قلاع بين النجوم (مكتملة)

الثامن والاربعون

كان يضرب الطاولة بحدةٍ وهو يقول بغضب
-:لم لا أستطيع السفر!؟، يجب أن اذهب إلى النجم الساهر أنا طبيب السفينة
وقف الرجل الذي كان خلف الطاولة غاضبا هو أيضا،وهو يطالع وجه رائف الغاضب يقول له بنبرة حادة وتأنيب 
-:لقدأخبرناك سابقا أيها الطبيب، تم تعليق الرحلات المدنية من وإلى النجم الساهر،حتى إشعار آخر لذا ...
تدخل ماجد سريعا يقاطع الحوار الذي احتد بين الاثنين،
سحب رائف وهو يقول للنائب العام للسفارة الأرضية
-:أنا سأفهم الطبيب ذلك الأمر، دع الأمر لي
جره من يده مرغماً، وهو يسحبه خلفه قائلا له
-:هل أنت مجنون يارائف،ستتعرض للإعتقال بسبب تصرفاتك، هذه هي المرة الثالثة التي تصرخ بوجه النائب العام لأنه يمنعك من الرحيل، الوضع حساس هناك
أجابه رائف بغضب
-: ضع نفسك مكاني ياسيد ماجد كل أحبائي هناك ماعدا امي، كيف كنت ستتصرف ؟!
ثم رفع صوته اكثر وضرب صدره وقال
-:ألفان وخمسمائة عائلة هناك وأنا طبيب تلك السفينة التي تتعرض لهجوم يومي.
أجلسه ماجد خلف الطاولة في المطعم وقال له
-: سأجد حلا لذلك، لكن عليك أن تهدأ قليلاً، أخبرتك سابقاً أني سأجد وسيلة تقلك، لذا انتظرني أرجوك 
قال رائف بحزن
-: لقد مر شهر كامل على وجودي هنا، ثم هناك أمرا مهما يجب أن يعرفونه، أمر ينتظرونه على أحر من الجمر، فشلت بالاتصال بهم مرات كثيرة،وحين كنت سأرسل لهم شريط مسجل، انقطع الارسال نهائيا معهم، يجب أن أكون هناك الآن، أو لن أسامح القاعدة ولن أسامح نفسي.

سفينة ضخمة تسبح في الفضاء لم تكن سفينة جميلة ومرتبة كالنجم الساهر أو الشهاب، بل كانت مرقعة في هيكلها المعدني من عدة جهات بقطع معدنية لا تتناسق مع باقي هيكلها 
وكارلوس يوجه كلامه لسيرينا
-:ظننت بداية بأن سفينة كهذه لن تقلع حتى ، لكنها فاجئتني،
محركاتها قوية جدا، إنها تحتاج فقط لصيانة خارجية، وبضع إصلاحات في الداخل وستغدو تنافس النجم الساهر والشهاب
ضحكت سيرينا قليلا ثم تغيرت ملامحها للحزن
-: هذه سفينة أبي المفضلة، كان يستخدمها فقط في الامور السلمية كان يقول أنها أقدس من أن تحارب، أو تستولي على سفن أخرى كان يسميها السنيورتا، وأحيانا يناديها الليدي
استغرب كارلوس كثيرا ثم قال بتعجب
-: إذا لم كل هذه الإصابات على هيكلها؟!
-:هاجمتها النيازك ورفضت القاعدة الأرضية مساعدتنا باصلاحها.

كانا يسيران في أرجاء الليدي  وهو يتفحصها بدقة متناهية بخبرته في التكنولجيا والإلكترونيات طبطب على جدارها المعدني وهو يبتسم لها
-:ما أن ننتهي من مهمتنا سأساعدكم بإصلاحها أعدك بذلك
نزل إلى غرفة المعدات فوجد أنها تمتلك معدات حربية ضخمة
فتح عينيه بإعجاب وهو يتفحص المدفع الكبير من كل جوانبه
-:إنه مدفع رائع ونادر من أين حصلتم عليه ؟!
استندت سيرينا على الحائط المعدني ورفعت كتفيها بمعنى" لا أعرف"
دخل رجل عجوز وهو يمسح يديه بقطعة قماش يقول بصوته المبحوح
-: من إحدى سفن الكوكب الأخضر، حين كان ذلك الكوكب مزدهرأنتج ثلاث من هذا السلاح فقط، ولأنه سلاح خطر لم يسمح الملك الاول للكوكب بصناعة المزيد، فقد خشي أن تحصل عليه جهات خاطئة، احدهم هذا الذي أمامك والثاني  تحطم في حرب قديمة
تابع كارلوس بصدمه قول العجوز
-:والثالث..!؟ مع نائل،؟!
ثم تابع مع نفسه الكلام
"ضربتان أو ثلاثة من هذا المدفع وستصبح النجم الساهر حطاماً ينتثر في الفضاء، يا إلهي"
قطع صوت سيرينا كلامه مع نفسه
-: هذا المدفع غير ذي نفع، فهو معطل منذ سنين منذ أن كان هذا العجوز طفلاً صغيراً، لذا لا تشغل بالك فيه، تعال لنتناول الطعام.