أربعة جوانب..أربعة قصص..أربعة حيوات..أربعة كواكب.. يجمعهم فلك واحد..يدورون حول شمس واحدة..
فلك سديم و شمسها..بيان هو الظل الرابع في الحكاية..الظل الذي لا يفارق و لا يقترب..
ذلك الذي قالت فيروز عنه أن جسده سيحمل وسم عشقها كما الروح..
و أن قريبا تزول عنه أقنعة الجليد و يحترق عشقا كما البقية..
بيان هو الحارس الذي كلفه يوسف بحمايتها..أرادت سديم أن تعترض..أن تخبره أنها ترفض البتة أن يضحي أحدهم بحياته في سبيلها..فإن كانت حياتها غالية فإنها ليست أغلى من حيوات الآخرين..
إلا أنها كانت مستنزفة..و يوسف كان مضطربا بما فيه الكفاية..فانصاعت لكل ما أمر و تركت المياه تسري في مجراها دون أن تعترض..
كانت تظن أن بيان سيكون شخصا عابرا..مؤقتا..عابر سبيل لن تتاح لها الفرصة أن تتأمل ملامحه أو أن تحفظها فتعرفه في الظلمة كما النور..
إلا أنها كانت مخطئة..ففي حكايتها تلك لا يوجد عابرين السبيل سوى من كانوا من الأخصام الذين يكنون العداوة..
لكن كل الذي تشابكت أقدارها معهم بحب سيظلون في مدارها و لو بعد حين..
###الكوكب الأول..
وسام..جالس في الظلمة وحده..يائسا من مستقبله..حاملا على ظهره أوزار ما قد مضى..بعد لقائه بجميل هُدم عالمه..أصبح هائما في الأرض..بلا سُلطة، بلا أمل و بلا أحلام..
أخبره جميل أنه إن أنهى الشراكة بينهم فإن كل الذين يهتم بأمرهم سيدفعون الثمن..بل إن كل الذين لاقوه صدفة في الطريق سيصبحون جثثا يزين جميل بها طريق وسام في كل خطوة..
أخبره أن جثة سديم ستكون الأولى و جثة فادي ستكون الأخيرة..يشعر هو بأن كل ما حوله عدم..بأنه لا قيمة في حياة يعيش فيها مذلولا لأجل حياة من يهتم لأمرهم..لا قيمة لحياته بينما يشكل كل نفس يأخذه و كل قرار يفكر به خطرا على هؤلاء الذين شاركوه المسير صدفة أو عمدا..
كان قرارا صعبا..لقد فر من الموت منذ أيام قليلة..ذراع صغيرة التفت حوله و منحته نفحة من الحياة و الحنان..
-" أنا لا أستحق الحياة..هذا ذنب اتهامي لسديم إذا..هذا عقابي..لن يكون لها خلاص سوى بموتي.."
همس وسام لنفسه بهذه الكلمات و من ثم قام ليشعل نور دورة المياه و يسحب قلما و ورقة..
-" فادي..إن كنت تقرأ هذه الورقة فهذا يعني أنني قد رحلت عن هذا العالم..لا أستطيع أن أعود سجينا مع لارا مرة أخرى..لقد تحملت ذلك لسنوات طويلة لأجل عائلتي..لأجل مصلحة الجميع و لكن لم أعد أستطيع..ليس بعد كل ما حدث..
أتمنى لو أن خطة لارا نجحت..لوفرت علينا كثيرا من العناء..و لكن أنا ممتن لشيء واحد فقط..
مقابلتي لسديم..أنني أحمل جرحا هي داوته مرارا..إنني أحمل معي عاطفتها و مغفرتها إذ أموت..
أخبرها أن تربت على رأسي مرة واحدة قبل أن أسكن التراب..
هي ستحزن بالتأكيد..و رغم أنانية الطلب فإنني أتمنى ألا تنساني هي أبدًا..
يا صديقي قد مرت على صداقتنا سنوات طويلة..كنت لي فيها الأخ الأكبر و الصديق..سامحني أنت أيضًا..أنا أتركك وحيدا..إنني بلا قيمة..كقطعة قماش بالية..إنني متسخ جدا و مهترئ جدا..لا قيمة لي على هذه الأرض..كل ما معي من نفوذ و سلطة و مال و لا أزال سجين الروح و الجسد على حد سواء..
الآن أتحرر..أو على الأقل هكذا أتمنى.."
أنت تقرأ
ظلال
Romanceعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...