنت سبب ، أنا سبتها لوحدها وسافرت ، ومكنتش بكلمها خالص ، ده غير الفترة اللى قبلها كنت بتعامل معاها على أساس أنها جزء من البيت وخلاص
حسيت ساعتها انى عايز أقول على كل حاجة ، وقلتله نغم كانت تابت وقطعت مع أحمد ، ساعتها أنا اللي خليتك تسافر ، ورجعت نغم الشغل عشان أشوف هيرجعوا لبعض تاني ولا لأ ، ولما رجعوا قولتلك......
خالد بعد عنى خطوة ، وقالى انت مستحيل تكون إنسان ، انت شيطان ، أكيد انت شيطان ، وقالي أطلع برا...... برا.
خرجت من غير ما أتكلم وعرفت انى خسرت خالد للأبد ، بس ارتحت شوية لما قلت الحقيقة وارتاحت اكتر لما عيطت ، أنا كنت محتاج انى اعيط من زمان.....
طلعت على بيت رزان والحج سلم عليا وسألنى كان مالك يا ابنى الفترة اللي فاتت دي؟؟
قلتله أنا هسيب الشغل والفلوس فى أي شغل معك أو مش معك هسيبهالك......
قالى ايه اللى انت بتقوله ده؟
ايه اللي حصل؟؟؟
قلتله محصلش حاجة بس أنا عايز أبقى لوحدي الفترة دي.....
قالي انا لازم أفهم في ايه؟
قلتله ورزان كمان هسيبها ، هي تستاهل حد أحسن مني....
قالي طب ما تقول ان في مشاكل بينك وبينها وأنا أشدلك عليها ، بس ازاى يعني تسيبها وتسيب الشغل، انت أكبر من كده بكتير يا يحيي.....
قلتله هي معملتش حاجة ، أنا اللي عايز أبقى لوحدي ، قالي طب ايه اللي حصل ؟، وبعد محاولات كتير قلتله عشان خاطري خليني بعيد ، أنا وحش أوي ولأنك عاملتني زي ابنك انا مش عايز أضرك ، قربى منكوا ضرر ليكوا .....
حاول يفهم منى السبب ، بس أنا صممت ، قالي طب أنا هسيبك فترة تروق وتشيل الكلام ده من دماغك، بس هنتكلم برضو ، قلتله ماشى وانا عارف من جوايا ان دى أخر مرة هشوفه فيها....
سبته وخرجت وطلعت على البيت وفضلت قاعد فترة في البيت مابتعملش أي حاجة غير اني قافل اوضتى ، حتى تليفوني قافله على طول وحطه في الدرج عشان عايز أقعد لوحدي ، مش عايز حد يسمعني ولا يشوفنى مش عايز حد يراقبني......
دخلت في حالة من الاكتئاب......
طول النهار بفكر في حياتي وفي اللي حصل ولما بنام كنت بشوف نغم كل يوم في الحلم ، لدرجة انى بقيت أحاول أقل النوم شوية......
واللي كان تاعبني اكتر هو زن أمي وأخواتي انهم يعرفوا مالى ، ويحاولوا يطلعوني من اللي انا فيه....
قررت أنى أسيب البيت وأمشي ، وافتكرت ان أمير كان مدينى نسخة من مفتاح شقته ، عشان لو هو مش موجود وأمه محتاجه حاجة ولا جرالها حاجة لانها ست كبيرة وقاعدة لوحدها......
بصيت للمفتاح وأنا لسه مش قادر أصدق ان أمير وأمه كانوا شياطين......
أخذت المفتاح ورحت قعدت شقة أمير عشان أبقى لوحدي ، وصلت الشقة وقلبي اتقبض أول ما دخلت ، افتكرت ذكريات كتير حلوة ومواقف مع أمير عشناها هنا.....
عشت لوحدى فترة في الشقة بس كانت فترة أصعب من اللي عيشتها فى بيتى ، أنا الأول كنت بحلم بنغم بس ، لكن دلوقتى بقيت بحلم بنغم وأحمد وأمير ورنا وخالد....
كنت بخاف أنام عشان ما أحلمش بيهم ، وبخاف افضل صاحى من كتر التفكير اللي بفكره.....
فضلت على كده فترة طويلة ، وفي يوم رامى جالى شقة أمير وقالي ان لاقى شغل وهينزل يشتغل وهو في الكلية، قلتله لأ انت هتركز فى الكلية وأنا هنزل أشوف شغل....
قالى انت تعبت عشانا كتير يا يحيى وحقك أنك ترتاح.....
قلتله أنا خلاص ارتحت وهنزل اشوف شغل وصممت انه مايرحش الشغل ويركز فى دراسته....
وفعلا نزلت ادور على شغل لحد ما لقيت شغلانة في شركة صغيرة ، بس مكنتش قادر أتعامل مع الناس ، كنت حاسس إني مالك هو اللي مشغلني وان اللي حوالي شغالين معاه، كنت بشك في اى حد ، وأقعد أحسب الكلام العادي بتاعهم على انه له معنى تاني.....
مكنتش مركز في الشغل على أد ما مركز مع الناس وبقعد أحلل كل تصرف وكل كلمة ، وطول الوقت عقلى شغال.......
تعبت....
تعبت من حياتي ومن الشغل من الناس.....
سبت الشغل تاني لأني مقدرتش أكمل....
رجعت حياتي أسوأ من الأول ، فكرت انى أكلم مالك بس مارضتش اكلمه ،حسيت ان اللى أنا فيه ده هو قاصده عشان ارجع تاني......
فكرت في الانتحار بس اللى منعنى هو انى حاسس ان مالك بيعمل فيا نفس اللي عملته في أحمد وبيوصلنى للانتحار بنفسى.....
حتى الجنون ، اللي منعني انى أسلم عقلى للأوهام هو اعتقادى ان مالك عايزني اتجنن......
فضلت كده كتير.
رزان حاولت تكلمني هي والحج بس ما خليتهوش يوصلولى....
لحد ما فى يوم مروان جالي وقعد معايا وحاول يتكلم ويهون عليا ، وفى وسط كلامنا سمعنا الاذان....
قالى ركز كده يا يحيي ( الله اكبر)
يعني الله أكبر من كل اللي انت فيه ده ومن الهم اللي انت حابس نفسك فيه ، تعالي ننزل نصلي....
حسيت برجفة شديدة في قلبي وكنت خايف أقف أدام الله ، كنت حاسس بحاجز كبير بيني وبينه ، بس لبست ونزلت.....
دخلت صليت وعيطت كتير فى الصلاة ودعيته يهون عليا.....
كانت أول مرة أرتاح نفسيا من ساعة ما عرفت مالك ، ورجعت على البيت قعدت مع اخواتى وأمي.....
مروان قالي الحاج سأل عليك كتير ،انت مش ناوي ترجع الشغل بقى؟
قلتله لأ أنا مش هينفع اشتغل مع الحج تاني وما تسألنيش ليه..
قالي خلاص أنزل في أي شركة من اللى كنت بتتعامل معهم ، انت معروف بسبب شغلك مع الحاج وهتلاقي شغل بسهولة....
وفعلا نزلت اشتغلت في شركة من شركات المواد الخام اللي كنا بنتعامل معاهم ، وعدي عليا سنة كنت قريب جدا وربنا والكوابيس بطلت تجيلى، بقت حياتي كلها شغل وصلاة وقعدة مع أهلي ، وبدأت أرجع أتعامل مع الناس تاني واحدة واحدة.......
عرفت ان رنا اتخبطت.....
خالد رجع يكلمني بس مش زي الأول ، موت نغم كان عامل حاجز ما بيننا......
كانت بتجيلى أوقات بحس فيها ان أمير واحشني وانى عايز اقعد أتكلم معاه......
واوقات تانية كنت بحسب بحنين للحياة القديمة ، لما كان في إيدي كل حاجة......
جبت تليفون من غير كاميرا عشان أمشي به والتليفون القديم كنت شايله في الدرج بسجنه كل اسبوع مرة واشيله تانى، لحد اللحظة اللى بكتب فيها دلوقتي لسه شايله في الدرج .....
مش عارف ليه؟؟
يمكن فضول عشان أعرف مالك هيبعتلي رسالة تاني ولا لأ؟
ولا يمكن عشان مستنيه أصلا انه يبعتلى رسالة جديدة...
تمت!!!!!!!
أنت تقرأ
طريق المجد ( كاملة )
Actionولدي نصحتك لما صوتي اتنبــــــــــــح .... ما تخفش من جني و لا من شبـــــــــح .... و ان هب فيك عفريت قتيل إسألـــــــــه .... ما دافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح .... عجبي !!