الاول ( لصوص الواي فاي والراقصة الذهبية )

109K 7.1K 4.1K
                                    

*ملحوظة *

احداث الرواية كلها بعد زواج الاحفاد بشهر تقريبًا، وزواج هالفيتي بعامين فقط ....


صلوا على النبي قبل القراءة ....
__________________

" قناة المجد للقرآن الكريم، قرآن يُتلى آناء الليل وأطراف النهار"

كان ذلك الصوت الهادئ والمريح للقلوب يصدر من التلفاز الذي يتوسط بهو شقة الطبيب الشاب ادهم، المكان هادئ، والسكون يتغلغل القلوب، فها هو يوم الجمعة يطل على الجميع مجددًا بعد اسبوع مشحون، ليبدد أي تعب وأي ملل .

ومن بين كل تلك الأصوات انبثقت صرخات عالية لتنهي تلك الحالة من السلام .

نفخ أدهم بحنق شديد وهو يبعد غطاء المفرش عنه، يتحرك خارج الغرفة يفرك عينيه بتعب، متحركًا صوب باب المنزل مباشرة دون قول كلمة لتلك التي تقف في المطبخ .

لحقته صرخة هالفيتي وهي تقول :

" متتأخرش يا ادهم عشان الفطار "

فتح ادهم الباب ومد رأسه ليرى مصدر تلك الصرخات، والذي يعلمه جيدًا فها هي المعركة بين شادية وشاكر اشتعلت مجددًا، بعد هدنة أيام بسبب انشغال شاكر في عمله، نفخ يتحرك صوب الطابق الخاص بشقة عوض وهي يتمتم بضيق :

" أنتم مش هتتهدوا غير لما اطفش من العمارة كلها "

كانت شادية تقف مستندة على سور الطابق وهي تصرخ ضاربة كفيها ببعضهما البعض :

" والله يا خويا أنا عارفة نفسي كويس، الدور والباقي على اللي مش عارفين هو فاكهة ولا خضار "

أنهت حديثها ببسمة شامتة ساخرة، لكن فجأة انمحت تلك البسمة وهي تسمع صوت غلق باب شقة شاكر، صرخت شادية برعب وهي تركض لمنزلها بسرعة تغلق الباب في عنف كبير تزامنًا مع وصول شاكر للطابق الخاص بها وهو يقول بغضب :

" قولتي ايه ؟! اطلعي هنا وقوليلي قولتي ايه يا شادية ؟!"

وصل أدهم لطابق شادية وهو يقول بانزعاج:

" فيه ايه بس يا شاكر هو كل جمعة لازم تعكروا النهار على الواحد يا اخي، مالها شادية بتتخانق معاها ليه على الصبح، أنتم لحقتوا تغسلوا وشكم لما تتخانقوا ؟!"

استدار شاكر بعنف لادهم وهو يصرخ :

" الست دي اقسم بالله باقيلها معايا تكة، تكة وهولع في الشقة بتاعتها بيها "

وصله صوت شادية من الداخل وهي تصيح بحدة :

" ابقى وريني كده يا شاكر هتعملها ازاي وأنا والله انكد عليك عيشتك، والله عال مبقاش غير بتوع الحرنكش اللي يهددوني "

لوح أدهم بكفه صارخًا في غيظ من استفزاز شادية لشاكر وهو يلقي بجسده في منتصف الطريق بين شاكر وباب منزل شادية :

زهرة آل فوستاريكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن