part 20

6.6K 101 18
                                    

أنت بالغة تميزين الخطأ من الصواب
لما تلك الجملة لا تغادر رأسي لما تحتل كل خلية من دماغي ماذا أفعل بحالي الآن
دخلت منزلي لأتذكر آخر مرة خرجته منها ....كم أكرهك يا توماس لقد دنستني بالعار أيها الحقير
مشت أصابعي على طاولة الطعام لطالما كانت نظيفة أما الآن فهي مليئة بالغبار
الستائر بهتت من الشمس و الفواكه في البراد تعفنت
الشطيرة التي تركتها على الطاولة قبل ذهابي تصدر رائحة كريهة و النمل مجتمع عليها من كل مكان
وضعت يدي على أنفي بتقزز و قررت تنظيف هذا المنزل و تفريغ كل ما لدي به ربما سيساعدني على بعض الاسترخاء

شردت بصورة تجمعني بأبي عندما كنت طفلة فتمردت دمعة على خدي هل ربما من ما حصل بيننا و ربما تخسرا على ايام كنا سعداء بها

أُجهدت و أنا أنظف لما بيتنا كبير جدا
بعد أن انتهيت أخذت حماما أنشط به خلاياي و نزلت للبقالة لأقتني بعض الحاجيات
لا أخفيكم ...أكلتني الهمزات و اللمزات و أحسست بنفسي بقدر نملة تمنيت أن تنشق الأرض و تبتلعني بالأخص عندما حاول البائع التحرش بي بالأصح اغتصابي

صعدت منزلي و الدموع تجمعت في مقلتي لا أدري من أين اعتراني الخجل لكنه كساني تماما كلما أتعرض لتلك المواقف أسمع كلام وليد في أذني ....لكن هل أستحق أن أعيد ترتيب حساباتي هل أستحق حياتي السابقة حتى !

____________

كان أول يوم لي حرة طليقة أتجول في كل مكان بدون قيود سوى ضبط التصرف و عدم الضحك و الأكل المتواصل رغم شهيتي المفتوحة على كل شيء.... هممم أضحك على نفسي لقد كبر قفصي فحسب
حتى أنني أشتهي أكل العشب
كنا بالحديقة أنا و أمي أقصد السيدة سيرين طبعا
كان العشب شديد الخضرة فاشتهيت تذوقه و لولا وصول جاد لكنت الآن ماعزا
لا أخفيكم بوجود أمي لا أخاف كثيرا من جاد ربما لأنها تحميني منه أو أنه يعاملني بإنسانية بوجودها
وضع يده الكبيرة على كتفي و مشى بي إلى الداخل
جلسنا في غرفة الجلوس و و كان الوضع و كأننا عائلة سعيدة
يا إلهي مللت التمثيل
كسر جاد حاجز الصمت " كيف تشعرين اليوم ؟"
وجه السؤال لأمي و يده لازالت على كتفي يلصقني به على الأريكة
" كان جيدا جدا بني .....لم أشعر بالحياة منذ عقود .....أهنئك على ملاكك الصغير "
نظر جاد لي لأشعر بالخجل من مدحها و أنظر إلى الأرض يا إلهي رائحة عطره احتلت رئتي
بدأت نوبة سعالي الشديد كما تعلمون بشأن الربو لتنقذني و لم تتوقف إلا عندما تناولت علبة الرذاذ
جلسنا مجددا على المائدة ....آااااه لقد كان الطعام شهيا لكن جاد نهاني عنه عدا طبقي الفقير المؤلف من خبزة توست مع شريحة دجاج مشوي و عصير البرتقال كم اشتهيت تناول الأرز بالكاري و حساء البصل و قطعة كبيرة من ذلك القالب و بعضا من البطاطس المقلية
ااااااا أكرهك جاد لا زلت جائعة

المهم أن الطعام مر بسلام بعد هذا اليوم الطويل صعدت أدراجا تقودني لغرفة أضطر لأخلع أملي قبل دخولها فخلف هذا الباب البقاء للأقوى

أرغب بالعيش مرَّة أُخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن