في مدينة نافورا، قرّر شيوخ القرية عقد اجتماع طارئ لمناقشة حادثة النّيران التي شرّدتهم من ديارهم، و قد تمّ استدعاء كلّ رجال القرية و من بينهم كيوني، و بدأ الاجتماع و بعد حديث مطوّل قال أحد الرّجال أنّ شابًا حذّر الجميع من نشوب النيران و كان هو السّبب وراء نجاة الجميع من ذلك الحريق المهوّل، و عندما وصف الرّجل ملامحه تأكد كيوني و كافّة الحاضرين أن ذلك الشاب الذي أنقذ القرويّين هو زيستو، كما أيقن الجميع أن الحريق الذي التهم قريتهم لم يكن محض صدفة أو حادثة عاديّة، بل هناك من أضرمها عمدًا و زيستو أدرك ذلك و قام بتحذير الجميع، و بعدها اختفى، و من الواضح أنّ اختفاءه في هذا الوقت ليس عاديًا و هناك أمر مريب.
قرّر شيوخ القرية ارسال بعض الشباب و تكليفهم بمهمّة البحث عن زيستو كما عُيّن كيوني قائدًا لتلك المجموعة الذين ليس لهم أيّ خبرة في ميادين القتال.
اتّجه كيوني نحو قصر شاندو و طلب أن يدعمه ببعضٍ من رجاله، و لبّى شاندو مطلبه و انضمّت ثلّة من رجاله لصفوف شباب القرية.
لم يتوقّع كيوني أن يحظى بمساندة شاندو، اذ لم تكُن علاقتهما وطيدة، و شعر كيوني بالإحراج و قال:
"لم أتوقّع هذا منك يا شاندو!"رد عليه شاندو قائلًا:
"كنتُ دائما إلى جانبك، لكنّك عنيد و تأبى الاستسلام و هذا ما يعجبني فيك".ابتسم كيوني و قال:
"حسنا اذن، أنا ذاهب الآن".و قبل خروجه أوقفه شاندو و قال:
"من المرجّح أن يكون فالتيس وراء هذا، لذا ان صادفتم أي رجالٍ غرباء فلا تقاتلوهم لأنهم برابرة و لن يرحموا أحد".ردّ عليه كيوني قائلاً:
"صديقي المقرّب زيستو في خطر، عليّ أن أهرع لانقاذه، و لن يوقفني شيء".قال شاندو:
"كما هو متوقّع منك، متهوّر كعادتك. لكن زيستو؟! أظنّ أنّني سمعتُ هذا الاسم من قبل!".أجابه كيوني:
"إنّه الشاب الذي كان سببًا في خروجي من سجنكَ".ردّ عليه شاندو:
"أجل، أتذكّر ذلك الشاب، إنّه يشبهك كثيرًا، أرجو أن يكون بخير".رفع كيوني سيفه وقال:
"أعلم أنّه سيكون بخير".غادر كيوني قصر شاندو، و قاد رجاله نحو المجهول، فهو لا يعلم ما قد يواجهه من متاعب، و بما أن فالتيس بدأ التحرّك فقد عزم كيوني على تصفية حسابه مع هذا الرّجل الذي قتل أمّه و حرَمه منها، و بسببه أصبح يمقتُ والده، و الآن بدأ يتطاول على أصدقائه و أهل قريته، فما الذي ينتظر كيوني في مغامرته هذه؟